الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر الجمع
(1)
شرط الجمع أن يكون على صيغة منتهى الجموع بغير تاء التأنيث، وهو كلّ جمع ثالثه ألف بعدها إمّا حرفان؛ كمساجد أو ثلاثة أوسطها ساكن كمصابيح، أو حرف مشدّد كدوابّ، وأمّا إذا كان فيه الهاء كفرازنة فإنّه يخرج عن صيغة منتهى الجموع ويصير على زنة المفرد، ككراهية وطواعية (2)، فإذا جعل هذا الجمع علما كحضاجر علما للضّبع (3) فالأكثر يمنعونه الصّرف اعتبارا لصيغة منتهى الجموع وبعضهم لا يعتبر ذلك فيصرفه (4) وأمّا سراويل وهو اسم جنس، إذا لم يصرف وهو الأكثر، فإنّه لا يسوغ أن يقال فيه: إنّه منقول عن الجمع كما يقال في حضاجر علما للضّبع لأنّ النّقل كثر في الأعلام بخلاف أسماء الأجناس، ولكن يقدّر جمعا لسروالة ثمّ نقل اسما لمفرده فبقي على ما كان عليه من منع الصرف كما قيل في حضاجر (5)، وأمّا نحو: جوار وغواش من الجمع الذي آخره ياء قبلها كسرة فإنّ سيبويه (6) والخليل (7) قالا: (8) إنّ هذا الجمع ثقّل فلزم فيه حذف الياء في حالتي الرفع والجرّ لأنّ ذلك موضع الإعلال (9) وجرى في حال الفتح مجرى الصحيح لخفّة الفتح، فلمّا حذفت الياء نقصت الكلمة عن المثال الممنوع من الصرف فجاء التنوين فكان بدلا من
(1) الكافية، 383.
(2)
شرح الوافية، 143 - 144.
(3)
اسم للذكر والأنثى من الضباع، وسميت بذلك لسعة بطنها وعظمه. اللسان، حضجر.
(4)
انظر خلافهم حول ذلك في الكتاب، 1/ 228 وشرح المفصل، 1/ 64 وشرح الكافية، 1/ 54 - 55.
(5)
شرح الوافية، 144 - 145، وانظر الكتاب 3/ 229 والمقتضب، 3/ 326 - 345 وشرح المفصل، 1/ 64 وشرح الكافية، 1/ 57.
(6)
أبو بشر عمرو بن عثمان، صاحب «الكتاب» العلم النحوي المشهور توفي 180 انظر ترجمته في الفهرست، 86 والبغية، 2/ 229.
(7)
هو الخليل بن أحمد بن عبد الرحمن الفراهيدي الأزدي، لا يخفى على مشتغل بعلوم العربية، توفي 175 هـ، انظر ترجمته في الفهرست، 63 ونزهة الألباء، 45 ووفيات الأعيان لابن خلكان، 2/ 244، والبغية 1/ 557.
(8)
الكتاب، 3/ 230 - 310 - 311.
(9)
شرح الكافية، 1/ 58.
الياء، وقال المبرد:(1) إنّ التنوين جاء (2) بدلا من الحركة التي كانت على الياء وعوضا منها، وليس بعلم للصرف فلما جاء كذلك حذفت الياء لالتقاء الساكنين، كما حذفت في قاض (3) والتنوين على المذهبين للعوض لا للصّرف، فلا يقال على هذا:
إنّه منصرف في حال الرفع والجر (4) وقوله في المفصّل: بأنّه في الرفع والجر كقاض (5)» هو مذهب المبرّد، وهو أنّ الياء استثقلت عليها حركة الرفع والجر/ فحذفت الحركة فبقى جواري ساكن الياء ثمّ دخل التنوين عوضا من الحركة فالتقى ساكنان الياء والتنوين فحذفت الياء وقال يونس (6)، وأبو زيد (7) والكسائيّ (8)، بالفتح في جواري في حال الجر (9)، فقالوا: مررت بجواري كما يقال: رأيت جواري من أجل أنّ المجرور في باب ما لا ينصرف إنّما يكون مفتوحا قالوا وإلى هذا ذهب الفرزدق (10) في قوله: (11)
فلو كان عبد الله (12) مولى هجوته
…
ولكنّ عبد الله مولى مواليا
(1) محمد بن يزيد الثمالي من أعلام النحويين المعروفين توفي 285 هـ. انظر ترجمته في الفهرست، 87 ومعجم الأدباء للحموي، 19/ 111.
(2)
غير واضحة في الأصل.
(3)
المقتضب، 1/ 142 - 143.
(4)
للتوسع في ذلك ارجع إلى شرح المفصل، 1/ 63 وشرح الكافية، 1/ 58، وشرح الأشموني، 3/ 245.
(5)
قال في المفصل، 17: إلّا ما اعتل آخره نحو جوار فإنّه في الرفع والجر كقاض.
(6)
يونس بن حبيب، من أكابر النحويين، تفرد ببعض المذاهب والأقيسة توفي 183 هـ، انظر ترجمته في الفهرست، 63 ونزهة الألباء، 49.
(7)
سعيد بن أوس الأنصاري، عالم في اللغة والنحو، صاحب كتاب النوادر في اللغة، توفي 215 هـ، انظر ترجمته في الفهرست، 81 ونزهة الألباء، 125 وغاية النهاية لابن الجزري، 1/ 305.
(8)
أبو الحسن علي بن حمزة، إمام الكوفيين في النحو واللغة، وأحد القراء السبعة المشهورين، توفي 183 هـ، وقيل 189، انظر ترجمته في الفهرست، 44 - 97 ونزهة الألباء، 687 وإنباه الرواة، للقفطي، 2/ 256 وغاية الهاية، 1/ 535 وطبقات المفسرين للداوودي 1/ 399.
(9)
لغة لبعض العرب وانظر شرح الوافية، 146 وشرح المفصل، 1/ 64 وشرح الأشموني، 3/ 246.
(10)
همام بن غالب بن صعصعة المجاشعي، شاعر مشهور، توفي سنة 110 هـ، انظر ترجمته في طبقات فحول الشعراء لابن سلام، 1/ 298 ومعجم الشعراء للمرزباني، 166 والأعلام للزركلي 9/ 96.
(11)
ليس في ديوانه، وقد روي منسوبا له في الكتاب، 3/ 313 - 315 والمقتضب، 1/ 143 وشرح المفصل، 1/ 64، وشرح الكافية، 1/ 58، وشرح الشواهد للعيني، 3/ 273، وخزانة الأدب للبغدادي، 1/ 235.
(12)
هو عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي النحوي البصري أخذ القراءة عرضا على يحيى بن يعمر ونصر بن -