الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشعر كقول الشّاعر: (1)
هما خطّتا إمّا إسار ومنّة
…
وإمّا دم والقتل بالحرّ أجدر
فيمن رفع فيه إسار، وأمّا من جرّه، فإنّه فصل بين المضاف والمضاف إليه بإمّا، وقد تحذف ألف التثنية إذا لقيها ساكن/ بعدها نحو: غلاما الرجل، وأمّا ياؤها فإن لاقت متحركا بقيت ساكنة نحو: غلامي زيد (2) وإن لاقت ساكنا كسرت كقوله تعالى: يا صاحِبَيِ السِّجْنِ (3) وتثبت تاء المؤنّث في التثنية لئلا يلتبس المؤنّث بالمذكّر نحو: مسلمتان، وحذفت على خلاف القياس في خصية وألية، عند تثنيتهما، فيقال: خصيان وأليان، وخصيين وأليين، قال:(4)
ترتجّ ألياه ارتجاج الوطب
لعدم التباس المذكّر بالمؤنّث فيه، وقد جاء إثباتها فيهما، وهو القياس والحذف أكثر استعمالا (5).
ذكر الجمع
(6)
الجمع ما دلّ على آحاد مقصودة بحروف مفردة بتغيير ما (7). فقوله: ما دلّ على آحاد، يخرج به المفرد والتثنية، وقوله: مقصودة بحروف مفردة، يخرج به أسماء
(1) البيت لتأبّط شرا، ورد منسوبا له في شرح الحماسة، 1/ 79 ولسان العرب، خطط، وشرح الشواهد، 2/ 277 وشرح شواهد المغني، 2/ 975 وروي من غير نسبة في الخصائص، 2/ 405 وشرح الكافية، 2/ 176 ومغني اللبيب، 2/ 699 وهمع الهوامع، 1/ 49 - 2/ 52 وشرح الأشموني، 2/ 277، وروي إسار، (بالرفع) وإسار (بالجر)، وقد وضحه المصنف.
(2)
شرح المفصل، 5/ 146.
(3)
من الآية 39 من سورة يوسف.
(4)
الرجز لم يعرف قائله، ورد في المقتضب، 3/ 41 والمنصف، 2/ 131 وأمالي ابن الشجري، 1/ 20 وشرح المفصل، 4/ 143 - 145 والمقرب، 2/ 45 وشرح الكافية، 2/ 176. الوطب: زق اللبن.
(5)
أمالي ابن الشجري، 1/ 20 والمقرب، 2/ 45.
(6)
الكافية، 410 - 411.
(7)
قوله: بتغيير ما. سقط من شرح الوافية، 318 وبعدها في الشرح المذكور «كرجال لأنه دل على ثلاثة فصاعدا بحروف مفردة وهو رجل» .
الجموع نحو: رهط فإنّه ليس له مفرد (1) ويدخل نحو: رجال، فإنه دال على آحاد بحروف مفرده، وقوله بتغيير ما، يعني أي تغيير فرضيّ، ولو في التقدير كما سنذكر في فلك وهجان.
واعلم أنّ نحو: تمر وركب ليس بجمع على الأصحّ (2) وأجاز الكوفيون في تمر ونحوه، والأخفش في ركب ونحوه، أن يكونا جمعين والصحيح الأوّل، لأنّ وزن تمر وركب فعل، وفعل ليس من أبنية الجموع، ولأنّ تمرا اسم جنس، كعسل وأسماء الأجناس ليست بجمع (3)، والفلك والهجان جمع عند جماعة (4) ويقولون: إنّ ضمّة فلك في المفرد كضمّة قفل، وضمّة فلك في الجمع كضمّة أسد وسقف، وإنّ كسرة هجان في المفرد ككسرة كتاب وحمار، وكسرة هجان في الجمع ككسرة رجال (5)، وهجان يقع على الواحد والجمع، تقول: ناقة هجان ونوق هجان، والهجان الإبل البيض.
واعلم أنّه قد اختلف في أقلّ الجمع فذهب الأكثرون إلى أنّه ثلاثة لأنّ لفظ التثنية مغاير للفظ الجمع، فوجب أن يكون
معنى التثنية مغايرا لمعنى الجمع، فلا تصدق التثنية على أقل الجمع (6)، وذهب بعضهم إلى أنّ أقلّ الجمع اثنان لعود ضمير الجمع على الاثنين كقوله تعالى: وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا (7) وأيضا فلاشتراك تثنية المتكلّم وجمعه في الضمير نحو: قمنا، والجمع إمّا صحيح؛ وهو ما
(1) بعدها في الأصل مشطوب عليه «ويخرج به نحو تمر وركب لأنّ آحادهما ليست مقصودة» وهي مذكورة بعد.
(2)
بعدها في الأصل مشطوب عليه «لأنها ليست مقصودة بحروف مفردها» .
(3)
بعدها في شرح الوافية، 318 «والراكب ليس بجمع وإن وافق الركب في حروفه الوجهين الأولين» ورد أبو حيان رأي الأخفش بأن العرب صغرتها على لفظها ولو كانت جموعا ردت في التصغير إلى مفرداتها، ومما رد به على الكوفيين أيضا أن تمرا ونحوه لو كانت جموعا لم يجز وصفها بالمفرد وقد وصفت به في قوله تعالى: إليه يصعد الكلم الطيب فاطر 10، انظر همع الهوامع، 2/ 184 - 185.
(4)
ذهب أكثر النحويين إلى كون هذا الضرب جمعا، وذهب بعضهم إلى أنّه من أسماء الجموع، وذهب آخرون إلى كونه اسما مفردا يذكر ويؤنث. انظر همع الهوامع، 2/ 185.
(5)
شرح الوافية، 318 - 319.
(6)
حاشية ياسين على مجيب النداء، 1/ 109.
(7)
من الآية 9 من سورة الحجرات.