الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قالوا المسلمون فقالوا من أنت؟ قال رسول الله: فرفعت إليه امرأة صبيًا .. فقالت: ألهذا حج؟ قال: نعم ولك أجر" (1) لكن يلزم هذا الصبي أن يحج إذا بلغ لأنه غير مكلف .. فقد قال صلى الله عليه وسلم: "رفع القلم عن ثلاثة عن الصبي حتى يحتلم .. وعن النائم حتى يستيقظ .. وعن المعتوه حتى يعقل" (2) .. واصل عليه السلام سفره وهو يلبي مضطبعًا وتلبيته هي: "لبيك اللَّهم لبيك .. لبيك لا شريك لك لبيك .. إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك" (3).
لكن ماذا عن مستوى الصوت أثناء التلبية .. يقول صلى الله عليه وسلم "أتاني جبريل فأمرني أن آمر أصحابي أو من معي أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية أو بالإهلال يريد أحدهما"(4)
هذا ما يقوله الحاج الذي في طريقه إلى مكة .. لكن ماذا عن:
الاشتراط
أي ماذا عن حاج تعرض لمشكلة ما وهو في طريقه للحج وهذه المشكلة أعاقته عن الوصول إلى مكة أو أعاقته أثناء أداء الحج فلم يتمكن
(1) صحيح مسلم 2 - 974.
(2)
سنده صحيح رواه أحمد 6 - 101 ثنا حسن بن موسى وعفان وروح قالوا ثنا حماد بن سلمة عن حماد عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم وله شواهد كثيرة.
(3)
صحيح البخاري ج: 2 ص: 561.
(4)
سنده صحيح رواه مالك في الموطأ 1 - 334 عن عبد الله بن أبي بكر بن محمَّد بن عمرو ابن حزم عن عبد الملك بن أبي بكر بن الحارث بن هشام عن خلاد بن السائب الأنصاري عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
خلاد تابعى ثقة: التقريب 1 - 229 وتلميذه تابعي أيضًا وثقة من رجال الشيخين التقريب: 1 - 517 وتلميذ هذا الشيخ تابعى ثقة أيضًا انظر التقريب 1 - 405.
من المواصلة .. في هذه الحالة عليه أن يذبح هديًا من الغنم أو البقر أو الإبل: لأن الله سبحانه يقول: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ} لكن هنا يأتي الاشتراط مخرجًا من هذه الأزمة .. تقول عائشة رضي الله عنها:
"دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على ضباعة بنت الزبير فقال لها: لعلك أردت الحج؟ قالت والله لا أجدني إلا وجعة فقال لها: حجي واشترطي .. قولي: اللَّهم محلي حيث حبستني"(1) أي أنها إذا تعرضت لمانع ما فإن إحرامها ينتهي مباشرة وتصبح في حل من إحرامها دون ذبح فدي إذا اشترطت بتلك الكلمات عند إحرامها ..
امتثلت ضباعة وانطلقت مع الحجيج ..
كان سيلًا بشريًا متدفقًا هادرًا كالرعد يغسل السماء والأرض من عفن الخرافة والوثنية .. رجل كان قبل عشر سنوات يفر مع رفيقه من مكة طريدًا شريدًا باحثًا عن مأوى .. واليوم يعود إلى مكة بالمهاجرين والأنصار وبالجزيرة العربية كلها .. مشهد يتمنى المرء لو تمتع به ولو للحظات .. كان بعض الصحابة قد أحضر معه هديًا من الإبل ليذبحه لله في الحج فتحرج من ركبوها واكتفى بالسير على قدميه فرآه النبي صلى الله عليه وسلم .. "فقال: اركبها .. قال: إنها بدنة .. قال: اركبها .. قال: إنها بدنة .. قال: اركبها ويلك"(2) وقال: "اركبها بالمعروف حتى تجد ظهرًا"(3) .. ركب الصحابي دابته وجاء صحابي آخر يسأل عن:
(1) صحيح البخاري ج: 5 ص: 1957.
(2)
صحيح البخاري 5 - 2280.
(3)
صحيح مسلم ج:2 ص: 961.