الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سلم فيه بناء الواحد ونظمه، وإمّا مكسّر؛ وهو ما لم يسلم فيه، والصحيح إمّا لمؤنّث ويأتي بيانه، وإمّا لمذكّر.
ذكر جمع المذكّر السّالم
(1)
وهو ما لحقته واو مضموم ما قبلها رفعا، أو ياء مكسور ما قبلها نصبا وجرّا ونون مفتوحة، ليدلّ على أنّ معه أكثر من جنسه، نحو: هؤلاء الزيدون، ورأيت الزيدين ومررت بالزيدين، والنون فيه عوض من حركة الواحد وتنوينه، وحرّكت لالتقاء الساكنين فتحا طلبا للتخفيف، وللفرق بينها وبين نون التثنية، وشرط هذا الجمع في الاسم أن يكون مذكّرا علما عاقلا (2) فيجمع نحو: زيد وعمرو ولا يجمع نحو: لا حق (3) وشذقم (4)، لكونه لغير عاقل، وعلم بقوله: مذكّر، أنّ ما فيه تاء التأنيث لا يجمع كذلك، نحو: طلحة وحمزة/ فإنّه يجمع بالألف والتاء نحو: طلحة وطلحات (5) وإن كان صفة، فشرطه أن يكون مذكّرا عالما، وإنّما قال:(6) عالما، ولم يقل عاقلا؛ ليدخل فيه صفات البارئ تعالى نحو: فَنِعْمَ الْماهِدُونَ (7)
(1) الكافية، 411.
(2)
الكافية، 411.
(3)
اسم فرس لمعاوية بن أبي سفيان القاموس المحيط، لحق.
(4)
كجعفر، فحل للنعمان بن المنذر القاموس المحيط، شدقم.
(5)
وخالف الكوفيون في هذا الشرط فجوزوا جمع ذي التاء بالواو والنون مطلقا. انظر الهمع، 1/ 45 وشرح الأشموني، 1/ 81.
(6)
لعل مراده ما ذكره ابن الحاجب في شرح الوافية، 317 إذ قال:
فالذكر اسما علما ذوفهم
…
وفي الصفات عالم بعلم
أو ما نص عليه صاحب المفصل من قبل 188 إذ قال: فالذي بالواو والنون لمن يعلم في صفاته وأعلامه كالمسلمين والزيدين. وقد بين ابن يعيش ذلك بقوله: وإنما قال لمن يعلم، ولم يقل لمن يعقل، لأنّ هذا الجمع قد وقع على القديم سبحانه نحو قوله: والأرض فرشناها فنعم الماهدون - 48 الذاريات - «وقوله:
أم نحن الخالقون - 59 الواقعة وقوله أم نحن الزارعون - 64 الواقعة - وهو كثير، فلذلك عدل عن اشتراط العقل إلى العلم لأنّ البارئ يوصف بالعلم ولا يوصف بالعقل. انظر شرح المفصل، 5/ 3 وذهب جمهور النحويين إلى اشتراط التذكير والعقل بدون العلم، وقالوا: إنّ هذه الجموع سماعية ملحقة بجمع المذكّر السّالم ولا يقاس عليها فلا يقال: الرحيمون ولا الحكيمون. انظر همع الهوامع، 1/ 46 وشرح الأشموني، ومعه حاشية الصبان، 1/ 81.
(7)
من الآية 48 من سورة الذاريات.
وَنَحْنُ الْوارِثُونَ (1) لأنّه لا يوصف بالعقل في العرف، ويوصف بالعلم، وشرط الجمع الصحيح في الصفة أن لا يكون فعلان فعلى نحو: سكران، ولا أفعل فعلاء نحو: أحمر وأبيض، ولا مستويا فيه المذكّر والمؤنّث نحو: جريح وصبور، أمّا فعلان فعلى، فلأنّ فعلان فعلانة جمع هذا الجمع نحو: ندمان وندمانون، فلو جمع سكران كذلك لالتبس به (2). وأما باب أحمر فللفرق بينه وبين أفعل التفضيل، فإنّ أفعل التفضيل جمع به، نحو: أفضل وأفضلون، وأمّا جريح وهو فعيل بمعنى مفعول، فللفرق بينه وبين فعيل بمعنى فاعل، فإنّه جمع مصحّحا نحو: سميع وسميعون، وأمّا صبور فإنّه لمّا وافقوا بين المذكّر والمؤنّث في المفرد، لم يخالفوا بينهما في الجمع، فلم يقولوا: صبورون ولا صبورات بل صبر فيهما، ومن شرط جمع الصفة أيضا، أن لا تكون بتاء تأنيث مثل: علّامة ونسّابة (3) خلافا للكوفيين فإنّهم يجيزون في علّامة ونسّابة، علّامون ونسّابون، وفي طلحة وحمزة، طلحون وحمزون، وكذلك ما أشبه ذلك.
واعلم أنّ الاسم إن كان ملحقا بالصحيح فيجمع جمع الصحيح، فتقول في دلو وظبي: دلوون وظبيون علمين وإن كان معتلّا؛ فإن كان آخره ياء قبلها كسرة حذفت الياء وضمّ ما قبل الواو، نحو قاض، فيقال: قاضون في الرفع، وقاضين في النصب والجر، لأنّ أصل ذلك قاضيون فحذفت الضمّة استثقالا لها على الياء بعد الكسرة، فالتقى ساكنان الياء وواو الجمع، فحذفت الياء ثم قلبوا الكسرة التي على الضّاد ضمة، ليمكن النطق بالواو، وأصل قاضين قاضيين كرهوا الكسرة على الياء بعد الكسرة فحذفوها فالتقى ساكنان، ياء القاضي وياء الإعراب، فحذفت الأولى وبقي ما قبل ياء الإعراب مكسورا على ما كان عليه.
وإن كان آخره ألفا حذفت لالتقاء الساكنين وترك ما قبل الياء مفتوحا لتدلّ الفتحة على الألف المحذوفة، فيقال في الرفع: مصطفون بفتح الفاء، وفي النصب
(1) من الآية 23 من سورة الحجر.
(2)
أي لالتبس بباب فعلان فعلانة، شرح الوافية 319.
(3)
شرح الكافية، 2/ 182 - 183 وشرح التصريح، 1/ 70 - 72 وهمع الهوامع، 1/ 45 وشرح الأشموني، 1/ 81.