الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجملة، والجملة لا مدخل لحرف الجرّ عليها.
ذكر أسماء الإشارة
(1)
وهي ثاني أقسام المبنيّات، وأسماء الإشارة ما وضع لمشار إليه وهي بدون الصفة مبهمة لصلاحيّتها لكلّ مشار إليه (2) وبنيت لمشابهتها الحرف (3) من حيث احتياجها إلى ما يبيّن ذات المشار إليه، وهي: ذا للمذكّر، وذان لمثنّاه رفعا، وذين نصبا وجرا، وللمفرد المؤنث عدّة ألفاظ مترادفة وهي: تاوتي وته وتهي وذه وذهي، ولمثنّاه تان رفعا وتين نصبا وجرا، وأولاء مقصورا وممدودا (4) مشترك بين جمع المذكّر والمؤنّث لا يختلف/ فيهما،
وذا أصله ذوي متحرك العين على وزن فعل (5) فحذفت اللام لتأكيد إبهام هذه الأسماء، وقلبت الواو ألفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها فصار ذا، ويلحق أوائل أسماء الإشارة حرف التنبيه نحو: هذا (6)، ويلحق أواخرها حرف الخطاب بحسب من تخاطبه وألفاظ الإشارة خمسة، وحروف الخطاب خمسة، وإذا ضربت خمسة في خمسة كانت خمسة وعشرين، فإذا خاطبت مفردا مذكّرا مشيرا إلى مفرد مذكّر، قلت: ذاك بفتح الكاف، وإن خاطبت مفردا مؤنّثا مشيرا إلى المفرد المذكّر المذكور قلت: ذاك بكسر الكاف، وإن أشرت إلى المفرد المذكور وخاطبت مثنّى مذكّرا أو مؤنّثا، قلت: ذاكما، وإن خاطبت جمع المذكّرين قلت ذاكم، وإن خاطبت جمع المؤنّث، قلت: ذاكنّ، قال الله تعالى: قالَتْ فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ (7) الإشارة إلى يوسف والخطاب مع النّسوة، وذلك هو ذاك زيدت فيه اللام، ومثال المفرد المؤنّث مشارا إليه مع المخاطبين المذكورين؛ تاك، تاك، تاكما، تاكم،
(1) الكافية، 404 - 405.
(2)
شرح المفصل، 3/ 126.
(3)
شرح الكافية، 1/ 39.
(4)
المدلغة الحجازيين، والقصر لغة التميميين وقيس وربيعة وأسد الهمع، 1/ 75 وشرح التصريح، 1/ 127.
(5)
هذا مذهب البصريين وقال الكوفيون هي زائدة، انظر خلافهم حول ذلك في الإنصاف، 2/ 669 وشرح المفصل، 3/ 126، وشرح الكافية، 2/ 30 والهمع، 1/ 75.
(6)
الكافية، 405.
(7)
من الآية 32 من سورة يوسف.
تاكنّ، ومثال المثنّى المذكّر مشارا إليه معهم: ذانك، ذانك، ذانكما، ذانكم، ذانكنّ، وفي النصب والجر: ذينك ذينك ذينكما ذينكم ذينكنّ، ومثال المثنّى المؤنّث: تانك، تانك، تانكما، تانكم، تانكنّ، وفي حالة النصب والجرّ، تقول: رأيت تينك، تينك، تينكما تينكم تينكنّ، ومررت بتينك إلى تينكنّ ومثال مجموع المذكّر والمؤنّث، مشارا إليهما مع المخاطبين المذكورين، أولاك أولاك أولاكما أولاكم أولاكنّ وقد نقل النيليّ جواز فتح كاف الخطاب في ذلك كلّه وهو غريب قال: إنّ ذلك نقله الثقات من غير إلحاق علامة تثنية ولا جمع ولا غير ذلك بل يفرد ويذكّر على كل حال (1) واعلم أنّهم لم يقولوا: ذاه ذاهما ذاهم لأنّ الهاء للغائب، والغائب لا يصحّ تنبيهه على الحاضر، بل الحاضر ينبّه على الغائب.
واعلم أنّ قولك في التثنية ذان ليس بتثنية ذابل هو صيغة تفيد التثنية كأنتما (2) فكما أنّ أنتما ليس بتثنية أنت فكذلك ذان ليس بتثنية ذا لأنّه لو كان تثنية ذا، لقيل:
ذوان، لأنّ التثنية من شأنها أن تردّ ما كان محذوفا من المفرد نحو: أبوان وأخوان ودميان ورحيان، ولأنّ تثنية المعرفة توجب تنكيرها غالبا، وذان معرفة، ومنهم من يجعل مثنّى أسماء الإشارة على كلّ حال بألف (3) وعليه قوله تعالى: قالُوا: إِنْ هذانِ لَساحِرانِ (4) واعلم أنّ قولنا: يلحق بأوائلها حرف التنبيه ليس على إطلاقه،
(1) قال النيلي في شرح الكافية، المخطوط الورقة، 152 «و: وإن ثقل عليك ذلك وهو مراعاة عدة أحوال المخاطبين فعليك باللغة التي نقلها الثقات، وهو فتح الكاف على كلّ حال، من غير إلحاق علامة تثنية ولا جمع ولا غيرهما بل تفرد وتذكّر على كل حال» ونقل الأزهري - من غير نسبة - هذا الرأي فقال: ودون هذا أن تفتح مطلقا ولا تلحقها علامة تثنية ولا جمع. وانظر شرح التصريح، 1/ 128 وحاشية الصبان على شرح الأشموني 1/ 142.
(2)
هذا رأي ابن الحاجب قال في شرح الكافية، 2/ 511 «وقد توهم بعض القاصرين أنه إعراب، وإنما هي صيغ موضوعة للمرفوع والمنصوب» ، وإلى ذلك أشار الرضيّ أيضا فقال في شرح الكافية، 2/ 31 وذان صيغة مرتجلة غير مبنية على واحده ولو بنيت عليه لقيل: ذيان، فذان صيغة للرفع وذين صيغة أخرى لنصب والجر، وانظر إيضاح المفصل، 1/ 479.
(3)
وهي لغة بلحارث بن كعب، وبطون من ربيعة وخثعم وزبيد وبني العنبر وبني الهجيم وبكر بن وائل وهمدان وعذرة، شرح المفصل 3/ 128 وشذور الذهب، 46 وشرح التصريح 1/ 127.
(4)
من الآية 63 من سورة طه قرأ نافع وابن عامر، وأبو بكر وحمزة والكسائي بتشديد إن، وهذان بالألف وتخفيف النون. وقرأ ابن كثير بتخفيف إن وهذان بالألف مع تشديد النون، وقرأ حفص كذلك إلا أنه -