الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حروبًا طاحنة ضد المؤمنين وهو يقول يهود العالم للسيطرة على الأرض محاولًا إقامة دولة لليهود .. الشبهات اليوم تدور حول رجل من اليهود يعيش في المدينة يعتقد البعض أنه الدجال .. أما النبي صلى الله عليه وسلم فلم ينزل عليه شيء حول هذا الرجل .. لكن النبي صلى الله عليه وسلم كان حريصًا على اكتشاف أمره وكشف حقيقته ..
دعونا نتجول في شوارع المدينة وبين نخيلها لنتعرف إلى هذا الرجل الذي يشك بعض المؤمنين أنه المسيح الدجال تعالوا نتعرف على
ابن صياد وهل هو المسيح الدجال
كان في المدينة رجل يهودي مخيف الشكل مريب الحركات والأصوات والتصرفات .. وقد شك الرسول صلى الله عليه وسلم وبعض الصحابة أنه المسيح الدجال وكان يدعى (ابن صياد) ..
فعندما كان ذلك اليهودي طفلًا يلعب مع الصبيان قرب حصن أناس يقال لهم بني مغالة حدث شيء غريب يرويه عبد الله بن عمر فيقول:
"إن عمر بن الخطاب انطلق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط قِبَلَ ابن صياد حتى وجده يلعب مع الصبيان عند أطم بن مغالة وقد قارب ابن صياد يومئذ الحلم .. فلم يشعر حتى ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ظهره بيده ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن صياد: أتشهد أني رسول الله؟ فنظر إليه ابن صياد فقال: أشَهد أنك رسول الأميين .. فقال ابن صياد: لرسول الله صلى الله عليه وسلم أتشهد أني رسول الله فرفضه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: آمنت بالله وبرسله .. ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ماذا ترى؟ قال ابن صياد: يأتيني صادق وكاذب .. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: خلط عليك الأمر ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني قد خبأت لك خبيئًا
قال ابن صياد: هو الدخ .. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: اخسأ فلن تعدو قدرك .. فقال عمر بن الخطاب: ذرني يا رسول الله أضرب عنقه .. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن يكنه فلن تسلط عليه وإن لم يكنه فلا خير لك في قتله" (1)
في ذلك الحوار بين النبي صلى الله عليه وسلم وابن صياد اتضح تعاطي ابن صياد لنوع من السحر والكهانة وذلك عندما قال: الدخ ويعني بذلك سورة الدخان التي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم لكنه قال الدخ فقط لأن النبي عليه السلام قاطعه فورًا قبل أن يكمل اسم السورة وقال له: اخسأ ..
أما عن تلك الأشياء التي يراها ابن صياد فيقول:
"جابر بن عبد الله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي ابن صياد ومعه أبو بكر وعمر أو قال رجلان فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتشهد أني رسول الله؟ فقال ابن صياد أتشهد أني رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: آمنت بالله ورسوله .. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما ترى؟ فقال ابن صياد: أرى عرشًا على الماء .. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ترى عرش إبليس على البحر .. قال: ما ترى؟ قال: أرى صادقين أو كاذبين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبس عليه فدعوه"(2)
وقد وصل الشك ببعض الصحابة إلى درجة اليقين أنه الدجال .. ومنهم جابر رضي الله عنه يقول أحد من صحب جابرًا: "رأيت جابر بن
(1) صحيح مسلم 4 - 2244.
(2)
سنده صحيح رواه ابن أبي شيبة 7 - 495 حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا سليمان التيمي عن أبي نضرة عن جابر. أبو نضرة تابعى ثقة من رجال مسلم. انظر التقريب. وتلميذه سليمان بن طرخان التيمي تابعى مشهور من صغار تابعى أهل البصرة وهو ثقة من رجال الشيخين 1 - 326 وتلميذه ثقة معروف مر معنا كثيرًا.
عبد الله يحلف بالله أن ابن صائد الدجال .. فقلت: أتحلف بالله؟ قال: إني سمعت عمر يحلف على ذلك عند النبي صلى الله عليه وسلم فلم ينكره النبي صلى الله عليه وسلم" (1) وذلك للشبه الكبير بين الاثنين: الدجال وابن صياد ..
ولتصرفات ابن صياد المريبة وما يصدر عنه من أفعال لا تصدر عن إنسان طبيعي أبدًا .. ويبدو أنه كان يتعاطى السحر والشعوذة ويتعامل مع شياطين الجن ولا أدل على ذلك من هذه القصة التي حدثت أمام عيني ابن عمر رضي الله عنه وذلك عندما "لقي ابن عمر ابن صائد في بعض طرق المدينة فقال له قولًا أغضبه فانتفخ حتى ملأ السكة (2) .. فدخل ابن عمر على حفصة وقد بلغها فقالت له: رحمك الله ما أردت من ابن صائد أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنما يخرج من غضبة"(3)
ويقول "ابن عمر لقيته مرتين .. فلقيته فقلت: لبعضهم هل تحدثون أنه هو؟ قال: لا والله قلت: كذبتني والله لقد أخبرني بعضكم أنه لن يموت حتى يكون أكثركم مالًا وولدًا فكذلك هو زعموا اليوم .. فتحدثنا .. ثم فارقته .. فلقيته لقية أخرى وقد نفرت عينه .. فقلت: متى فعلت عينك ما أرى؟ قال: لا أدري .. قلت: لا تدري وهي في رأسك؟ قال: إن شاء الله خلقها في عصاك هذه .. فنخر كأشد نخير حمار سمعت .. فزعم بعض أصحابي أني ضربته بعصا كانت معي حتى تكسرت .. وأما أنا فوالله ما شعرت .. وجاء حتى دخل على أم المؤمنين فحدثها فقالت ما تريد إليه: ألم تعلم أنه قد قال: إن أول ما يبعثه على الناس غضب يغضبه؟ "(4)
(1) صحيح مسلم 4 - 2243 عن محمَّد بن المنكدر قال رأيت ..
(2)
الطريق الضيقة جدًا.
(3)
صحيح مسلم 4 - 2246.
(4)
صحيح مسلم 4 - 2246.