الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثم أرسله" (1) وقد طهر من ذنبه الذي ارتكبه لكي يعود من جديد لمشاركة إخوته في جهادهم ونشر دين ربهم .. فالمسلم لا يدع للمعصية فرصة لإعاقته عن البذل في سبيل الله والإبداع في مرضاته .. هي كبوة أو كبوات لكنها ليست أغلالًا إلا عند من يجهل أعماق هذا الدين وآفاقه .. أو عند من لا يرى في الآخرين سوى الزوايا المعتمة متغاضيًا عن تلك الجوانب الوضاءة المبدعة ومتغاضيًا عن تلك العتمة القابعة في أعماقه ..
نهض ذلك الصحابي مع إخوته خلف نبيهم صلى الله عليه وسلم الذي أمر بالتوجه لـ:
حصار الطائف
توجه صلى الله عليه وسلم إلى الطائف لحصاره في الوقت الذي بعث فيه أبا عامر الأشعري لملاحقة مجموعة من المقاتلين كانوا تحت توجيه الشاعر الجاهلي الكبير دريد بن الصمة في معركة سميت:
غزوة أوطاس - وقتل دريد بن الصمة
حيث أوكل قيادة هذه السرية إلى أبي عامر الأشعري وذلك "لما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من حنين بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس فلقي دريد بن الصمة فقتل دريد وهزم الله أصحابه قال أبو موسى: وبعثني مع أبي عامر فرمي أبو عامر في ركبته .. رماه جشمي بسهم فأثبته في ركبته .. فانتهيت إليه فقلت يا عم من رماك؟
فأشار .. فقال: ذاك قاتلي الذي رماني فقصدت له فلحقته .. فلما
(1) سنده صحيح رواه الشافعي في مسنده 1 - 285 وغيره .. أخبرنا معمر عن الزهريّ عن عبد الرحمن بن أزهر قال: وهذا السند صحيح وهو السند الذي مر معنا قبل قليل.
رآني ولى فاتبعته وجعلت أقول له: ألا تستحي؟ ألا تثبت؟ فكف فاختلفنا ضربتين بالسيف فقتلته .. ثم قلت لأبي عامر: قتل الله صاحبك .. قال: فانزع هذا السهم .. فزعته فنزا منه الماء .. قال: يا ابن أخي أقرئ النبي صلى الله عليه وسلم السلام وقل له: استغفر لي واستخلفني أبو عامر على الناس فمكث يسيرًا .. ثم مات .. فرجعت فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم في بيته على سرير مرمل وعليه فراش قد أثر رمال السرير بظهره وجنبيه .. فأخبرته بخبرنا وخبر أبي عامر وقلت له: قال: قل له: استغفر لي .. فدعا بماء فتوضأ ثم رفع يديه فقال: اللَّهم اغفر لعبيد أبي عامر ورأيت بياض إبطيه ثم قال: اللَّهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك من الناس.
فقلت: ولي .. فاستغفر فقال: اللَّهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه .. وأدخله يوم القيامة مدخلًا كريمًا" (1)
في تلك الأتناء كان الطائف محاطًا بالقوات الإِسلامية المنتصرة المتوثبة وقد طال الحصار إلى مدة أحصاها أحد المقاتلين بقوله: "انطلقنا إلى الطائف فحاصرناهم أربعين ليلة"(2) وهم في حصنهم المنيع فلم يستطع المسلمون اقتحامه وفتحه .. وقد استخدم النبي عليه الصلاة والسلام كافة المحفزات على الفتح لدى جنوده حسب الوسائل المتاحة .. ولم يكن هناك أفضل من الرمي بالسهام بعد اختباء أهل الطائف خلف حصنهم .. يقول أحد الصحابة الذين استجابوا "حاصرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حصن الطائف فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(1) حديث صحيح رواه البخاري 4 - 1571.
(2)
صحيح مسلم 2 - 736.