الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسبعة، ومأسدة، ومذأبة (1) ومحياة، للكثيرة السباع والذئاب والحيّات، ومفعأة لكثيرة الأفاعي، ومقثأة لكثيرة القثّاء، ومبطخة لكثيرة البطّيخ، وجاء مبطخة بضمّ الطاء (2) واعلم أنّ هذا الضرب من الأسماء الذي لزمته التاء ليس اسما لمكان الفعل (3) بل هو صفة للأرض التي يكثر فيها ذلك، والأرض مؤنّثة فكانت صفتها كذلك، ولم يأتوا بمثل ذلك فيما جاوز الثلاثة نحو: الثعلب والضفدع استثقالا له، لأنّهم يستغنون عن قولهم: مثعلبة مثلا بأن يقولوا: كثيرة الثّعالب (4)،
ذكر اسم الآلة
(5)
والمراد بها ما يعالج به وينقل، والأولى أن يقال: هي اسم مشتقّ من فعل لما يستعان به في ذلك الفعل (6) ويجيء على مفعل ومفعلة ومفعال بكسر الميم كالمقصّ والمحلب والمكسحة، والمصفاة والمقراض والمفتاح (7) كأنهم أرادوا الفرق بين اسم الآلة وبين ما يكون مصدرا ومكانا، فالمقصّ بكسر الميم ما يقصّ به، والمقصّ بالفتح المصدر والمكان (8)، ومن ذلك منجل الحصاد، ومسلّة للإبرة العظيمة، ومطرقة ومخدّة ومصباح، وقيل (9). إن مفعل مقصور عن مفعال، والمراد بذلك أنّ كلّ ما جاز فيه مفعل جاز فيه مفعال أيضا نحو: مقرض ومقراض ومضرب ومضراب ومفتح ومفتاح، وزيدت الألف للمبالغة قال الشاعر:(10)
(1) الكتاب، 4/ 94.
(2)
اللسان، بطخ وانظر المنتخب، 2/ 531.
(3)
بعدها مشطوب عليه «أي ليس اسما للموضع الذي فيه» .
(4)
الكتاب، 4/ 94 وشرح المفصل، 6/ 109 وشرح الشافية، 1/ 188.
(5)
المفصل، 239 - 240 اسم الآلة هو اسم ما يعالج به وينقل ويجئ على مفعل ومفعلة ومفعال كالمقصّ والمحلب والمكسحة والمقراض والمفتاح.
(6)
قول المصنف فالأولى
…
هو تفضيل حد ابن الحاجب على حد الزمخشري، قال ابن الحاجب في الإيضاح الورقة، 297 ظ: اسم الآلة هو كلّ اسم اشتقّ من فعل لما يستعان به في ذلك الفعل، وانظر إيضاح المفصل المطبوع، 1/ 668.
(7)
الكتاب، 4/ 94.
(8)
الكتاب، 4/ 94 وشرح المفصل، 6/ 111 وشرح الشافية، 1/ 186.
(9)
زاعم ذلك هو الفارسي. المخصص، 14/ 199.
(10)
لم أهتد إلى قائله. ورد في لسان العرب، رأى وكحل.
إذا الفتى لم يركب الأهوالا
…
فابغ له المرآة والمكحالا
واسع له وعدّه عيالا
وليس كلّ ما جاز فيه مفعال جاز فيه مفعل (1) وقد جاء بعض أسماء الآلة مضموم الميم والعين (2) نحو: المسعط والمنخل والمدقّ والمدهن والمكحلة، ومن ذلك أيضا محرضة (3) ومما جاء بالضم أيضا الملاءة (4) وجاء بالفتح المنارة والمنقل وهو الخفّ (5)، وفي الحديث: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء عن الخروج إلّا عجوزا في منقليها» (6) أي (7) في خفّيها، وجميع ما جاء من ذلك مضموما لم يذهب به مذهب الفعل، ولكنّها جعلت أسماء لهذه الأوعية (8) فإنّها شذّت عن مقتضى القياس، لكونهم لم يراعوا فيها معنى الفعل والاشتقاق، ومما لم يذهب به مذهب الفعل اسم الآلة الذي ليس في أوله ميم، وهو زائد على ثلاثة أحرف وثالثه ألف، فإنّه جاء بكسر أوله نحو: العلاقة (9) والجراب والوسادة والعمامة ونحو ذلك، وشذّ من ذلك بالفتح القباء (10) ولا يعمل شيء من هذه الأسماء، لأنّه موضوع لآلة مشتقّة من الفعل المشتقّ منه من غير قيد، فلو عمل تقيّد وخرج عن موضوعه، ومما ألحقناه بقسم الاسم المصغّر والمنسوب.
(1) شرح المفصل، 6/ 111.
(2)
المفصل، 240.
(3)
في الصحاح واللسان، والقاموس، حرض «الحرض: الأشنان والمحرضة بالكسر إناؤه ووعاؤه» وفي شرح المفصل، 6/ 112 والكسر هو المشهور ولا أعرف الضم فيها».
(4)
اللسان، ملأ.
(5)
اللسان، نقل.
(6)
في الأصل منقلبها.
(7)
انظره في غريب الحديث للهروي، 4/ 69 وفيه «إلا امرأة قد يئست من البعولة فهي في منقليها» ، قال أبو عبيد لولا أن الرواية اتفقت في الحديث والشعر جميعا على فتح الميم ما كان وجه الكلام إلا كسرها.
وانظر الصحاح، نقل. وهو في تاج العروس، «نقل» عن ابن مسعود.
(8)
الكتاب، 4/ 91 وشرح المفصل، 6/ 111.
(9)
العلاقة: هي المعلاقة الذي يعلّق به الإناء اللسان، علق.
(10)
غير واضحة في الأصل، والقباء ممدود من الثياب الذي يلبس مشتق من ذلك لاجتماع أطرافه.
اللسان، قبا.