الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خزاعة وكأن العملية من بقايا السلب والنهب الجاهلي .. يقول أحد الصحابة "كان في صلح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية بينه وبين قريش أنه من شاء أن يدخل في عقد محمَّد وعهده دخل ومن شاء أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فتواثبت خزاعة فقالوا نحن ندخل في عقد محمَّد وعهده وتواثبت بنو بكر فقالوا نحن ندخل في عقد قريش وعهدهم فمكثوا في تلك الهدنة نحو السبعة أو الثمانية عشر شهرًا ثم إن بني بكر الذين كانوا دخلوا في عقد قريش وعهدهم وثبوا على خزاعة الذين دخلوا في عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعهده ليلًا بماء لهم يقال له الوتير قريب من مكة فقالت قريش ما يعلم بنا محمَّد وهذا الليل وما يرانا أحد فأعانوهم عليهم بالكراع والسلاح فقاتلوهم معهم للضغن على رسول الله صلى الله عليه وسلم"(1) والنيل منه ولو معنويًا .. لكن ذلك الليل لم يستطع طمس وجوه المجرمين الذين مزقوا معاهدة الحديبية التي تطرفوا في شروطها وتغطرسوا ومع كل هذا لم يلتزموا بها .. لم يستطع الظلام إخفاء تلك الجريمة فقد تمكن بعض رجال خزاعة من التعرف على المجرمين فأمرت خزاعة أحد رجالها واسمه: عمرو بن سالم كي ينطلق نحو المدينة لطلب النجدة من النبي صلى الله عليه وسلم ففعل .. ولما وقف أمام النبي صلى الله عليه وسلم انطلق الشعر من أعماقه جمرًا ومراراة
الشعر يستغيث النصر لخزاعة
يقول أحد الصحابة "أن عمرو بن سالم ركب إلى رسول الله عندما كان من أمر خزاعة وبنى بكر بالوتير حتى قدم المدينة إلى رسول
(1) سنده صحيح رواه ابن إسحاق ومن طريقه البيهقي في الكبرى 9 - 233 حدثني الزهري عن عروة بن الزبير عن مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة أنهما حدثاه جميعًا وهذا السند هو سند البخاري في روايته لأول القصة.
الله صلى الله عليه وسلم يخبره الخبر وقد قال أبيات شعر فلما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنشده إياها:
اللَّهم إني ناشد محمدًا
…
حلف أبينا وأبيه الأتلدا
كنا والدا وكنت ولدا
…
ثمت أسلمنا ولم ننزع يدا
فانصر رسول الله نصرًا عتدا
…
وادعوا عباد الله يأتوا مددا
فيهم رسول الله قد تجردا
…
إن سيم خسفًا وجهه تربدا
في فيلق كالبحر يجري مزبدا
…
إن قريش أخلفوك الموعدا
ونقضوا ميثاقك المؤكدا
…
وزعموا أن لست أدعو أحدا
فهم أذل وأقل عددا
…
قد جعلوا لي بكداء مرصدا
هم بيتونا بالوتير هجدا
…
فقتلونا ركعًا وسجدا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نصرت يا عمرو بن سالم .. فما برح حتى مرت عنانة في السماء .. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذه السحابة لتستهل بنصر بني كعب وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس بالجهاز .. كتمهم مخرجه .. وسأل الله أن يعمي عليهم قريش خبره حتى يبغتهم في بلادهم" (1)
فهذه الجريمة لن تمر دون عقاب رادع يوقف قريش ومن معها عند حدهم .. ولن يوقفهم عند حدهم إلا إجراء بالغ الصرامة .. لن يوقف تآمرهم وكفرهم إلا:
(1) سنده صحيح رواه ابن إسحاق ومن طريقه البيهقي في الكبرى 9 - 233 حدثني الزهري عن عروة بن الزبير عن مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة أنهما حدثاه جميعًا قالا .. وهذا السند صحيح تم الحديث عنه عند صلح الحديبية وهو سند البخاري في روايته لصلح الحديبية. والزهري وعروة تابعيان إمامان ثقتان ثبتان من أشهر الأئمة.