الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قريش دون من سبقهم إلى الإِسلام .. دون من تخلوا عن العناد والمكابرة وإغلاق العقول .. وأدرك كذلك أن الإِسلام وضع اليوم قدمه وقدم من أسلم معه على أول المضمار .. وعليهم أن يبذلوا الكثير ليلحقوا بهؤلاء العظماء الذين اصطحبهم محمَّد صلى الله عليه وسلم معه من المدينة وغيرها .. أما النبي صلى الله عليه وسلم فقد أنهي كلماته تلك حيث كان الوقت ضحى .. ثم توجه نحو بيت ابنة عمه أبي طالب وهي أخت علي وتدعى أم هانئ كي يرتاح ويغتسل ويغسل غبار السفر والتعب عنه .. وأخذ بصحبته ابنته فاطمة وزوجها عليًا رضي الله عنهما .. وقد جرت بعض الـ:
أحداث في بيت أم هانئ
تقول رضي الله عنها: "إنه يوم فتح مكة اغتسل في بيتها ثم صلى ثماني ركعات قالت لم أره صلى صلاة أخف منها غير أنه يتم الركوع والسجود"(1) وتقول رضي الله عنها عندما "كان نازلًا عليها: إن النبي صلى الله عليه وسلم ستر عليه فاغتسل في الضحى فصلى ثمان ركعات لا يدري قيامها أطول أم ركوعها أم سجودها"(2)
وأثناء ذلك جاء رجل من المشركين يقال له ابن هبيرة إلى أم هانئ فارًا من الموت طالبًا اللجوء والحماية .. فقد هدده أخوها علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالقتل إن وجده .. تقول أم هانئ: "ذهبت إلى
(1) صحيح البخاري 4 - 1562.
(2)
سنده صحيح رواه عبد الرزاق 5 - 30 عن ابن جريج قال حدثنا ابن شهاب عن عبد الله ابن الحارث عن أم هانئ وهذا سند صحيح ابن جريج لم يدلس وابن الحارث قال علي بن المديني عنه: ثقة سمع من عمر وعثمان وعلي سمع من العباس بن عبد المطلب ومن صفوان ابن أمية ومن أم هانئ - الجرح والتعديل 5 - 30.
رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح فوجدته يغتسل وفاطمة ابنته تستره بثوب .. فسلمت .. فقال: من هذه؟ قلت: أم هانئ بنت أبي طالب .. قال: مرحبًا بأم هانئ .. فلما فرغ من غسله قام فصلى ثماني ركعات ملتحفًا في ثوب واحد فلما انصرف .. قلت: يا رسول الله .. زعم ابن أمي علي بن أبي طالب أنه قاتل رجلًا أجرته فلان بن هبيرة .. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ .. قالت أم هانئ: وذلك ضحى" (1) فالإسلام لا يفرق بين الرجل والمرأة في هذا الشأن وللمرأة أدوارها العظيمة في الحياة الإِسلامية بشرط أن تعيها وترتقي إلى مستوى الإِسلام في تفكيرها واهتماماتها ..
ولما جاء وقت العصر أمر صلى الله عليه وسلم بني خزاعة بالتوقف عن قتال بني بكر .. يقول أحد الصحابة: "لما فتح على رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة قال كفوا السلاح إلا خزاعة عن بني بكر فأذن لهم حتى صلوا العصر ثم قال كفوا السلاح"(2) فكفوا السلاح ..
انقضى العصر وانقضى القتال وجاء الليل فأين سينزل رسول الله صلى الله عليه وسلم .. طرح أسامة هذا السؤال على النبي عليه السلام فقال "يا رسول الله أين تنزل غدًا قال النبي- صلى الله عليه وسلم وهل ترك لنا عقيل من منزل ثم قال لا يرث المؤمن الكافر ولا يرث الكافر المؤمن"(3) .. أي أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرث نصيب أبيه من تلك الدار وكذلك علي رضي الله عنه لم يرث والده فاستولى عقيل على نصيبهما ..
(1) صحيح مسلم 1 - 498.
(2)
صحيح البخاري 4 - 1562.
(3)
صحيح البخاري 4 - 1560.