الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على مكة وهو صحابي اسمه: عتاب بن أسيد ويبدو من لغة الحوار بين النبي صلى الله عليه وسلم وصفوان بن معطل أن صفوان لا يزال على جاهليته أو أنه أسلم مجاملة.
.. أخذ صلى الله عليه وسلم الأدراع ثم خرج إلى:
غزوة حنين بين مكة والطائف
بعد أن تجهز بجيش كبير مؤلف من عشرة آلاف مجاهد قدموا معه قبل الفتح بالإضافة إلى أعداد غفيرة من الطلقاء الذين أسلموا بعد فتح مكة .. وفي الطريق نطق بعض الصحابة المخلصين من الطلقاء ممّن أسلم حديثًا بكلام ينسف ما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من أجله بل وما بعث من أجله ..
بعض الصحابة يريد تقليد المشركين
يقول أحد المشاركين في تلك الغزوة واسمه الحارث بن مالك:
"قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ونحن حديثو عهد بالجاهلية قال فسرنا معه إلى حنين .. وكانت كفار قريش ومن سواهم من العرب لهم شجرة عظيمة خضراء يقال لها ذات أنواط .. يأتونها كل سنة فيعلقون أسلحتهم عليها ويذبحون عندها ويعكفون عليها يومًا .. فرأينا ونحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سدرة خضراء عظيمة .. فتنادينا من جنبات الطريق: يا رسول الله .. اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الله أكبر؛ قلتم والذي نفس محمَّد بيده كما قال قوم موسى لموسى اجعل لنا إلهًا كما لهم آلهة .. قال: إنكم قوم تجهلون إنها السنن
لتركبن سنن من كان قبلكم" (1) أي اليهود والنصارى. صحح النبي صلى الله عليه وسلم تلك الزلة ثم أخذ صحابته نحو حنين ..
"ساروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين فأطنبوا السير حتى كانت عشية فحضرت الصلاة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رجل فارس فقال:
يا رسول الله .. إني انطلقت بين أيديكم حتى طلعت جبل كذا وكذا فإذا أنا بهوازن على بكرة آبائهم بظعنهم ونعمهم وشائهم اجتمعوا إلى حنين، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: تلك غنيمة المسلمين غدًا إن شاء الله ثم قال من يحرسنا الليلة؟
قال أنس بن أبي مرثد الغنوي: أنا يا رسول الله .. قال: فاركب، فركب فرسًا له فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: استقبل هذا الشعب حتى تكون في أعلاه ولا نغرن من قِبَلِكَ الليلة (2) .. فلما أصبحنا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مصلاه فركع ركعتين ثم قال: هل أحسستم فارسكم؟ قالوا: يا رسول الله .. ما أحسسناه .. فثوب (3) بالصلاة فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وهو يلتفت إلى الشعب حتى إذا قضى صلاته وسلم قال: أبشروا فقد جاءكم فارسكم. فجعلنا ننظر إلى خلال الشجر في الشعب فإذا هو قد جاء حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم .. فقال: إني انطلقت حتى كنت في أعلى هذا الشعب
(1) سنده صحيح رواه ابن إسحاق (السيرة النبوية 5 - 110) حدثني ابن شهاب الزهريّ عن سنان بن أبي سنان الدؤلي عن أبي واقد الليثي أن الحارث ابن مالك .. الزهريّ إمام ثقة تابعي معروف مر معنا كثيرًا وشيخه تابعي ثقة من رجال الشيخين: التقريب 1 - 334 والبقية صحابة.
(2)
أي احذر أن تسهو فيفاجئنا العدو من الجهة التي تراقبها.
(3)
نادى للصلاة.