الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولو ولدت قفيرة جرو كلب
…
لسبّ بذلك الجرو الكلابا
فأقام الجار والمجرور مقام الفاعل ونصب المفعول الصّريح، والبصريون يتأولون ذلك (1).
واعلم أنّ المفاعيل إذا تعدّدت وأقمت أحدها مقام الفاعل فلك الخيار في تقديمه وتأخيره عند عدم اللّبس، فإذا التبس وجب أن يلي المقام الفعل، فقوله تعالى: وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ (2) المقام «يومئذ» ، وإذا تعدّدت المفاعيل التي تقام مقام الفاعل ولم يكن فيها مفعول به/ رفعت ما شئت لقيامه مقام الفاعل وتركت البواقي على ما تقتضيه (3) والأولى؛ أن يقام المفعول الأول من باب أعطيت مقام الفاعل دون الثاني (4) ففي قولك: أعطيت زيدا درهما، الأولى أن يقام زيد مقام الفاعل دون الدّرهم، لأنّ زيدا عاط أي متناول ففيه معنى الفاعليّة (5).
ذكر المبتدأ
(6)
وهو الاسم - أو المؤول به - المجرّد عن العوامل اللفظيّة مسندا إليه أو الصّفة الواقعة بعد حرف الاستفهام، أو حرف النّفي، رافعة لظاهر نحو: زيد قائم (7)،
- غير نسبة في الخصائص 1/ 297 وشرح المفصل، 7/ 75 وشرح الكافية، 1/ 85 وهمع الهوامع، 1/ 162.
(1)
ومما قالوا إنّ كلابا منصوب بولدت، ونصب جرو كلب على النداء على الذم وحينئذ يخلو الفعل من مفعول به فحسن إقامة المصدر مقام الفاعل، ويكون التقدير فلو ولدت قفيرة الكلاب يا جرو كلب لسبّ السّبّ بذلك، وحمله بعضهم على الشذوذ من إقامة المصدر مقام الفاعل مع وجود المفعول به وهو الكلاب، انظر الخصائص، 1/ 397 وشرح المفصل، 7/ 76 وخزانة الأدب، 1/ 338. قال ابن جني «هذا من أقبح الضرورة ومثله لا يعتد به أصلا بل لا يثبت إلا محتقرا شاذا» وفي شرح الوافية، 170 «وجوابهم أنه خارج عن القياس واستعمال الفصحاء».
(2)
من الآية 23 من سورة الفجر.
(3)
شرح الوافية، 170 وانظر شرح الكافية، 1/ 85.
(4)
الكافية، 386.
(5)
شرح الوافية، 170 والتشابه تام مع تقديم وتأخير.
(6)
الكافية، 386.
(7)
وبعدها في الكافية: وما قائم الزيدان، وأقائم الزيدان. وانظر في حد المبتدأ الكتاب 1/ 24 - 2/ 78 - 122 والمفصل، 23 وشرح المفصل، 1/ 83 وتسهيل الفوائد، 44 وشرح الكافية، 1/ 86 -
و «تسمع بالمعيديّ خير من أن تراه» (1) وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ (2) أي سماعك وصومكم.
قوله: مجرّد عن العوامل اللفظيّة، احترز به عن أسماء إنّ وكان وما ولا المشبّهتين بليس، وعن المفعول الأوّل من باب علمت، والثاني من باب أعلمت، وعلم من احترازه عن العوامل اللفظيّة خاصة أنّه لا يحترز عن العوامل المعنويّة، فإنّ المبتدأ لم يتجرّد عنها، وقوله: مسندا إليه، احترز به عن الخبر، لأنّه مجرّد، ولكن غير مسند إليه، وعن مثل الأصوات نحو: غاق، وألفاظ العدد، وحروف التهجّي فإنّها مجرّدة ولكن ليست مسندا إليها، لأنّها غير معربة لفقد التركيب، وقوله: أو الصفة الواقعة بعد حرف الاستفهام أو حرف النفي رافعة لظاهر، إنّما أفردها بالذكر لأنّها لم تدخل في رسم المبتدأ لكونها غير مسند إليها، ولم تدخل في رسم الخبر، لأنّ فاعلها سدّ مسدّ الخبر، وذلك نحو قولك: أقائم الزيدان (3) وقوله: رافعة لظاهر، معناه أنّ هذه الصفة لا تقع مبتدأ إلّا بشرط أن تتجرّد عن الضمير المستكنّ فيها، لترفع الظاهر الذي بعدها، لأنّها كالفعل إذا رفع الظاهر (4) واحترز بقوله: رافعة لظاهر عن الرافعة للمضمر نحو: أقائمان الزيدان، وأقائمون الزيدون، فإنّ قائمان وقائمون متعيّن للخبر (5) لأنّ كلّا منهما رافع لضمير متّصل مستقرّ فيه لا للظّاهر الذي بعده لأنّ أقائمان وأقائمون لو كان مبتدأ، لم يثنّ ولم يجمع، لأنّ الفعل وشبهه إذا أسند إلى الظّاهر لم يثنّ ولم يجمع على مذهب الأكثر، لكن يجوز ذلك على لغة أكلوني البراغيث وهي لغة
ضعيفة (6)، فيجوز عليها أن يقع قائمان وقائمون مبتدأ مجرّدا عن المضمر، رافعا للظّاهر الذي بعده ويكون الزيدان والزيدون فاعلا سدّ مسدّ الخبر (7).
- وهمع الهوامع، 1/ 93 وشرح الأشموني، 1/ 88.
(1)
وروي: لأن تسمع، وأن تسمع، وهو مثل يضرب لمن خبره خير من مرآه، انظره في جمهرة الأمثال للعسكري، 1/ 186 وفصل المقال، للبكري 121 والمستقصى للزمخشري، 1/ 370.
(2)
من الآية 184 من سورة البقرة.
(3)
همع الهوامع، 1/ 94.
(4)
شرح الوافية، 171 وشرح ابن عقيل، 1/ 189.
(5)
شرح الوافية، 171.
(6)
وهي لغة طيء أو أزد شنوءة أو بلحارت، المغني، 2/ 365.
(7)
شرح الكافية، 1/ 86، وتسهيل الفوائد، 44 وشرح ابن عقيل، 1/ 199، وشرح الأشموني، 1/ 192.