الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الثالث: مراده في غير العقائد: بالنسبة إلى المشخّصات. أما بالنسبة إلى الكلّيات، فالمعتمد: القطع.
الرابع: أن الظنون في المشخصات، إنما هي في طريق الحكم عليها، لا في نفس الحكم. أما الحكم نفسه فقطعي كما هو مقرر في كتب الأصول.
* * *
[فصل فيما تُعرف به المصالح والمفاسد]
4 -
قوله في الفصل المعقود لِما تُعرف به المصالح والمفاسد:
(معظم مصالح الدنيا ومفاسدها، معروف بالعقل، وكذلك معظم الشرائع، إذ لا يخفى على عاقل قبل ورود الشرع، أن تحصيل المصالح المحضة ودرء المفاسد المحضة عن نفس الإنسان وعن غيره، محمودٌ حسنٌ؛ وأن تقديم أرجح المصالح فأرجحها محمودٌ حسنٌ) إلى آخره (1).
كلامٌ ظاهره ممنوع، لموافقته مذهب المعتزلة في التقبيح والتحسين العقليَّين. وتأويلُه على مذهب أهل السنة ممكن، ولكن تَرْك ذكر ذلك أولى.
* * *
[فصل في تقسيم أكساب العباد]
5 -
قوله في الفصل المعقود لتقسيم أكساب العباد:
(ومن هذه الأكساب ما هو خير من الثواب، كالمعرفة والإيمان)(2).
يقال عليه: من ثواب المعرفة والإيمان: النظرُ إلى وجه الرحمن،
(1) قواعد الأحكام 1: 7 - 8.
(2)
قواعد الأحكام 1: 14 - 15.
والحديث الصحيح دالٌّ على أن ذلك أفضلُ ما أُوتُوا (1) وقد صرَّح الشيخ بذلك في أواخر الكتاب (2).
وقياس ما ذكره هنا: أن يُجعل عقاب الكفر بالله وإن عظُم إلى ما لا نهاية له، قليلًا بالنسبة إلى خطر الكفر بالله. وهو كذلك (3).
(1) يعني: فيكون ثواب المعرفة والإيمان خيرًا منهما، وذلك يخالف كلام الشيخ في هذه الفقرة أن (المعرفة والإيمان) هما في نفسهما خيرٌ من ثوابهما. والحديث الصحيح الذي يشير إليه البلقيني، هو ما رواه مسلم 1: 163 (181) عن صهيب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا دخل أهل الجنة الجنةَ، قال: يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئًا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تُبيِّض وجوهنا؟ ألم تُدخلْنا الجنة وتنجينا من النار؟ قال: فيُكشف الحجاب، فما أُعطوا شيئًا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل). وفي رواية في مسند أحمد 4: 332) فيُكشف الحجاب، قال: فيتجلى الله عز وجل لهم، قال: فما أعطاهم الله شيئًا أحب إليهم من النظر إليه). وفي رواية في صحيح مسلم في الموضع السابق نفسه، زيادة: ثم تلا (أي رسول الله صلى الله عليه وسلم) هذه الآية {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26].
(2)
بل صرَّح به الشيخ هنا مباشرة بعد قوله (ومن هذه الأكساب ما هو خير من الثواب، كالمعرفة والإيمان) حيث قال بعد ذلك: (وقد يكون الثواب خيرًا من الأكساب، كالنظر إلى وجه الله الكريم
…
) وأما في آخر الكتاب كما يحيل إليه البلقيني، فلم يصرح الشيخ بهذا، بل ذكر ما هو أعم، وهو أن المعرفة والإيمان أفضل من ثوابه الذي هو دخول الجنة. ينظر: قواعد الأحكام 2: 188.
(3)
أي: أن الكفر بالله تعالى، هو في نفسه أعظم من العقاب المتوعد عليه وإن عظُم ذلك العقاب إلى ما لا نهاية له. وفي الحديث الصحيح عن عبد الله بن مسعود: قال: سألتُ النبي صلى الله عليه وسلم: أيّ الذنب أعظم عند الله؟ قال: (أن تجعل لله ندًّا وهو خلقك). قلتُ: إن ذلك لعظيم. الحديث. صحيح البخاري -واللفظ له- 6: 2734 (7082) باب وما ذُكر في خلق أفعال العباد وأكسابهم. صحيح مسلم 1: 90 (86) باب كون الشرك أقبح الذنوب وبيان أعظمها بعده.