الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أو تمييزا، وتترتّب النكرات كما ترتّبت المعارف، فأنكر النكرات أعمّها كموجود ثمّ جسم ثمّ جسم نام ثمّ حيوان ثم
إنسان ثمّ رجل ثمّ رجل كريم ابن فلان (1) ثم لا يزال الاسم يقترب بكثرة الصفات من المعرفة، حتّى يتعرّف فيوضع له اسم ينوب عن جميعها وهو العلم.
ذكر اسم العدد
(2)
والعدد عند المحققين هو الكميّة المتألّفة من الوحدات، فعلى هذا لا يكون الواحد عددا بل مبدأ العدد (3). واختلف في الاثنين فعند الأكثر أنّه عدد، وأمّا عند النحويين فالواحد والاثنان من العدد لدخولهما تحت الكميّة (4) والمراد بدخولهما تحت الكميّة أنه لو قيل: كم عندك؟ صحّ أن تقول في الجواب: واحد واثنان، واعلم أنّ العدد معلوم الكميّة مجهول الجنس، ولذلك احتاج إلى المميّز، وهو بخلاف الجمع فإنّ الجمع معلوم الجنس مجهول الكميّة، وأصول الأعداد اثنتا عشرة كلمة (5) واحد إلى عشرة، ومائة وألف، ويتولّد منها أعداد غير متناهية، والتولّد، إمّا تثنية نحو: مئتين وألفين، أو جمع في المعنى نحو: عشرين ومئات وألوف، أو عطف نحو: أحد وعشرين، أو تركيب نحو: أحد عشر (6)، وأمّا استعماله بحسب التذكير والتأنيث: فواحد واثنان للمذكر، وواحدة واثنتان للمؤنّث وهو جار على القياس في كون المذكّر للمذكر، والمؤنّث للمؤنث، وثلاثة للمذكّر نحو: ثلاثة رجال، وثلاث للمؤنّث نحو: ثلاث نسوة، وثلاث ليال إلى عشرة رجال، وعشر نسوة، وعشر ليال، وهو غير جار على القياس/ المشهور (7) وأمّا قوله تعالى: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ
(1) المقتضب 4/ 280 وشرح المفصل، 5/ 88 ومجيب الندا، 182.
(2)
الكافية، 408.
(3)
لعدم وجود حاشية سفلى له، حيث قالوا: إنّ لكلّ عدد حاشيتين سفلى وعليا، والعدد عندهم هو ما ساوى نصف مجموع حاشيته القريبتين أو البعيدتين على السّواء كالاثنين، فإنّ حاشيته السفلى واحدة والعليا ثلاثة، ومجموع ذلك أربعة، ونصف الأربعة اثنان وهو المطلوب. انظر شرح التصريح، 2/ 269.
(4)
شرح الكافية، 2/ 145.
(5)
الكافية، 408 - 409.
(6)
في شرح الكافية، 2/ 146 وإضافته نحو: ثلاثمائة وثلاثة آلاف.
(7)
شرح المفصل، 6/ 18.
أَمْثالِها (1) فإنّ الأمثال هي الحسنات في المعنى، فاكتسبت التأنيث من المضاف إليه (2) وقد يحذف المميّز استغناء عنه بالصيغة الدّالّة عليه، فتقول: سرت ثلاثا وعشرا، المراد ثلاث ليال، وعشر ليال قال تعالى: يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً (3) أي وعشر ليال، ويجوز أن تقول: ثلاث دوابّ حملا على ظاهر لفظة دابّة، وثلاثة دوابّ بتقدير ثلاثة أشياء، وإذا جاوزت عشرة قلت للمذكّر: أحد عشر رجلا، واثنا عشر رجلا، وللمؤنّث إحدى عشرة واثنتا عشرة امرأة، وثلاثة عشر إلى تسعة عشر للمذكّر وثلاث عشرة إلى تسع عشرة للمؤنّث، والعين في ثلاثة عشر إلى تسعة عشر مفتوحة على الأفصح والسكون جائز (4) والشين في المؤنّث من ثلاث عشرة إلى تسعة عشر، ساكنة على الأفصح، وبنو تميم يكسرونها (5) فيقولون: ثلاث عشر، ولك في ثماني عشر للمؤنّث (6) فتح الياء وجاء إسكانها وحذفها بكسر النون، وشدّ حذفها بفتح النون. وعشرون وأخواتها، أي ثلاثون وأربعون إلى تسعين في المذكّر والمؤنّث بلفظ واحد نحو: عشرون رجلا وامرأة إلى تسعين رجلا وامرأة، وإذا عطفت عشرين إلى تسعين على واحد إلى تسعة، فتسعمل ما دون العشرة على ما عرفت، وتعطف عليها عشرين بتغيير لفظ واحد إلى أحد، وتغيير لفظ واحدة إلى إحدى، فتقول للمذكّر: أحد وعشرون رجلا، وللمؤنث: إحدى وعشرون امرأة، ثمّ تأخذ ما بعد الواحد على ما شرح، وتعطف (7) عليه، فتقول: اثنان وعشرون رجلا، واثنتان وعشرون امرأة إلى تسعة وتسعين رجلا، وتسع وتسعين امرأة، وإنّما لم تركّب الآحاد مع عشرين وأخواتها كما ركّبت مع العشرة، لأنّ الواو في عشرون والياء في عشرين وأخواتها علامة للإعراب، والتركيب موجب للبناء فتعذّر، وتقول في المذكّر
(1) من الآية، 160 من سورة الأنعام.
(2)
شرح التصريح، 2/ 271.
(3)
من الآية 234 من سورة البقرة.
(4)
شرح الأشموني، 4/ 67.
(5)
لأنهم كرهوا توالي أربع متحركات فيما هو كالكلمة الواحدة مع امتزاجها بالنيف الذي في آخره فتحة فعدلوا من فتح وسطها إلى كسره. شرح الكافية، 2/ 150 وانظر الكتاب، 3/ 557.
(6)
الكافية، 409.
(7)
شرح الوافية، 310.