الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قصة الرجلين اللذين طلبا إمارة اليمن
هما رجلان من أهل اليمن قدما إلى المدينة بصحبة أبي موسى الأشعري دون أن يشعر أبو موسى بما يضمران في نفسيهما .. ولما وقفا أمام النبي صلى الله عليه وسلم قدما طلبيهما .. فماذا كانت إجابة النبي صلى الله عليه وسلم على من يطلب الإمارة ..
أبو موسى حضر تلك المحادثة وروى تلك القصة فقال: "أقبلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعي رجلان [من بني عمي] من الأشعريين أحدهما عن يميني والآخر عن يساري فكلاهما سأل العمل والنبي صلى الله عليه وسلم يستاك .. فقال: ما تقول يا أبا موسى أو يا عبد الله بن قيس؟ فقلت: والذي بعثك بالحق ما أطلعاني على ما في أنفسهما وما شعرت أنهما يطلبان العمل .. وكأني انظر إلى سواكه تحت شفته وقد قلصت فقال: لن أو لا نستعمل على عملنا من أراده [ولا أحدًا حرص عليه] ولكن اذهب أنت يا أبا موسى أو يا عبد الله بن قيس فبعثه على اليمن ثم أتبعه معاذ بن جبل"(1)
فـ"قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن: إنك ستأتي قومًا من أهل الكتاب فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله .. فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم .. أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة .. فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم .. أن الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم .. فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك وكرائم أموالهم .. واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينه وبن الله حجاب"(2) فـ "لما قدم اليمن صلى
(1) صحيح مسلم 3 - 1456 والزوائد له أيضًا.
(2)
صحيح البخاري 4 - 1580.
بهم الصبح فقرأ {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا (125)} فقال رجل من القوم: لقد قرت عين أم إبراهيم" (1)
وبعد أن "بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا موسى ومعاذ بن جبل إلى اليمن وبعث كل واحد منهما على مخلاف -واليمن مخلافان- ثم قال يَسِّرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا [وتطاوعا فقال أبو موسى يا نبي الله إن أرضنا بها شراب من الشعير المزر وشراب من العسل البتع فقال كل مسكر حرام .. فانطلقا فقال معاذ لأبي موسى: كيف تقرأ القرآن؟ قال قائمًا وقاعدًا وعلى راحلتي وأتفوقه تفوقًا .. قال: أما أنا فأنام وأقوم فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي وضرب فسطاطًا فجعلا يتزاوران] فانطلق كل واحد منهما إلى عمله .. وكان كل واحد منهما إذا سار في أرضه وكان قريبًا من صاحبه أحدث به عهدًا فسلم عليه .. فسار معاذ في أرضه قريبًا من صاحبه أبي موسى فجاء يسير على بغلته حتى انتهى إليه وإذا هو جالس وقد اجتمع إليه الناس وإذا رجل عنده قد جمعت يداه إلى عنقه ..
فقال له معاذ: يا عبد الله بن قيس أيم هذا (2)؟ قال: هذا رجل كفر بعد إسلامه .. قال: لا أنزل حتى يقتل قال: إنما جيء به لذلك فانزل .. قال: ما أنزل حتى يقتل فأمر به فقتل ثم نزل" (3)
.. ولا يعني قول النبي صلى الله عليه وسلم: يسرا وبشرا أن يتخليا عن تنفيذ الحدود الموحى بها .. لأن التيسير مساحة لا نهاية لها .. أما تطبيق الحدود فهو وإن كان في مخالفات قليلة بعدد أصابع اليد الواحدة: إلا أن هذه الحدود تحفظ
(1) صحيح البخاري 4 - 1580.
(2)
إيش هذا أو ما هذا؟
(3)
صحيح البخاري 4 - 1578 والزيادة له 4 - 1579.