الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
للمبتدإ، ولا يجب تقديم المبتدأ عليه بل يجوز: قاما الزيدان وقاموا الزيدون على أنّ قاما وقاموا خبران مقدّمان، ويجب التّقديم أيضا إذا استوى المبتدأ والخبر في المعنى نحو: زيد الأفضل (1).
ذكر وجوب/ تقديم الخبر
(2)
يجب تقديم الخبر إذا تضمّن معنى الإنشاء نحو: أين زيد؟ ومتى السّفر؟ وأما إذا كان الخبر جملة نحو: زيد متى خروجه؟ فإنّه لا يجب تقديم الخبر حينئذ لكونه جملة وقد وقع الاستفهام في صدرها على بابه، وكذلك يجب تقديم الخبر إذا كان مصحّحا للمبتدإ نحو: في الدّار رجل فإنّه لو قدّم المبتدأ حصل الابتداء بالنكرة من غير تخصيص، وكذا يجب تقديمه إذا كان المبتدأ أنّ المفتوحة مع ما في حيّزها نحو:
عندي أنّك قائم، وفي ظنّي أنّك مسافر، فلو قدّمت بقيت عرضة لدخول إنّ عليها (3)، وكذا يجب تقديمه إذا كان في (4) المبتدأ ضمير راجع إلى شيء من الخبر نحو: على التّمرة مثلها زبدا، فلو قدّم المبتدأ الذي هو مثلها رجع الضمير إلى غير مذكور لا لفظا ولا معنى (5).
ذكر الابتداء بالنّكرة
(6)
للمبتدإ والخبر من جهة التعريف والتنكير أربعة أقسام: أحدها: أن يكون المبتدأ معرفة (7) والخبر نكرة وهو الأصل نحو: زيد قائم، والثاني: أن يكونا معرفتين نحو:
(1) بعدها في شرح الوافية، 173 «فجعل المتقدم مبتدأ، هو المستقيم لأنه الأصل فلا حاجة إلى تقدير تقديم وتأخير من غير فائدة» وانظر
المغني، 2/ 451 وشرح التصريح، 1/ 171 وهمع الهوامع، 1/ 55 وحاشية الصبان، 1/ 209.
(2)
الكافية، 387.
(3)
شرح الوافية، 174 وبعدها «وهم يكرهون مثل ذلك فأوجبوا تقديم الخبر ليصح دخول إن كقولك: إن في ظني أنك مسافر ونحوه وهذا قول الأكثرين».
(4)
في الأصل إذا كان المبتدأ ضمير
…
وانظر شرح الوافية 174.
(5)
شرح الوافية، 174 وانظر شرح الكافية 1/ 99 وشرح التصريح 1/ 176 وشرح الأشموني، 1/ 212.
(6)
الكافية، 387.
(7)
الكتاب، 1/ 328 والمقتضب، 4/ 127 وشرح المفصل، 1/ 85 وتسهيل الفوائد، 46.
زيد أخوك، والثالث: أن يكونا نكرتين نحو: رجل حسن قائم، والرابع: أن يكون المبتدأ نكرة والخبر معرفة وهو عكس الأصل. كقول الشّاعر: (1)
أهابك إجلالا ومالك قدرة
…
عليّ ولكن ملء عين حبيبها
فملء عين مبتدأ وهو نكرة وحبيبها خبر وهو معرفة، وقد جاء مثل ذلك مع العوامل، كقول الشّاعر:(2)
وربّ سبيئة من بيت رأس
…
يكون مزاجها عسل وماء
فعسل نكرة وهو اسم كان ومزاجها معرفة وهو الخبر، والظّاهر أنّ هذا القسم إنّما يجوز في ضرورة الشعر (3).
ولا يجوز الابتداء بالنكرة إلّا إذا تخصّصت بوجه ما (4)، لأنّها بالتخصيص تقارب المعرفة، وتخصيصها بأحد أمور عشرة:
1 -
الوصف نحو: رجل عالم في الدار.
2 -
الاستفهام نحو: أرجل في الدار أم امرأة.
3 -
النفي نحو: ما أحد خير منك.
4 -
أن تقع النكرة بمعنى الفاعل المثبت بعد نفي نحو «شرّ أهرّ ذا ناب» ، أي:
ما أهرّ ذا ناب إلّا شر (5).
(1) البيت لنصيب بن رباح الأكبر مولى بني مروان، نسب له في شرح ديوان الحماسة للمرزوقي، 3/ 1363 وشرح الشواهد، 1/ 213 وشرح
التصريح، 1/ 176 وورد من غير نسبة في عمدة الحافظ، 1/ 78، وشرح ابن عقيل، 1/ 241 وشرح الأشموني، 1/ 213.
(2)
البيت لحسّان بن ثابت ورد في ديوانه 71 برواية كأن خبيئة، وروي البيت منسوبا له في كل من الكتاب، 1/ 49 والمقتضب، 4/ 92 برواية كأن سلافة، والمحتسب 1/ 379 والحلل في شرح أبيات الجمل، للبطليوسي 46 وشرح المفصل، 7/ 91 - 93. ولسان العرب، سبأ، ومغنى اللبيب 2/ 453 - 695 - وشرح شواهد المغني، 2/ 849 ورواه السيوطي في همعه، 1/ 119 من غير نسبة برواية كأن سلافة ورواه جميعهم وكأن مكان ورب، السبيئة: الخمر، بيت رأس: اسم لقريتين في كل واحدة منهما كروم كثيرة إحداهما بالبيت المقدس، والأخرى من نواحي حلب معجم البلدان، 1/ 520.
(3)
الكتاب، 1/ 48 والمقتضب، 4/ 91.
(4)
الكافية، 386.
(5)
مثل يضرب عند ظهور أمارات الشرّ ومخايله انظر المستقصى، 2/ 130 ومجمع الأمثال للميداني، -