الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رضي الله عنها: "خرجت معه في النفر الآخر حتى نزل المحصب .. ونزلنا معه فدعا عبد الرحمن ابن أبي بكر .. فقال: اخرج بأختك من الحرم فلتهل بعمرة ثم افرغا ثم ائتيا ها هنا فإني أنظركما حتى تأتياني .. قالت: فخرجنا حتى إذا فرغت وفرغت من الطواف ثم جئته بسحر فقال: هل فرغتم؟ فقلت: نعم فآذن بالرحيل في أصحابه فارتحل الناس فمر متوجهًا إلى المدينة"(1) فتقول: "فلقيني النبي صلى الله عليه وسلم وهو مصعد من مكة وأنا منهبطة عليها"(2)"فاعتمرت فقال صلى الله عليه وسلم: هذه مكان عمرتك"(3)
ثم لحقت هي وأخوها عبد الرحمن بالنبي صلى الله عليه وسلم .. ولما التحقت عائشة بالركب حدثت قصص طريفة بين زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وبينه وبينهن .. لعبت الغيرة دورها المعتاد رغم عودة الجميع من رحلة الحج الرائعة .. وتألق النبي صلى الله عليه وسلم كعادته بسلوكه التربوي الرائع .. في طريق الأشواق إلى المدينة كان النبي عليه السلام يشعر بمعاناة و:
شكوى زوجته صفية من جملها
وقد كانت صفية قاسية على مشاعره الفياضة .. وقد استغلت صفية كون ذلك اليوم يومها كي تقطف المزيد من الحنان والدلال .. لكنها بالغت في الشكوى حتى كلفتها مبالغتها تلك متعة يومها ذلك ..
يقول أنس بن مالك رضي الله عنه:
"كانت صفية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر وكان ذلك يومها فأبطأت في المسير فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تبكي وتقول حملتني على بعير
(1) صحيح البخاري 2 - 565.
(2)
صحيح البخاري 2 - 566.
(3)
صحيح البخاري 2 - 590.
بطيء فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح بيديه عينيها فأبت إلا بكاء [وجعلت تزداد بكاء وهو ينهاها فلما أكثرت زبرها وانتهرها وأمر الناس بالنزول فنزلوا ولم يكن يريد أن ينزل] .. فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركها فقدمت فأتت عائشة فقالت: يومي هذا لك من رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أنت أرضيتيه عني .. فعمدت عائشة إلى خمارها وكانت صبغته بورس وزعفران فنضحته بشيء من ماء ثم جاءت حتى قعدت عند رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما لك؟ فقالت: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث فرضي عن صفية
وانطلق إلى زينب فقال لها: إن صفية قد أعيا بها بعيرها فما عليك أن تعطيها بعيرك
قالت زينب: أتعمد إلى بعيري فتعطيه اليهودية؟ فهجرها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أشهر فلم يقرب بيتها .. وعطلت زينب نفسها وعطلت بيتها وعمدت إلى السرير فأسندته إلى مؤخر البيت وأيست أن يأتيها رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فبينا هي ذات يوم إذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل البيت فوضع السرير موضعه فقالت زينب: يا رسول الله .. جاريتي فلانة قد طهرت من حيضتها اليوم هي لك فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنها" (1)
كان بيت النبوة بيتًا كبقية البيوت يجري فيه ما يجري في تلك البيوت
(1) سنده قوي رواه النسائي في السنن الكبرى 5 - 369 أخبرنا محمَّد بن خلف قال ثنا آدم قال نا سليمان بن المغيرة قال ثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك .. ابن خلف العسقلاني صدوق من رجال التقريب 1 - 158 وشيخه ابن أبي إياس العسقلاني ثقة عابد من رجال البخاري: التقريب 1 - 30 وبقية السند صحيح على شرط مسلم. والزيادة عند أحمد 6/ 337 من طريق شميسة وهي لم توثق.