الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال رجل لـ "ابن عباس رضي الله عنهما:
قوله عز وجل {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ} قال: إذا أردت أن تنحر البدنة فأقمها ثم قل: الله أكبر الله أكبر منك ولك .. ثم سم .. ثم انحرها .. قلت: وأقول ذلك في الأضحية؟ قال: والأضحية" (1) "ثم أمر صلى الله عليه وسلم من كل بدنة ببضعة فجعلت في قدر فطبخت فأكلا من لحمها وشربا من مرقها" (2) ثم بين لأصحابه:
السماحة في مكان الذبح
فقال: "نحرت ها هنا ومنى كلها منحر فانحروا في رحالكم"(3) أي اذبحوا في أماكن إقامتكم في منى دون التكلف للذهاب إلى المذبح.
أما عن الاشتراك في البقر أو الإبل فيقول جابر رضي الله عنه: "خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مهلين بالحج فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نشترك في الإبل والبقر كل سبعة منا في بدنة"(4)"فنحرنا البعير عن سبعة والبقرة عن سبعة"(5)، ثم أرشدهم صلى الله عليه وسلم إلى
التيسير في أمر لحوم الهدي
فبعد أن كانوا لا يأكلون لحوم الهدي إلا خلال ثلاثة أيام هى أيام منى سمح لهم بالأكل .. بل بالتزود من ذلك اللحم وأخذه معهم إلى
(1) سنده صحيح رواه الحاكم 2 - 422 وغيره عن الأعمش ومنصور وغيرهما عن أبي ظبيان عن ابن عباس. وأبو ظبيان تابعي كبير وثقة من رجال الشيخين: التقريب 1 - 182.
(2)
حديث جابر عند مسلم.
(3)
صحيح مسلم 2 - 893.
(4)
صحيح مسلم 2 - 955.
(5)
صحيح مسلم 2 - 955.
ديارهم وخلال أسفارهم .. يقول جابر: "كنا لا نمسك لحوم الأضاحى فوق ثلاث فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتزود منها ونأكل منها يعني فوق ثلاث"(1) ويجوز لمن شاء أن يأخذ من ذلك اللحم ما شاء إذا أذن صاحبه فقد قال أحد الصحابة الذين حضروا النبي صلى الله عليه وسلم وهو يذبح واسمه: "عبد الله بن قرط قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر وهو الذي يليه .. فقدمنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بدنات خمس أو ست فطفقن يزدلفن (2) إليه بأيتهن يبدأ فلما وجبت جنوبهم تكلم بكلمة خفية لم أفهمها فقلت للذي يليني: ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: من شاء اقتطع"(3) وقد كان ذلك السلوك الكريم من النبي صلى الله عليه وسلم تأثرًا بقوله تعالى: {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36) لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37)} (4)
وأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى زوجاته بلحم بقر كان قد ذبحه عنهن .. تقول عائشة رضي الله عنها: "دخل علينا يوم النحر بلحم بقر فقلت: ما هذا؟ قال: نحر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أزواجه"(5) لكن
(1) صحيح مسلم 3 - 1562.
(2)
معجزة للنبى صلى الله عليه وسلم وهي أن هذه الحيوانات يسرن نحوه.
(3)
سنده صحيح رواه البيهقي 7 - 288 وغيره عن ثور بن يزيد عن راشد بن سعد عن عبد الله بن لحي عن عبد الله بن قرظ. وعبد الله بن لحي مخضرم ثقة: التقريب 1 - 444 وتلميذه راشد بن سعد تابعي ثقة: التقريب 1 - 240 وثور بن يزيد ثقة ثبت: التقريب 1 - 121.
(4)
الحج: 37.
(5)
صحيح البخاري 2 - 611.