الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ونساءهم" (1) .. وعادت هوازن مبتهجة مجموعة الشمل بالإسلام والنساء والأطفال ونهض الجيش المسلم متوجهًا نحو مكة لأداء العمرة مع النبي صلى الله عليه وسلم وتمايلت مطايا الأنصار تحمل النبي صلى الله عليه وسلم فهو غنيمتها من هذه المعركة العظيمة .. وفي الطريق توقف النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه لأداء الصلاة ولما بدأ المؤذن بالنداء للصلاة انطلقت صيحات غريبة من خارج المعسكر المسلم .. كانوا:
مجموعة من الشباب يسخرون من الأذان
ويقومون بترديد ما يقوله مقلدين صوته الجميل وساخرين منه .. وكان أشدهم تقليدًا هو أكثرهم بغضًا للنبي صلى الله عليه وسلم ولدينه ..
وصلت صيحات الساخرين إلى مسامع النبي صلى الله عليه وسلم فتحرك نحو الصوت المستهزئ حاملًا في صدره حلم الداعية ووعي المربي وبأسلوب عذب وراق ودون تجهم وجه أو تشنج أو ضجيج تهادى نحو أولئك الفتيان برفق .. وقدم للتربويين في كل الدنيا درسا في استغلال الطاقات وعدم إهدار القدرات .. فحدثت هذه القصة التي يرويها أبو محذورة .. وأبو محذورة هذا هو ذلك الشاب الذي كان شديد البغض والتقليد للاذان وأهله حيث يقول "نعم خرجت في نفر فكنا ببعض طريق حنين .. فقفل رسول الله صلى الله عليه وسلم من حنين فلقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض الطريق .. فأذن مؤذن
(1) سند صحيح رواه ابن إسحاق ومن طريقه الطبري في التاريخ 2 - 173 وغيره: حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وهذا السند مشهور جدًا وهو حسن لكن كلمة الأنصار وَهْمٌ من عمرو أو من ابن إسحاق لأن الأنصار لم يحصلوا على شيء من غنائم هوازن إلا إن كان المقصود كل ما حصلوا عليه حتى السلب فقد حصل بعض الأنصار على سلب من قتلوه أثناء المعركة.
رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعنا صوت المؤذن ونحن متنكبون فصرخنا نحكيه ونستهزئ به .. فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصوت فأرسل إلينا إلى أن وقفنا بين يديه .. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيكم الذي سمعت صوته قد ارتفع فأشار القوم كلهم إلي وصدقوا فأرسل كلهم وحبسني فقال: قم فأذن بالصلاة فقمت ولا شيء أكره إلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا مما يأمرني به .. فقمت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فألقى إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم التأذين هو نفسه فقال قل: (1)
"الله أكبر الله أكبر
أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله
أشهد أن محمدًا رسول الله أشهد أن محمدًا رسول الله
ثم يعود فيقول أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله
أشهد أن محمدًا رسول الله أشهد أن محمدًا رسول الله
حي على الصلاة مرتين
حي على الفلاح مرتين
الله أكبر الله أكبر
…
لا إله إلا الله" (2)
تم دعاني حين قضيت التأذين فأعطاني صرة فيها شيء من فضة ثم وضع يده على ناصية أبي محذورة ثم أمارها على وجهه مرتين ثم مرتين على يديه ثم على كبده ثم بلغت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم سرة أبي محذورة ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بارك الله فيك.
(1) انظر تخريجه في الحديث بعد التالي.
(2)
صحيح مسلم 1 - 287.