الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر المفعول له
(1)
وهو ما فعل لأجله فعل مذكور، مثل: ضربته تأديبا، وقعد عن الحرب جبنا، فالتأديب فعل لأجله فعل مذكور، وهو الضّرب، فالمفعول له هو السّبب الحامل للفاعل على الفعل (2)، والفعل قد يكون سببا (3) للمفعول له في الخارج نحو:
ضربته تأديبا، وقد لا يكون نحو: قعد عن الحرب جبنا، فإنّ القعود ليس سببا للجبن في الخارج.
وشرط نصبه (4): أن تكون اللّام مقدّرة، لأنّها لو كانت ملفوظة لكان مجرورا، وإنّما يجوز حذف اللّام بشرطين:
أحدهما: أن يكون المفعول له فعلا لفاعل الفعل المعلّل، كما أنّ التأديب وهو المفعول له فعل لفاعل الضّرب وهو الفعل المعلّل، والثاني: أن يكون المفعول له مقارنا للفعل في الوجود فإن لم يكن فعلا له لم يجز حذف اللام، نحو: جئتك للسّمن، وكذلك إن لم يقارنه، نحو: جئتك اليوم لمخاصمتك زيدا أمس (5).
ذكر/ المفعول معه
(6)
وهو مذكور بعد الواو لمصاحبة معمول فعل لفظا أو معنى، واحترز بقوله: بعد الواو، مما يذكر بعد الفاء وثمّ وغيرهما من حروف العطف لانتفاء معنى المصاحبة منهنّ، واحترز بقوله: لمصاحبة معمول فعل، عن المذكور بعد الواو وليس كذلك مثل: زيد وعمرو أخواك، وكلّ رجل وضيعته، فإنّه مذكور بعد الواو للمصاحبة لكن لا لمصاحبة معمول فعل، وعن المذكور بعد معمول فعل ولكن لا للمصاحبة مثل جاءني زيد وعمرو قبله أو بعده فعمرو مذكور بعد الواو وبعد معمول فعل لكن لا
(1) الكافية، 393.
(2)
شرح التصريح، 1/ 334.
(3)
غير واضحة في الأصل.
(4)
الكافية، 393.
(5)
شرح الوافية، 216 وفيها: خرجت اليوم لمخاطبتك زيدا أمس. وانظر شرح الكافية، 1/ 193.
(6)
الكافية، 393.
للمصاحبة لتخصيصه بالمجيء قبله أو بعده (1). والفعل العامل في المفعول معه يكون لفظا نحو: جئتك وزيدا، ويكون معنى نحو: ما لك وزيدا (2) والمراد بالفعل لفظا: الفعل وشبهه من أسماء الفاعل، والصفة المشبّهة، والمصدر ونحوها، والمراد بالفعل معنى، أي تقديرا غير ما ذكر مما يستنبط فيه معنى الفعل نحو: ما لك وزيدا، وما شأنك وعمرا، لأنّ التقدير ما تصنع وعمرا (3) فأمّا إذا لم يكن في الكلام فعل ولا معنى فعل فلا يجوز النّصب، فإذا قلت: ما أنت وعبد الله، وكيف أنت وقصعة من ثريد، فالوجه الرفع (4) لانتفاء الناصب وهو الفعل أو معناه بواسطة الواو بخلاف قولك: قام زيد وعمرا، بنصب عمرو لوجود الفعل لفظا، وإن كان لازما لأنّ الواو هي المعدّية له حتى نصبه، فالواو هنا بمعنى الباء، والباء تعدّي الفعل فكذلك (5) الواو، والمفعول معه قياسيّ كسائر المفاعيل، وبعضهم يقصره على السّماع فلا يكون قياسيّا (6) والفعل العامل في المفعول معه إن كان لفظيّا وصحّ العطف جاز النّصب والرفع (7) نحو: قمت أنا وزيد وزيدا، فالرفع عطف على المضمر، لوجود المؤكّد المسوّغ للعطف على المضمر، والنّصب على أنه مفعول معه لمصاحبة الفعل، قال الشّاعر (8):
وكونوا أنتم وبني أبيكم
…
مكان الكليتين من الطّحال
فنصب بني أبيكم على المفعول معه، وإن لم يصحّ العطف نحو: جئت وزيدا، تعيّن النّصب على المفعول معه على الأصحّ لعدم المؤكّد المنفصل المسوّغ للعطف
(1) شرح الكافية، 1/ 194، 195.
(2)
الإنصاف، 1/ 248 وشرح المفصل، 2/ 49، وتسهيل الفوائد، 99 وشرح التصريح، 1/ 343 وهمع الهوامع، 1/ 219 وشرح الأشموني، 2/ 134.
(3)
تسهيل الفوائد، 99.
(4)
الكتاب، 1/ 299 وشرح المفصل، 2/ 51.
(5)
في الأصل فلذلك.
(6)
انظر آراءهم في ذلك، في الهمع 1/ 219.
(7)
الكافية، 393.
(8)
البيت لم يعرف قائله وقد ورد في الكتاب، 1/ 298 ومجالس ثعلب القسم الأول 103 وشرح المفصل، 2/ 48 وشرح الشواهد، 2/ 139، وشرح التصريح، 1/ 345 وهمع الهوامع، 220 - 221 وشرح الأشموني، 2/ 139.