الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ملحق 2: قصيدة للبلقيني تتعلق بهذا الكتاب
أورد الناسخ (يحيى الكرماني) -في آخر المخطوط- قصيدة لشيخه البلقيني، نَظَمها البلقيني فيما يتعلق بكتابه هذا (الفوائد الجسام) بعد أن انتهى منه، وهي في أكثر من خمسين بيتًا.
قال الناسخ: (الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيد الأولين والآخِرين، محمد وآله وصحبه أجمعين. وبعدُ: فهذه قصيدة نَظَمها شيخنا شيخ الإسلام سراج الملة والدين، عمر البلقيني -حَرَس الله مُهجتَه، وأَبقَى بَهجتَه، ونَصَر اللهُ به الدينَ وملّتَه- عند قراءة هذه (الفوائد) المُورَدَة على (القواعد) بعد ختمها، وهي:
ألا حَدِّثاني عن قواعدِ شِرْعةٍ
…
وما قد حوى منها دلائلَ حُجة
فإن جِماعَ الخير: جلبُ مصالح
…
ودرءٌ لإفسادٍ يكون لحكمة
فأعمالُنا نرجو من الله مِنّةً
…
تَقَبلَها مِنّا، فيا طِيبَ مِنّة
فإنّا تمسّكنا بشرعٍ مطهر
…
وإن كتابَ الله أصلٌ لبُغية
وفيه بيان الدين في كل حالةٍ
…
كذا السنة البيضا ثبتُ طريقة
= وقوله: (بين الصلاتين) أي: بين صلاة الجمعة وصلاة العصر؛ ففي ترجمة البلقيني من الضوء اللامع 6: 89: (مات قبيل عصر يوم الجمعة). أما قول الناسخ هنا في تاريخ وفاة البلقيني: (عاشر ذي القعدة) فيختلف مع قول السخاوي في الضوء اللامع -الموضع نفسه-: (حادي عشر ذي القعدة).
وإجماعُ أهل العلم إذ هو حجةٌ
…
كذاك قياسُ الفرع جاء بسَويّة
وأحكامُ دينِ الله بانَتْ بفضلِهِ
…
وأسبابُها جاءت لتعريف علة
فأَسعَدَ ربُّ الخلق تابعَ أمرِهِ
…
وأَشقَى شقيا كان من أصلِ فِطْرةِ
وأَجْرَى مجاري الخير في كل وجهةٍ
…
وإن جِنان الخُلد بالكُره حُفّتِ
ثم قال البلقيني بعد أبيات:
وداوِ من الأدواء ما كان مُحْظَرًا
…
بقاعدةٍ جَلَتْ لتخفيف كُلفة
فخرقُ سَفِينٍ كان دفعًا لغاصبٍ
…
وفي الكهف يتلوها بإيضاح قصة
وما كان إرخاصًا فخذه بشرطِهِ
…
وفي عزمات العزم، خذها بعزمة
وراعِ جماعَ الخير في كل مقصدٍ
…
وعند ظهور الآي: خذها بقوة
إذا نسمةُ الأسحار هَبَّت، فقُم بها
…
تجدْ راحةً تأتي برَوْحٍ ونسمة
وما جاء في الدنيا بلاءً وشدةً
…
وتنكيدَ أحوال يكون بحسرة
فعُقباه في الأخرى سرورٌ وراحةٌ
…
على غُرُفات الأمن فوق الأسرّة
فيا أيها المكسورُ، فَأبْشِرْ بنصرةٍ (1)
…
على قلبك المكسور جبرًا لكسرةِ
ثم خَلَص البلقيني بعد أبيات أخرى إلى مدح الشيخ ابن عبد السلام فقال:
وقد قام بالتقعيد قبلُ عالمٌ
…
قواعدُهُ فيها بيانُ المَحَجّة
إمامٌ أَتَى للناس في قرن سادسٍ
…
من الهجرةِ الغَرّا، أفضلِ هجرة
فأكرِمْ بعز الدينِ، شيخِ زمانِهِ
…
بعبدِ السلامِ الأصيل يُدلي بنسبة (2)
(1) لم تتضح كلمة (بنصرة) في كتابة الناسخ، لكني قدّرتُها هكذا بحسب المعنى والسياق.
(2)
لم تتضح بعض الكلمات في هذا البيت، وكذلك فيما يأتي من الأبيات، وقدّرتُها حسب ما أمكن من قراءتها.
لقد كان في التأصيل أصلًا موثَّقًا
…
مفنّنة فيه يطيب لوصلِهِ
وقد كان في التقعيد يَبْني قواعدًا
…
مؤسسة بالخير في طيب قِعدة
وأبدَعَ فيما قد أَتَى من قواعد
…
وأَملَى قرنًا في ذاك تمهيدَ فكرة
وما القصدُ إلا الحق في كل حالةٍ
…
وأعمالُنا صحَّتْ لصحة نية
فَرَعْيًا لشيخ العصر سلطان وقته
…
لقد كان ذا علمٍ حقيقٍ وهيبة
وقد كان قوّامًا بإنكار منكرٍ
…
وكم قام في أمرٍ عضيلٍ بقومة
وما زال في الدنيا يُعادي ملوكها
…
ويقصد نصرَ الله بذلًا لمهجة
ثم ختم البلقيني قصيدته بالدعاء للشيخ ابن عبد السلام بقوله:
فيا ربِّ أنزِله قصورًا ورفعةً
…
تكرِّمْهُ يا ربِّ من طيب رفعة
وغُفرًا لنا يا رب فضلًا يعمّنا
…
كذاك لأهلينا جزاء لغُرفة (1)
كذاك لمن قد جا، يَقرَا قواعدًا
…
فأَكمَلَها بحثًا وكتْبًا لتُكتَبِ
وسامعِها كلًّا وبعضًا برغبةٍ
…
أجزتُ له الإملاء بحُسن روية
........................
…
...........................
وبعدُ، صلاةُ الله ثم سلامُه
…
على أحمد المختار خيرِ البريّة
وآلٍ له والصحبِ مع تَبعٍ أَتَوْا
…
يَقْفُون آثارًا على حُسن سيرة
............................
…
...........................
تمت بحمد الله تعالى
(1) فيه تلميح من البلقيني إلى قوله تعالى: {أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا} [الفرقان: 75].