الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لعزّة موحشا طلل قديم
…
...
لأنّها لو أخّرت لالتبست بالصفة، في نحو قولك: ضربت رجلا مجرّدا من ثيابه، لأنّ الحال يتقدّم على ذي الحال، والصفة لا تتقدّم على الموصوف.
وعامل الحال
(1)
إمّا فعل أو شبه فعل أو معنى فعل، لتحقّق الفاعل والمفعول بها، أمّا الفعل فنحو: ضربت، وأمّا شبه الفعل فهو: الصفات المشتقّة من الفعل الحقيقي الذي هو المصدر، نحو: زيدا قائما، والمراد بالصفات المشتقّة من الفعل؛ اسم الفاعل، نحو: زيد ضارب عمرا (2) قائما، واسم المفعول نحو: زيد مضروب قائما، وأفعل التفضيل نحو: هذا بسرا أطيب منه رطبا (3) والصفة المشبّهة باسم الفاعل، نحو:
مررت بالحسن وجها قائما، وأمّا معنى الفعل فهو: ما أقيم مقام الفعل من غير الصفات والحروف واستنبط فيه معنى الفعل (4) نحو اسم الإشارة مثل هذا بَعْلِي شَيْخاً (5) وقد تقدّم، ونحو التمني مثل: ليت زيدا قائما، أي أتمنّاه
قائما (6) ونحو التشبيه مثل: كأنّ زيدا قائما أسد أي: أشبّهه في حال قيامه بالأسد، ونحو الظرف مثل: زيد في الدار قائما وقد تقدّم ونحو التنبيه مثل: ها هو زيد قائما، ونحو الجار والمجرور مثل: ما لك واقفا، وقد تقدّم أيضا، فهذه وشبهها استنبط فيها معنى الفعل وليست مشتقة من فعل، فالفعل وشبهه يعملان في الحال متقدّمة نحو: قائما ضرب زيد، وقائما زيد ضارب، بخلاف معنى الفعل فإنّه لا يجوز: قائما هذا زيد، لضعف
- وشرح الشواهد، 2/ 174، وروي البيت من غير نسبة في الخصائص، 2/ 492 وشرح المفصل، 2/ 50 والمغني، 1/ 85 - 2/ 436 - 659 وشرح التصريح، 2/ 120 وشرح الأشموني، 2/ 174 خلل بكسر الخاء جمع خلّة: وهي بطانة يغشى بها أجفان السيف.
(1)
الكافية، 393.
(2)
في الأصل عمروا.
(3)
شرح المفصل، 2/ 60 وشرح التصريح 1/ 383.
(4)
شرح الكافية، 1/ 201.
(5)
من الآية 72 من سورة هود.
(6)
شرح الكافية، 1/ 201 وشرح الأشموني، 2/ 180.
معنى الفعل وقوّة الأوّلين (1) بخلاف الظّرف (2) نحو: أكلّ يوم لك ثوب، وإنّما لم تجر الحال/ مجرى الظّرف في جواز تقدّمها على الفعل المعنوي لاتساعهم في الظروف، ولا يتقدّم حال المجرور عليه، فإذا قلت: مررت قائما بعمرو، كان الحال من الضمير الفاعل في: مررت لا من عمرو، ويتبيّن (3) بمثل: مررت قائمة بهند، فيتعيّن للمنع، ومررت قائما بهند، فيتعيّن للجواز، هذا قول الأكثرين (4).
ويكون الحال جملة خبريّة (5) لأنّ الحال خبر عن ذي الحال، فكما جاز الإخبار عن الشيء بالجملة كذلك جاز وقوع الحال جملة وكما أنّ الجملة الإنشائيّة لا تقع خبرا فكذلك لا تقع حالا، والجملة الخبريّة التي تقع حالا تكون اسميّة، وتكون فعليّة، والفعليّة بفعل مضارع وماض، وكلّ منهما يكون مثبتا ومنفيّا كما سنمثله، والجملة الاسميّة إذا وقعت حالا لزمها الواو، كقولك: جاء زيد ويده على رأسه، وحذف الواو معها استغناء بالضمير شاذّ، وحذف الضمير استغناء بالواو فصيح (6) كقولك: جاءني زيد وعمرو منطلق، وقد وردت بالضمير وحده كقولك:
كلّمته فوه إلى فيّ وهو شاذّ (7) وأما قوله تعالى: وَيَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ (8) وهو وقوع الجملة الاسميّة حالا بغير واو، فيحتمل أن تكون وجوههم مسودّة مفعولا ثانيا لترى، أو تكون حالا (9)
وحذفت الواو كراهة
(1) شرح الوافية، 220 وانظر شرح الأشموني 2/ 180.
(2)
انظر خلافهم حول ذلك في شرح الكافية، 1/ 206 وتسهيل الفوائد، 110 - 111 وشرح الأشموني، 2/ 179 - 181 وشرح التصريح، 1/ 384 وهمع الهوامع 1/ 241.
(3)
غير واضحة في الأصل.
(4)
بعدها في شرح الوافية 220 «وإنما منعوه لأن الحال فيه معنى الوصفية فكرهوا أن يقدموها عليه» وانظر الهمع، 1/ 242.
(5)
الكافية، 394.
(6)
شرح المفصل، 2/ 65 وشرح الكافية، 1/ 212 وشرح الأشموني، 2/ 192 وهمع الهوامع، 1/ 246.
(7)
قال ابن يعيش في شرح المفصل، 2/ 66: فإن أراد أنه شاذ من جهة القياس فليس بصحيح لوجود رابطة في الجملة الحالية وهو الضمير في فوه وإن أراد أنه قليل من جهة الاستعمال فقريب لأنّ استعمال الواو في هذا الكلام أكثر لأنّها أدلّ على الغرض واظهر في تعليق ما بعدها بما قبلها ..
(8)
من الآية 60 من سورة الزمر.
(9)
انظر إعراب القرآن المنسوب للزجاج القسم الثاني 633، وفي البيان 2/ 325 واستغني عن الواو لمكان -
اجتماع الواوين كما حذفت واو العطف من قوله تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ (1) تخفيفا لاجتماع الواوين إذ المعنى، ووجوه يومئذ ناعمة، وتحذف الواو من الجملة الفعليّة إذا كان فعلها مضارعا مثبتا كقولك جاء زيد يقرأ، ولا يقال في مثله ويقرأ، لأنّه في معنى قارئا معنى وزنة (2) وإن لم يكن المضارع مثبتا أو كان الفعل ماضيا مثبتا، أو منفيّا، جاز أن تأتي بالواو والضمير معا، وبالواو وحدها، وبالضمير وحده، ولا بدّ في الماضي من قد ظاهرة أو مقدّرة (3) فذلك تسعة أقسام، ثلاثة مع الواو والضمير، وهي: مضارع منفيّ مثل: جاءني زيد وما يتكلّم غلامه، وماض مثبت مثل: جاءني زيد وقد تكلّم غلامه، وماض منفيّ مثل: جاءني زيد وما خرج غلامه، وثلاثة بالواو فقط وهي مضارع منفيّ، مثل جاءني زيد ولم يتكلّم عمرو، وماض مثبت مثل: جاءني زيد وقد تكلّم عمرو، وماض منفيّ مثل: جاءني زيد وما تكلّم عمرو، وثلاثة بالضمير فقط، مضارع منفيّ مثل: جاءني زيد ما يتكلّم غلامه، وماض مثبت مثل: جاءني زيد قد تكلّم غلامه، وماض منفيّ مثل: جاءني زيد ما تكلّم غلامه (4).
وكلّ ما دلّ على هيئة صحّ وقوعه حالا (5) سواء كان مشتقّا أو لم يكن نحو:
هذا بسرا أطيب منه رطبا، أي هذا حال كونه بسرا أطيب/ منه حال كونه رطبا، فالبسر والرّطب حالان مع أنّهما ليسا بمشتقّين ولكن لدلالتهما على الهيئة صحّ وقوعهما حالا. والعامل في رطبا هو أطيب بالاتفاق، وفي بسرا خلاف؛ فقال الفارسي: هو هذا أي اسم الإشارة أو حرف التنبيه، وقال ابن الحاجب: هو أطيب، وجوّز عمل أفعل التفضيل فيما قبله لأنه مثل قولك: تمر نخلتي بسرا أطيب منه رطبا. مع أنّ العامل في بسرا هو أفعل التفضيل بالاتفاق (6).
- الضمير في قوله «وجوههم» وانظر التبيان، 2/ 1112.
(1)
من الآية 8 من سورة الغاشية.
(2)
شرح الوافية، 221 وعمدة الحافظ، 1/ 332.
(3)
لأنها تقرب الماضي من الحال والأخفش والكوفيون غير الفراء لم يوجبوها. انظر شرح المفصل، 2/ 66 وشرح الكافية، 1/ 213 وشرح الأشموني، 2/ 191.
(4)
شرح الوافية، 221 وشرح ابن عقيل، 2/ 281.
(5)
الكافية، 394.
(6)
ردّ ابن الحاجب في شرح الوافية، 222 - 223 رأي الفارسي بأدلة كثيرة وانتهى إلى القول «ومن يقل -