الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"لما كان يوم بدر أتى بأسارى وأتى بالعباس ولم يكن عليه ثوب .. فنظر النبي صلى الله عليه وسلم له قميصًا فوجدوا قميص عبد الله بن أبي يقدر عليه .. فكساه النبي صلى الله عليه وسلم إياه .. فلذلك نزع النبي صلى الله عليه وسلم قميصه الذي ألبسه"(1) مكافأة له .. هذه هي وجهة نظر جابر رضي الله عنه فربما لم تبلغه قصة طلب ابن أبي .. هناك سؤال يطرح نفسه على الصحابة هو أنهم سيتمكنون من معرفة المنافقين بعدم صلاة النبي صلى الله عليه وسلم عليهم عند وفاتهم .. لكن كيف سيعرفون المنافقين بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم .. لم يغب ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم فقد قام صلى الله عليه وسلم باستدعاء أحد الصحابة ليقدم له:
قائمة بأسماء المنافقين
يقول حذيفة بن اليمان رضي الله عنه:
"كنت آخذًا بخطام ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم أقود به وعمار يسوق الناقة أو أنا أسوقه وعمار يقوده .. حتى إذا كنا بالعقبة فإذا أنا باثني عشر راكبًا قد اعترضوه فيها فانبهت رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم فصرخ بهم فولوا مدبرين
فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل عرفتم القوم؟ قلنا: لا يا رسول الله قد كانوا متلثمين ولكنا قد عرفنا الركاب. قال: هؤلاء المنافقون إلى يوم القيامة وهل تدرون ما أرادوا؟ قلنا لا .. قال: أرادوا أن يزاحموا رسول الله صلى الله عليه وسلم في العقبة فيلقوه منها .. قلنا: يا رسول الله .. أفلا نبعث إلى عشائرهم حتى يبعث إليك كل قوم برأس صاحبهم؟ قال: لا، أكره أن تتحدث العرب بينها أن محمدًا قاتل بقوم حتى إذا أظهره الله بهم أقبل عليهم
(1) صحيح البخاري 3 - 1095.
يقتلهم .. ثم قال: اللَّهم أرمهم بالدبيلة" (1) ولا سئل عمار حول قيام النبي صلى الله عليه وسلم بتقديم توصية خاصة له قال: (ما عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا لم يعهده إلى الناس كافة، ولكن حذيفة أخبرني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: في أصحابي اثنا عشر منافقًا فيهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط، ثمانية منهم تكفيكهم الدبيلة)(2) وهي دمل أو خراج يسبب الموت .. وبذلك التحديد لأسماء هؤلاء المنافقين تم عزلهم وإقصاء رواياتهم وأخبارهم .. بل لقد تحولوا إلى رماد تذروه رياح التاريخ .. بعد أن نجح الشيطان في إنزالهم من مقاعدهم الرفيعة التي منحهم إياها الإِسلام فرضوا بالدرك الأسفل من النار التي يقول الله تعالى عنها: {بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (138) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا (139) وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا (140) الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا (141) إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا (142) مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ
(1) حديث صحيح رواه البيهقي في كتاب دلائل النبوة من حديث محمَّد بن إسحاق عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن حذيفة: تفسير ابن كثير 2 - 373 ولم يصرح ابن إسحاق بالسماع لكن له شاهد في مسند أحمد 5 - 453 حدثنا يزيد أخبرنا الوليد بن عبد الله بن جميع عن أبي الطفيل وهو سند ثلاثي حسن وشاهد عن عروة مرسلًا.
_________
(2)
صحيح مسلم 4 - 2143.