الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويجوز حذف عامل الحال إذا دلّت عليه قرينة كما جاز حذف غيره كقولك للمسافر: راشدا ومرشدا مهديّا أي اذهب راشدا مرشدا، ويجب حذف العامل في الحال المؤكّدة (1) وهي التي لا ينتقل ذو الحال عنها ما دام موجودا غالبا، كقولهم:
زيد أبوك عطوفا فإنّ الأب لا ينفكّ عن العطف غالبا، ووجب حذف العامل لأنّ الأب يشعر بالعطف فاستغني عن التصريح بالعامل الذي هو أحقّه أو أثبته، فحصلت القرينة، وعطوفا لفظ التزم موضعه فوجب الحذف (2)، وشرط هذه الحال أن تكون مؤكّدة ومقرّرة وتابعة لمضمون جملة اسميّة (3) (4) نحو: زيد أبوك عطوفا فإنّ عطوفا مقرّر لمضمون زيد أبوك، وقال: اسميّة لأنّها لو كانت مقرّرة لمضمون جملة فعليّة لم يكن فعلها واجب الحذف (5). ومعنى كونها مؤكّدة، أنها تعلم قبل ذكرها فيكون ذكرها توكيدا لها وهل هي من الفاعل أو من المفعول؟ فالجواب: أنّك إن قدّرت ثبت أو تحقّق عطوفا فهي من الفاعل، وإن قدّرت أحقّه أو أثبته عطوفا فهي من المفعول (6).
ذكر التمييز
(7)
وهو ثاني المنصوبات المشبّهة بالمفعول، ووجه الشّبه أنّ نحو: طاب زيد نفسا، يشبه ضرب زيد عمرا، وعشرون درهما مثل: ضاربون زيدا، والتمييز تفعيل
- إنّ العامل في بسرا هذا، فهذا يقول الهذيان وفي إيضاح المفصل، 1/ 335 - 336 أورد آراءهم في العامل ومنها رأي الفارسي ثم قال «وذهب آخرون إلى أن العامل في بسرا أطيب، وهذا هو الصحيح، والقول الأول - للفارسي - وهم محض» ثم راح يسوق أدلة تؤيد كون العامل هو أطيب، منها ما ذكره أبو الفداء هنا. وللتوسع في هذه المسألة انظر الكتاب 1/ 400 والمقتضب 3/ 251 وشرح المفصل، 2/ 60 وشرح الكافية، 1/ 208 وعمدة الحافظ، 1/ 319 وشرح التصريح، 1/ 183، وهمع الهوامع، 1/ 242 وشرح الأشموني 2/ 182 وانظر إيضاح ابن الحاجب المخطوط 123 ظ.
(1)
الكافية، 394.
(2)
شرح الوافية، 223 وانظر شرح الأشموني، 2/ 192.
(3)
الكافية، 394.
(4)
وجزآها معرفتان جامدان. الهمع، 1/ 245.
(5)
شرح الكافية، 1/ 214.
(6)
شرح الوافية، 213.
(7)
الكافية، 394.
من ميّزت، وهو الاسم النكرة الذي يرفع الإبهام المستقرّ عن ذات مذكورة أو مقدّرة والإبهام: الإجمال وهو ضدّ الإيضاح وقوله: الإبهام المستقرّ، احتراز به عن الأسماء المشتركة فإنّك إذا قلت: رأيت عينا مبصرة أو جارية، لم ترفع عن تلك العين إبهاما مستقرّا بالوضع بل إبهاما عارضا للسّامع، فإنّها وضعت لشيء بعينه معلوم للمتكلم بخلاف عشرين، فإنّها وضعت مبهمة لا لدنانير ولا لدراهم (1) وقوله: عن ذات، احتراز به عن نحو المصادر الدّالة على الهيئات نحو: جلست جلسة، وعن الحال نحو: جاء زيد راكبا، فإنّه إنّما يرفع الإبهام عن صفة المجيء لا عن ذات زيد، لأنّ ذات زيد لا إبهام فيها، وقوله: الاسم النكرة، إنّما هو على المختار وهو مذهب البصريين، فإنّ المميّز (2) عندهم لا يكون إلا نكرة، والكوفيون يجيزون أن يكون التمييز نكرة ومعرفة (3) ويستشهدون بمثل قوله:/ (4)
النازلين بكلّ معترك
…
والطيّبون معاقد الأزر
ويجوز أن يدفعوا بأنّ الإضافة إلى الأجناس لا تفيد التعريف، ويستشهدون أيضا بمثل: غبن رأيه، ووجع ظهره، وفي التنزيل: سَفِهَ نَفْسَهُ (5) والبصريون يقولون: إنّ ذلك منصوب على التشبيه بالمفعول (6) ويستشهد الكوفيّون أيضا بقول الشاعر: (7)
(1) في الأصل ولا دراهم، وانظر شرح الوافية، 225 وشرح الكافية، 1/ 216.
(2)
أي التمييز، الهمع، 1/ 250.
(3)
انظر عمدة الحافظ، 1/ 361 وشرح الكافية، 1/ 223 وشرح التصريح على التوضيح، 1/ 394 وهمع الهوامع، 1/ 152.
(4)
البيت لخرنق بنت هفان القيسيّة أخت طرفة بن العبد لأمه، وقد روي البيت منسوبا لها في الكتاب، 1/ 202 - 2/ 64 والمحتسب، 2/ 198 وكتاب الحلل، 15 والإنصاف، 2/ 648 وشرح الكافية، 1/ 316 وشرح التصريح، 2/ 116 وهمع الهوامع، 2/ 119 وخزانة الأدب، 5/ 41 ورواه العيني في شرح الشواهد، 3/ 68 من غير نسبة، وعند بعضهم «النازلون» مكان النازلين. المعترك، موضع القتال، معاقد الأزر: كناية عن عفّة فروجهم تريد أنهم لا يعقدون مآزرهم على فروج زانية.
(5)
من الآية 130 من سورة البقرة.
(6)
أو على إسقاط الجار أي في نفسه، وفي رأيه، وفي ظهره، انظر تسهيل الفوائد، 115 وشرح الكافية، 1/ 223 وهمع الهوامع، 1/ 252.
(7)
البيت لرشيد أو راشد بن شهاب اليشكري، روي منسوبا له في المفضليات، للضبي، 310 وشرح -