الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن ثمّ خظّئ أبو نواس في قوله: (1)
كأنّ صغرى وكبرى من فواقعها
…
حصباء درّ على أرض من الذّهب
وأما استعمالهم دنيا وجلّى ونحوهما بدون ذلك فمؤوّل. أمّا دنيا وهي تأنيث الأدنى، فإنّها غلبت عليها الاسميّة بعد أن كانت صفة وصارت اسما لهذه الحياة الأولى، وأمّا جلّى فكانت صفة تأنيث الأجل، ثم غلبت عليها الإسميّة فجرّدت عن الألف واللام وصارت اسما للحرب (2) / قال الشاعر:(3)
وإن دعوت إلى جلّى ومكرمة
…
يوما سراة كرام النّاس فاد عينا
ذكر اسم الزمان والمكان
(4)
والمراد باسم الزمان والمكان الاسم المشتقّ لزمان الفعل أو مكانه والغرض من الإتيان بذلك ضرب من الإيجاز والاختصار، فإنه لولاهما للزم الإتيان بلفظ الفعل ولفظ الزمان والمكان نحو: هذا الزمان أو هذا المكان الذي قتل فيه زيد (5) فاشتقّ اسم الزمان أو المكان على مثال الفعل المضارع، وأوقعوا ميما موقع حرف المضارعة فقالوا: هذا مقتل زيد.
وكيفية بنائه على مثال المضارع أن ينظر إلى حركة عين الفعل المضارع فإن
(1) هو الحسن بن هانيء كان شاعرا عالما، ولد بالأهواز ونشأ في البصرة ومات في بغداد 195 هـ انظر أخباره في الشعر والشعراء، 2/ 680 والفهرست، 228 ونزهة الألباء، 77. والبيت ورد في ديوانه، 243 وروي منسوبا له في شرح المفصل، 6/ 100 - 102، وشرح الشواهد، 3/ 48 وشرح التصريح على التوضيح، 2/ 102 وشرح الأشموني، 3/ 48 - 52 وحاشية الخضري، 2/ 47 وورد البيت من غير نسبة في المغني، 2/ 380. ويروى فقاقعها مكان فواقعها، والفواقع مفردها فقاعة، وهي: النفاخات التي تظهر على سطح الماء.
(2)
شرح المفصل، 6/ 100.
(3)
البيت لبشامة بن حزن النهشليّ، روي منسوبا له في شرح الحماسة، 1/ 102 وشرح المفصل، 6/ 101 ومن غير نسبة في شرح الكافية، 2/ 219 وشفاء العليل، للسلسيلي، 2/ 618 وحاشية الشيخ ياسين على شرح التصريح، 2/ 381.
(4)
المفصل، 237 - 238.
(5)
شرح المفصل، 6/ 107.
كانت مضمومة أو مفتوحة، فتحت عين مفعل، وإن كانت مكسورة كسرت (1) مثاله مما عين مضارعه مضمومة، مصدر ومقتل ومدخل ومقعد ومقام ونحو ذلك، ومقام أصله مقوم على وزن مفعل، فقلبت واوه ألفا، لأنه لمّا وقع حرف العلّة منه في الموضع الذي أعلّ من الفعل، أعلّ كما أعلّ في فعله، ومثاله مما عين مضارعه مفتوحة، مشرب وملبس ومذهب، واستثني أحد عشر اسما مما عين فعله المضارع مضمومة، جاء مفعل منها مكسور العين وكان قياسه الفتح وهي: المنسك (2)، والمجزر وهو الموضع الذي ينحر فيه الجزور، يقال: جزر الجزور يجزرها بالضم (3) والمنبت وهو موضع النّبات وهو من ينبت بالضم (4)، والمطلع موضع الطلوع (5)، والمشرق والمغرب لموضع الشروق والغروب، وهما من فعل يفعل بالضم (6)، والمفرق اسم للموضع الذي يفرق فيه الشعر من وسط الرأس، وهو من يفرق بالضم (7)، والمسقط، موضع السقوط (8)، ومنه مسقط الرأس، موضع الولادة، والمسكن (9)، موضع السكنى، والمرفق موضع الرفق، ومنه مرفق اليد وهو موضع الاتصال بالعضد (10) والمسجد وهو البيت، فأمّا المصدر ومكان السجود فهو مسجد
(1) الكتاب، 4/ 87 - 93 وشرح المفصل، 6/ 107 وشرح الشافية، 1/ 181.
(2)
والمنسك بالفتح والمنسك بالكسر، شرعة النسك، وقيل المنسك بالفتح النسك نفسه، والمنسك بالكسر الموضع الذي تذبح فيه النسيكة، وهي الذبيحة. اللسان، والمصباح المنير، نسك.
(3)
جزر الشيء يجزره بالضم ويجزره بالكسر جزرا، قطعه، والمجزر بكسر الزاي موضع جزرها. الصحاح واللسان، جزر.
(4)
يقال: نبت الشيء ينبت بالضم نبتا ونباتا، والمنبت بالكسر موضع النبات، وهو أحد ما شذّ من هذا الضرب وقياسه المنبت بالفتح. اللسان، نبت.
(5)
طلعت الشمس والكوكب طلوعا ومطلعا ومطلعا، والمطلع والمطلع أيضا موضع طلوعها. الصحاح طلع. وفي اللسان: ومطلع بالفتح لغة.
(6)
يقال: شرقت الشمس تشرق شروقا وشرقا، طلعت، واسم الموضع المشرق، وكان القياس المشرق اللسان، شرق. وانظر غرب.
(7)
اللسان، فرق.
(8)
اللسان، سقط.
(9)
السّكن والمسكن بالفتح، والمسكن بالكسر المنزل والبيت، والأخيرة نادرة وأهل الحجاز يقولون: مسكن بالفتح. الصحاح، واللسان، سكن.
(10)
لسان العرب، رفق.