الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل وأسماء الأفعال تنقسم إلى مرتجل، ومشتقّ، ومنقول
،
فالمرتجل نحو: صه ومه وهيهات، والمشتقّ نحو: نزال ومناع، والمنقول نحو: عليك زيدا، ودونك عمرا، أي خذه، وعندك بكرا أي إلزمه، فإنّ ذلك منقول عن الجار والمجرور والظرف وما أضيف إليه، فإنّ عليك مثلا كان جارا ومجرورا ثم صار اسم فعل هنا، وكذا دونك وعندك، كلّ واحد منهما كان ظرفا مضافا إلى كاف المخاطب ثمّ استعمل اسم فعل حسبما ذكر (1) وينقسم قسمة أخرى؛ إلى لازم نحو: صه وهيهات وإلى متعدّ بنفسه نحو: رويد زيدا، وإلى متعدّ بحرف الجرّ نحو قول المؤذن: حيّ على الصّلاة أي أقبلوا على الصلاة (2).
فصل (3) ومذهب سيبويه، أنّ كلّ فعل ثلاثي لك أن تبني منه فعال بمعنى افعل (4) كقولك:
ضراب اسم اضرب، وقعاد اسم اقعد، وقوام اسم قم، ونزال اسم انزل، وعند غيره يؤخذ سماعا كما في الرباعي بالاتفاق (5) إذ لم يأت منه إلّا قرقار (6) وعرعار (7) قال الشّاعر:(8)
- قوله: أقائم أخواك والصحيح هو الأوّل.
(1)
شرح التصريح، 2/ 197.
(2)
شرح المفصل، 4/ 29 - 31.
(3)
الكافية، 406.
(4)
قال سيبويه في الكتاب، 3/ 280 واعلم أن فعال جائزة من كل ما كان على بناء فعل أو فعل أو فعل، ولا يجوز من أفعلت لأنا لم نسمعه من بنات الأربعة إلا أن تسمع شيئا فتجيزه فيما سمعت ولا تجاوزه فمن ذلك: قرقار وعرعار.
(5)
ما عدا الأخفش إذ أجاز أن يقال: دحراج وقرطاس قياسا على قرقار. انظر شرح المفصل، 4/ 52 وشرح الكافية، 2/ 76 وشرح التصريح، 2/ 196.
(6)
يقال: قرقر البعير قرقرة هدر، وذلك إذا هدل صوته ورجّع، والاسم القرقار يقال بعير قرقار الصوت أي صافي الصوت. اللسان، قرر.
(7)
عرعار لعبة للصبيان بني على الكسر وهو معدول عن عرعرة مثل: قرقار من قرقرة، والعرعرة لعبة للصبيان لأن الصبيّ إذا لم يجد أحدا رفع صوته فقال: عرعار، فإذا سمعوه خرجوا إليه فلعبوا تلك اللعبة. اللسان، عرعر.
(8)
الرجز لأبي النجم وعجزه: -
قالت له ريح الصّبا قرقار
أي قالت الريح للسّحاب: قرقر يا رعد، فهو اسم لقولك أرعد، وأمّا عرعار، فحكاية صوت الصبي إذا خرج فلم يجد من يلعب معه فينادي: عرعار فيخرجون إليه، فكأنه اسم لقولك اخرجوا للّعب، قال الشاعر:(1)
…
... يدعو وليدهم بها عرعار
وقيل: لو كان كذلك لكان من باب الأصوات، بل هو اسم للعب معيّن للصبيان (2).
فصل (3) ومن أسماء الأفعال، ها بمعنى خذ
، وتلحقها الكاف فيقال هاك، فيتصرف مع الكاف في أحواله: هاك وهاك وهاكما إلى هاكنّ.
واعلم أنّ هلمّ/ من أسماء الأفعال (4) وهي عند الخليل مركّبة من لمّ من قولهم: لمّ الله شعثه إذا جمعه، ومن ها التنبيه فأصلها ها لمّ (5) ثمّ حذفت الألف لكثرة الاستعمال، وقال الكوفيون: هي مركبّة من هل بمعنى أسرع وأمّ بمعنى اقصد
-
واختلط المعروف بالإنكار
وروى منسوبا له في لسان العرب، قرر، وخزانة الأدب، 6/ 307 وروي من غير نسبة في الكتاب، 3/ 276 وشرح المفصل، 4/ 51 وشرح الكافية، 2/ 76 وشرح الأشموني، 3/ 160.
(1)
البيت للنابغة الذبياني ورد في ديوانه، 56 برواية: يدعو بها ولدانهم عرعار. وصدر البيت:
متكنّفي جنبي عكاظ كليهما
وورد البيت منسوبا له في شرح المفصل، 4/ 52 ولسان العرب، عرر، وخزانة الأدب، 6/ 312 وورد من غير نسبة في شرح الكافية، 2/ 76 وشرح الأشموني، 3/ 160.
(2)
انظر شرح المفصل، 4/ 52 قال الأشموني، 3/ 160 - 161 والصحيح ما قاله سيبويه؛ لأنّه لو كان حكاية صوت لكان الصوت الثاني مثل الأول نحو: غاق غاق فلما قال: عرعار وقرقار، فخالف لفظ الأول لفظ الثاني علم أنه محمول على عرعر وقرقر.
(3)
المفصل، 153.
(4)
المفصل، 152.
(5)
في الكتاب، 3/ 332: وأما هلمّ فزعم أنها حكاية في اللغتين جميعا كأنها لمّ أدخلت عليها الهاء كما أدخلت ها على ذا. وانظر شرح المفصل، 4/ 41 والتسهيل، 211 وشرح الأشموني، 3/ 205.
ثم حذفت الهمزة وجعلا اسما واحدا للفعل (1) بمنزلة باقي أسماء الأفعال نحو:
رويد، ونزال، وهي عند الحجازيين على لفظ واحد في التثنية والجمع والتذكير والتأنيث، وبنو تميم يقولون: هلمّا هلمّوا هلممن، ويلحقونها نون التأكيد أيضا نحو:
هلمّنّ وهلمنّ يا هذه وهلمانّ وهلمنّ يا هؤلاء، وهلممنانّ يا نساء (2) واعلم أنّ هلمّ على وجهين:(3) متعديّة وغير متعديّة، فالمتعديّة بمعنى أحضر وقرّب نحو قوله تعالى: هَلُمَّ شُهَداءَكُمُ (4) فإنّه من القسم المتعدي أي: أحضروا شهداءكم، وغير المتعدي بمعنى: تعال وأقبل نحو قوله تعالى: هَلُمَّ إِلَيْنا (5) فإنّه من القبيل الذي لا يتعدّى أي: تقرّب إلينا (6).
فصل (7) ومن المبنيّات ما يوافق فعال في الصيغة
فذكروه هنا وإن لم يكن من أسماء الأفعال لئلا يطول بإفراد باب له وهو على ثلاثة أضرب:
الضرب الأول: ما هو اسم للمصدر المعرفة نحو: فجار علما للفجور، وهو مبنيّ لمشابهته فعال - الذي هو اسم الفعل - من حيث الزنة والعدل؛ لأنّ فجار معدولة عن الفجور لفظا ومعنى (8).
الضرب الثاني: ما هو في معنى الصفة في النّداء، مثل: يا فساق ويا خباث وهو أيضا مبنيّ للزنة والعدل، لأنّ فساق مثلا معدول عن فاسقة وهو معرفة أيضا، لجواز وصفه بالمعرفة كقولك: يا فساق الخبيثة.
(1) قال ابن يعيش في شرح المفصل، 4/ 41 - 42 وقد أنكر بعضهم ذلك وقال: إنه ضعيف من جهة المعنى إذ كانت هل للاستفهام ولا مدخل للاستفهام هاهنا، والقول إن هل التي ركّبت مع أم ليست التي للاستفهام وإنما هي للزجر والحثّ.
(2)
الكتاب، 1/ 252 - 3/ 332 - 529.
(3)
المفصل، 152.
(4)
من الآية 150 من سورة الأنعام.
(5)
من الآية 18 من سورة الأحزاب.
(6)
شرح المفصل، 4/ 43 وحاشية الصبان، 3/ 206.
(7)
الكافية، 406.
(8)
شرح الوافية، 294 وانظر شرح المفصل، 4/ 53.