الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من هذه العائلة وما هي قصة السدانة
باختصار شديد: كان في قريش زعيم يقال له قصي وكان يتم في بيته كل أمر يهم القبيلة ويؤثر في مسارها .. وكان له أربعة أولاد أكبرهم عبد الدار وأحدهم جد النبي صلى الله عليه وسلم واسمه: عبد مناف فجعل قصي أمر الكعبة من اختصاص ابنه عبد الدار الذي يقف حفيده بجانب النبي صلى الله عليه وسلم واسم حفيده هذا: "عثمان بن عبد الله بن عبد العزيز بن عثمان بن عبد الدار" .. وهو يلقب الآن بطلحة "الحجبي"(1) وكانت المفاتيح عند أمه وهي مشركة وترفض تسليمها فاستأذن لإحضارها .. يقول أحد الشباب القرشين المتشوقين لدخول الكعبة: "دعا عثمان بن طلحة فقال ائتني بالمفتاح فذهب إلى أمه .. فأبت أن تعطيه فقال: والله لتعطينه أو ليخرجن هذا السيف من صلبي .. فأعطته إياه فجاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فدفعه إليه ففتح الباب"(2) لكن النبي صلى الله عليه وسلم رفض دخول الكعبة بعد فتح بابها!
لماذا رفض النبي دخول الكعبة
لقد شاهد مناظر كدرته .. شاهد الشرك متعفنًا داخل الكعبة يلوثها ويخنق براءتها .. شاهد صورًا وتماثيل هي بالنسبة لكثير ممّن يعمرون القبور وينسون الإنسان تحفًا وآثارًا يجب الحفاظ عليها .. لكن النبي صلى الله عليه وسلم يقدم درسًا علميًا لمن يجعلون من تلك الآثار وحيًا لا يكذب .. درسًا يقول إنها أعمال بشرية محضة تنبع من ميول الإنسان وخياله وهواه وأساطيره وخرافاته .. ولا تعدو إطلاقًا كونها عملًا فنيًا يعبر عمن رسمها ونحتها لا عن حقيقة هذا الشىء المرسوم ووجوده.
(1) صحيح مسلم 2 - 966.
(2)
صحيح مسلم 2 - 966.
رفض صلى الله عليه وسلم دخولها حتى يتم تطهيرها تمامًا و"أبى أن يدخل البيت وفيه الآلهة فأمر بها فأخرجت .. فأخرج صورة إبراهيم وإسماعيل في أيديهما الأزلام .. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: قاتلهم الله لقد علموا ما استقسما بها"(1) هذا هو مصير التماثيل أما الصور المرسومة على جدران الكعبة "فوجد فيه صورة إبراهيم وصورة مريم .. فقال: أما لهم فقد سمعوا أن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه صورة. هذا إبراهيم مصور فما له يستقسم"(2) و"لما رأى الصور في البيت لم يدخل حتى أمر بها فمحيت"(3) ثم دخل النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة .. لم يدخل معه أبو بكر ولا عمر ولا سعد بن عبادة ولا غيرهم من كبار الصحاية .. دخل معه أسامة وبلال وسادن الكعبة "دخل النبي صلى الله عليه وسلم وبلال وأسامة بن زيد وعثمان بن طلحة وأمر بالباب فأغلق .. فلبثوا فيه مليًا"(4)"فكبر في نواحي البيت"(5) يقول الشاب عبد الله بن عمر: "فمكثوا فيه مليًا ثم فتح الباب فخرج النبي صلى الله عليه وسلم ورقيت الدرجة فدخلت البيت"(6)
"فكنت أول من دخل فلقيت بلالًا .. فقلت أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال بين العمودين المقدمين فنسيت أن أسأله كم صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم"(7).
استطاع الشاب ابن عمر أن يسبق غيره إلى الدخول إلى الكعبة فقد كان نموذجًا حرفيًا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم لا يحب الزيادة عليها ولا النقصان ..
(1) صحيح البخاري 4 - 1561.
(2)
صحيح البخاري 3 - 1223.
(3)
صحيح البخاري 3 - 1223.
(4)
صحيح مسلم 2 - 966.
(5)
صحيح مسلم 4 - 1561.
(6)
صحيح مسلم 2 - 967.
(7)
صحيح مسلم 2 - 967.