الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الضمير مرفوعا بالظرف كما كان مرفوعا بالفعل، وصار الظرف مع الضمير جملة فلذلك قدّر بجملة (1) وقال قوم:(2) التقدير زيد مستقر في الدّار، فيكون الخبر مفردا (3).
ذكر أمور مشتركة بين المبتدأ والخبر
(4)
قد يتضمّن المبتدأ معنى الشّرط فيصحّ دخول الفاء في الخبر، والذي يتضمّن ذلك من المبتدآت الاسم الموصول بفعل أو ظرف، والنكرة الموصوفة بأحدهما وإنّما يشتمل المبتدأ على معنى الشّرط بأمرين: وهما العموم والإبهام، لأنّ الموصول إذا لم يكن للعموم وكان لشيء (5) معهود امتنع دخول الفاء في خبره/ فلو قلت: الذي بعته من عبيدي فله درهم، لم يجز، وكذا إذا لم تشتمل النكرة الموصوفة على العموم لم يجز دخول الفاء في خبرها فلو قلت: رجل ظريف فله درهم، لم يجز لفوات العموم، فإذا قلت: كلّ رجل يأتيني فله درهم صحّ لوجود العموم والإبهام، أما العموم فظاهر لأنّ كلّ رجل عام يصلح لكلّ واحد واحد من الناس، وأمّا الإبهام فهو جواز أن يقع وأن لا يقع، وفائدة دخول هذه الفاء في الخبر أنّها تؤذن (6) بأنّ ما بعدها مستحق بالفعل المتقدّم، أو بالظّرف المتعلّق بالفعل المقدّر، وإذا لم تدخل الفاء لم يتعيّن ذلك، مثاله قولك: الذي يأتيني فله درهم، فالدّرهم (7) مستحقّ بالإتيان، وهو سبب استحقاقه، فإذا سقطت الفاء لم يتعيّن أن يكون الدّرهم مستحقا بالإتيان، بل يحتمل أن يكون الدّرهم ملكه على الإطلاق كما في قولك: زيد له درهم، فالذي مبتدأ،
(1) جرى أبو الفداء وراء البصريين في مذهبهم القائل إن العامل هو الفعل، وذهب الكوفيون إلى أن الظرف ينتصب على الخلاف، الإنصاف، 1/ 245 وشرح المفصل، 1/ 90 وشرح الكافية، 1/ 92 وهمع الهوامع.
(2)
منهم ابن مالك، المساعد، 1/ 235.
(3)
بعدها في شرح الوافية، 178 «والصحيح الأول» .
(4)
الكافية، 387.
(5)
غير واضحة في الأصل.
(6)
غير واضحة في الأصل.
(7)
«فالدرهم» زيادة يستقيم بها الكلام.
ويأتيني صلته ودرهم مبتدأ ثان وله خبره، وهو متقدّم عليه ليصح الابتداء بالنكرة، والجملة خبر الذي، والعائد من الجملة إلى المبتدأ هو الهاء في له (1) ومثال الظرف:
الذي في الدّار فله درهم، ومثال النكرة العامّة: كلّ رجل يأتيني فله درهم ومثال النّعت بالظرف: كلّ رجل عندي فله درهم (2) وإذا دخلت ليت أو لعلّ على المبتدأ لم يصحّ دخول الفاء في خبره باتفاق (3) لأنّ ما تضمّن معنى الشّرط إخباري، وخبر ليت ولعلّ إنشائي (4) وإن دخلت إنّ المكسورة فالصحيح، جواز دخول الفاء في الخبر إذا قصد معنى السببيّة (5) كقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (6) وكقوله تعالى: قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ (7) وجوّز الأخفش زيادة الفاء في الخبر (8) وأنشد: (9)
لا تجزعي إن منفسا أهلكته
…
فإذا هلكت فعند ذلك فاجزعي
أي فاجزعي عند ذلك، فالفاء الداخلة على عند زائدة، وسيبويه يتأوّل ذلك (10).
(1) شرح الوافية، 179.
(2)
الكتاب 1/ 139 والمقتضب، 3/ 195 وشرح المفصل، 1/ 100 - 101 وشرح الكافية، 1/ 102 وهمع الهوامع، 1/ 109.
(3)
الكافية، 387.
(4)
وبعدها في شرح الوافية، 179 ولا يستقيم أن يكون شيء الواحد إنشائيا خبريا وانظر شرح الكافية، 1/ 103 والهمع، 1/ 110.
(5)
بعدها في شرح الوافية، 179 لأنّ خبرها ليس إنشائيا فلا منافاة بين الجزاء وبينه. وانظر شرح المفصل، 1/ 101 والمغني، 1/ 165.
(6)
من الآية 13 سورة الأحقاف.
(7)
من الآية 8 من سورة الجمعة.
(8)
المفصل، 27 وشرح المفصل، 1/ 101.
(9)
البيت للنمر بن تولب ورد منسوبا له في الكتاب 1/ 134 والكامل، 3/ 300 وأمالي ابن الشجري 1/ 332 - 346 وشرح المفصل، 1/ 82 وشرح الشواهد، 2/ 75 وشرح شواهد المغني، 1/ 472 - 2/ 829 وخزانة الأدب، 1/ 314 - 321. ومن غير نسبة في المقتضب، 2/ 74 - 76 ومغنى اللبيب، 1/ 166 - 2/ 403 وشرح ابن عقيل، 2/ 133 وشرح الأشموني، 2/ 75، لا تجزعي: لا تحزني، والمنفس اسم فاعل من أنفس لغة في نفس بضم الفاء نفاسة والمراد به المال النفيس، والإهلاك، الفناء.
(10)
نصّ ابن يعيش وابن هشام وصاحب الخزانة على أن سيبويه لا يثبت زيادة الفاء في الخبر وقد زيدت في هذا البيت للضرورة. وانظر الكتاب، 1/ 138 وشرح المفصل، 1/ 100 والمغني، 1/ 166 وخزانة الأدب، 1/ 315.