الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وجوب إعرابهما في باقي الأقسام المذكورة فلانتفاء موجب البناء.
ذكر ماذا
(1)
وهي تستعمل على وجهين:
أحدهما: أن يكون معناها ما الذي نحو ماذا صنعت؟ ما للاستفهام وهي مبتدأ، وذا بمعنى الذي، وصنعت صلته، والعائد محذوف أي: ما الذي صنعته؟ والموصول مع صلته خبر المبتدأ، وجوابه مرفوع ليطابق السؤال فتقول: خير بالرفع، ويجوز نصبه بتقدير الفعل المذكور فتقول: خيرا بالنّصب، أي صنعت خيرا، ولكنّ الرفع أولى.
وثانيهما: أن تكون ماذا بمنزلة كلمة واحدة مركّبة من كلمتين بمعنى أيّ شيء فيصير المعنى، أيّ شيء صنعت، ويحكم على موضعه بحسب ما يقتضيه العامل وهو هنا في محلّ النصب، بأن يكون مفعولا لصنعت، فيكون الجواب منصوبا، فتقول:
خيرا بالنصب لتطابق السؤال (2) وقد يجوز فيه الرفع على تقدير؛ أن يكون خبر مبتدأ محذوف، وإنّما قدّم ماذا لتضمّنه معنى الإنشاء (3) وقد أجمع القرّاء على نصب خيرا في قوله تعالى: وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا ماذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ، قالُوا: خَيْراً (4) تنبيها على أنّهم قصدوا خلاف ما قصد من كان قبلهم من الكفّار إذ قيل لهم: ماذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا: أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (5) فهذا لا يستقيم فيه إلّا الرفع على معنى: هي أساطير الأولين، عدولا منهم عن الجواب، إذ لا يستقيم أن يكون المعنى أنزل ربّنا أساطير الأولين (6).
ذكر أسماء الأفعال
(7)
وهي ما كان بمعنى الأمر، أو الماضي، وهي رابع المبنيّات ومسميّاتها ألفاظ؛
(1) الكافية، 406.
(2)
شرح الوافية، 292.
(3)
شرح المفصل، 4/ 24 وشرح الكافية، 2/ 58 وشرح الأشموني، 1/ 159.
(4)
من الآية 30 من سورة النحل.
(5)
الآية 24 من سورة النحل.
(6)
شرح الوافية، 292 - 293 وفي التبيان، 2/ 793 ويقرأ أساطير بالنصب والتقدير: وذكرتم أساطير أو أنزل أساطير على الاستهزاء.
(7)
الكافية، 406.
فرويد اسم ومسمّاه/ لفظ أمهل، وأمهل لفظ ومدلوله طلب المهلة، وكذلك جميع أسماء الأفعال نحو: هيهات، فإنّها اسم للفظ بعد، وبعد موضوع للمعنى الذين هو البعد، وكذلك (1) صه اسم ل: اسكت، واسكت موضوع للمعنى الذي هو طلب السكوت (2) لأنّ رويد مثلا لو كان اسما لطلب المهلة، لكان رويد وأمهل مترادفين ولم يكن اسما له (3)، وكذلك القول في جميع هذا الباب، وفائدة أسماء الأفعال؛ الاختصار والمبالغة لأنّها للمذكّر والمؤنّث والمثنّى والمجموع، بلفظ واحد، فتقول:
صه يا زيدان ويا زيدون، فلا تلحقها علامة تثنية ولا جمع، بخلاف اسكتا واسكتوا، وأمّا المبالغة فإنّ معنى: هيهات زيد، بعد جدا، فهيهات معدولة عن قولك: بعد بعد مكرّرا، وكذلك القول في مه وغيرها من هذا الباب وإنّما بنيت هذه الأسماء لأنها نائبة عن الجملة، والجمل محكيّة لا تعرب، أو لشبهها بما هي بمعناه وهو فعل الأمر والماضي (4) ولا بدّ لها من موضع من الإعراب لوجود التركيب، واختيار ابن الحاجب أنّ موضعها رفع بالابتداء وفاعلها المستتر فيها أغنى عن الخبر كما أغنى في: أقائم الزيدان عن الخبر (5) واختيار تقي الدين النيلي، أنّ موضعها نصب على المصدر كأنه قيل في رويد زيدا: أرود إروادا زيدا (6).
(1) في الأصل ولذلك.
(2)
شرح المفصل، 4/ 25 وشرح التصريح، 2/ 195.
(3)
شرح المفصل، 4/ 25.
(4)
شرح الكافية، 2/ 65.
(5)
هذا مذهب بعض البصريين كما في شرح التصريح، 2/ 195 وفي إيضاح المفصل، الورقة 206 و: هذه الأسماء كلها - أعني أسماء الأفعال - اختلف فيها هل لها موضع من الإعراب أو لا؟ فقال قوم لا موضع لها من الإعراب
…
وقال غيرهم بل لها موضع من الإعراب
…
وموضعها عند هؤلاء رفع بالابتداء لأنه وما بعده - كذا في الأصل - اسمان جرّدا عن العوامل اللفظيّة أسند أحدهما إلى الآخر كقولك: أقائم الزيدان وكونه - أي اسم الفعل واقعا موقع الفعل لا يمنع الإعراب ألا ترى إلى أقائم، وإن كان واقعا موقع الفعل كيف حكم برفعه على الابتداء بتصرف وانظر إيضاح المفصل، المطبوع 1/ 505 - 506.
(6)
وهو قول المازني كما في شرح التصريح، 2/ 195 وقيل هو للفارسي كما في الأسرار الصافية، 6 وقال النيلي في شرح الكافية، في الورقتين 167 ظ و 168 و: وموضع هذه الأسماء نصب؛ لأنّها عبارة عن لفظ فأشبهت المصادر النائبة عن الفعل يدلّ على ذلك أن رويدا إذا كان مصدرا معربا منصوبا، فمعناه بمعنى رويد المبني، وزعم بعضهم أنّ موضع هذه الأسماء رفع بالابتداء وقد سدّ فاعلها مسدّ الخبر نحو -