الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كل الصحابة كانوا يحدقون بوافد اليمن
لماذا .. أوليس من هدي الصحابة الإنصات للنبي عليه السلام .. بلى ولكن لدى جرير ما يثير .. ولديه ما يخبرنا عنه فيقول رضي الله عنه:
"لما دنوت من المدينة أنخت راحلتي ثم حللت عيبتي ثم لبست حلتي ثم دخلت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فرماني الناس بالحدق فقلت لجليسي: يا عبد الله ذكرني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نعم ذكرك آنفًا بأحسن ذكر .. فبينا هو يخطب إذ عرض له في خطبته وقال: يدخل عليكم من هذا الباب أو من هذا الفج من خير ذي يمن ألا إن على وجهه مسحة ملك قال: جرير فحمدت الله عز وجل على ما أبلاني"(1)
وبعد أن التقى جرير بالنبي صلى الله عليه وسلم وجده كالنسمة الباردة لهجيره .. كالماء البارد لعطشه يقول رضي الله عنه: "ما حجبني النبي صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت ولا رآني إلا تبسم في وجهي"(2)
هذا هو سلوك النبي صلى الله عليه وسلم مع الصحابة فليبحث المتجهمون عن قدوة غيره ليبرروا تجهمهم وضيقهم بالناس وبأنفسهم ..
أما عبارات بيعة جرير فتغير أعماق الأرض وأعماق البشر .. يقول رضي الله عنه: "بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة
(1) سنده قوي رواه أحمد 4 - 359 مسند الحارث - زوائد 2 - 935 من طريق يونس بن أبي إسحاق ثنا المغيرة بن شبل الأحمسى قال سمعت جرير بن عبد الله البجلى
…
المغيرة تابعي ثقة: التقريب 2 - 269 وتلميذه صدوق من رجال مسلم التقريب 2 - 384.
(2)
صحيح البخاري 5 - 2260.
والنصح لكل مسلم" (1) و"على السمع والطاعة فلقنني: فيما استطعت .. والنصح لكل مسلم" (2)
وجاء وافد آخر من أهل اليمن وزعيم من زعمائهم .. بل ورجل سبق الأنصار في دعوة النبي صلى الله عليه وسلم للهجرة لكنه لم يكن واثقًا من ردة فعل قومه إزاء قراره استقبال هذا النبي المضطهد: "الطفيل بن عمرو الدوسي أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هل لك في حصن حصين ومنعة .. -حصن كان لدوس في الجاهلية قال صلى الله عليه وسلم: [أمعك من وراءك قال لا أدري] فأبى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم للذي ذخر الله للأنصار فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة هاجر إليه الطفيل بن عمرو وهاجر معه رجل من قومه فاجتووا المدينة فمرض فجزع فأخذ مشاقص له فقطع بها براجمه فشخبت يداه حتى مات .. فرآه الطفيل بن عمرو في منامه فرآه وهيئته حسنة ورآه مغطيًا يديه فقال له: ما صنع بك ربك فقال: غفر لي بهجرتي إلى نبيه صلى الله عليه وسلم فقال: ما لي أراك مغطيًا يديك قال: قيل لي لن نصلح منك ما أفسدت فقصها الطفيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللَّهم وليديه فاغفر"(3)
وقد شكا الطفيل رضي الله عنه تأخر إسلام قومه وعصيانهم فبعد أن "قدم طفيل بن عمرو الدوسي وأصحابه على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله إن دوسًا عصت وأبت فادع الله عليها فقيل هلكت دوس قال اللَّهم اهد دوسا وأت بهم"(4)
وعاد أبو موسى الأشعري إلى اليمن ليأتي بقومه فقال صلى الله عليه وسلم
و
(1) صحيح مسلم1 - 75 والزيادة من صحيح ابن حبان 7 - 287 وهي صحيحة السند.
(2)
صحيح مسلم 1 - 75 والزيادة من صحيح ابن حبان 7 - 287 وهط صحيحة السند.
(3)
صحيح مسلم 1 - 108.
(4)
صحيح البخارى 3 - 1073.