الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جاء يوم الأحد
وتوالى الزائرون من أهل بيته وغيرهم .. كانت فاطمة عليها السلام في طريقها إلى هناك تنظر إلى هذا الأب الحاني فتبكي وتتأثر لما هو فيه من الكرب فيناديها ليخفف ما بها من حزن فيهمس في أذنها فتبكي ثم يهمس مرة أخرى فتبتسم ابتسامة تسرها وتحزن أحبابها .. كانت عائشة رضي الله عنها ترى ذلك المشهد الحزين وتقول: "أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشي النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: مرحبًا بابنتي .. ثم أجلسها عن يمينه .. أو عن شماله .. ثم أسر إليها حديثًا فبكت .. فقلت لها: لم تبكين؟ ثم أسر إليها حديثًا فضحكت .. فقلت: ما رأيت كاليوم فرحًا أقرب من حزن .. فسألتها عما قال فقالت: ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قبض النبي صلى الله عليه وسلم .. فسألتها .. فقالت أسر إلي إن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة وإنه عارضني العام مرتين ولا أراه إلا حضر أجلي وإنك أول أهل بيتي لحاقًا بي فبكيت فقال أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة أو نساء المؤمنين فضحكت لذلك"(1) امتزجت لدى فاطمة مشاعر الحزن بالسرور وأقبل الليل وازداد الحزن بالمدينة وعادت الآلام إلى أبيها من جديد و"لما ثقل النبي صلى الله عليه وسلم جعل يتغشاه فقالت فاطمة عليها السلام: واكرباه .. فقال لها: ليس على أبيك كرب بعد اليوم"(2)
ودخل فجر يوم الإثنين
وصلى أبو بكر بالمؤمنين الفجر فحدث شيء مفرح كاد معه المصلون أن يفتنوا في صلاتهم .. فبينما كان أبو بكر خاشعًا في صلاته ارتفع الستر
(1) صحيح البخاري ج: 3 ص: 1326.
(2)
صحيح البخاري 4 - 1619.