الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
محذوف (1)، والفرّاء (2) يمنع من حذف الفاعل ومن الإضمار قبل الذّكر، ويقول إذا توجّه الفعلان إلى الظّاهر على جهة الفاعليّة مثل: قام وقعد زيد، فزيد مرفوع بهما (3) وهو باطل، لتعذّر أن يفعل الاسم الواحد الفعلين في حالة واحدة (4) وتقول: ضربني وضربت زيدا هو، فتجعل هو فاعل ضربني لصّحة رجوعه إلى زيد، لتقدّمه عليه لفظا، وإن احتاج الأوّل إلى مفعول فاحذفه، لأنّه فضلة يستغنى عنه إلّا أن يكون هو المفعول الثاني من باب ظننت، فإنّه لا يحذف كقولك: ظنّني قائما/ وظننت زيدا قائما (5) فلو أضمرته وقلت: علّمني إياه وعلمت زيدا منطلقا، لم يجز لأنّ المفعول لا يضمر قبل الذّكر أصلا.
وإن أعملت الأوّل على اختيار الكوفيين أضمرت الفاعل في الثاني، نحو:
ضربت وضرباني الزيدين، وليس ذلك إضمارا قبل الذكر، وإن احتاج الثاني إلى مفعول، فالمختار إضماره نحو: ضربني وضربته زيد، وإن عسر إضماره، أظهرته نحو: ظننت وظنّاني قائما الزيدين قائمين، لأنّك لو قلت: ظننت وظنّاني إياه الزيدين قائمين، لم يستقم لرجوع إياه وهو مفرد إلى قائمين وهو مثنّى، وإن جعلت إياه مثنّى وقلت: ظننت وظنّاني إياهما، لم يستقم أيضا، لأنّه خبر عن مفرد، وهو المفعول الأوّل في ظناني (6).
ذكر مفعول ما لم يسمّ فاعله
(7)
هو كلّ مفعول لفعل حذف فاعله ورفع هو لإقامته مقام الفاعل، وشرط فعله إن كان ماضيا أن ينقل من فعل إلى
فعل، وإن كان مستقبلا أن ينقل من يفعل إلى يفعل، عبّر ب «فعل» يفعل عن جميع الأفعال التي ذكر معها فاعلها، وب «فعل» يفعل عن
(1) شرح الوافية، 162.
(2)
يحيى بن زياد أبو زكريا، أعلم النحويين الكوفيين بعد الكسائي، توفي 207 هـ، انظر ترجمته في الفهرست، 98، ونزهة الألباء، 98 والبلغة، 280، والبغية، 2/ 33.
(3)
شرح المفصل، 1/ 77.
(4)
شرح الكافية، 1/ 80.
(5)
شرح التصريح، 1/ 322.
(6)
شرح الوافية، 163 - 164 وانظر همع الهوامع، 2/ 110.
(7)
الكافية، 385 - 386.
جميع الأفعال التي حذف فاعلها، وصار ذلك كاللّقب لها (1). ولا يصحّ وقوع المفعول الثاني (2) من باب علمت موقع الفاعل، لأنّه مسند إلى الأوّل في المعنى فلو أسند الفعل إليه لصار مسندا، ومسندا إليه في حالة واحدة، والثالث من باب أعلمت كذلك، والمفعول له كذلك أيضا، لأنّ نصبه هو المشعر بالعلّيّة، وإقامته مقام الفاعل توجب رفعه فيتدافعان، والمفعول معه كذلك، لأنّ شرطه أن يكون مع الفاعل (3)، وشرط مفعول ما لم يسمّ فاعله حذف الفاعل فيتدافعان، وإذا تعدّدت المفاعيل وفيها مفعول به تعيّن أن يقام مقام الفاعل دون غيره، كزيدا في قولك: ضربت زيدا ضربا شديدا يوم الجمعة أمام الأمير في داره (4) خلافا للكوفيين فإنهم يجيزون إقامة غيره فيرفعونه ويبقون المفعول به الصريح منصوبا ويستدلّون بقراءة أبي جعفر المدنيّ (5) شيخ نافع (6) ويخرج (7) له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا (8) ومثله في قراءته أيضا لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (9) وبقول الشاعر: (10)
(1) شرح الوافية، 167 وشرح الأشموني، 5/ 108.
(2)
الكافية، 386.
(3)
وفي شرح الوافية، 168 تفصيل اختصره أبو الفداء هنا، وانظر لهذه المسائل تسهيل الفوائد، 77، وشرح الكافية، 1/ 83 - 84 وشرح التصريح، 1/ 192، وشرح الأشموني، 2/ 68، والهمع 1/ 163 - 164.
(4)
الكافية، 386.
(5)
يزيد بن القعقاع المخزومي المدني إمام أهل المدينة في القراءة وأحد القرّاء العشرة قرأ على ابن عبّاس وأبي هريرة وروى عنه القراءة نافع بن أبي نعيم توفي سنة 130 هـ انظر ترجمته في الفهرست، 46 وغاية النهاية، 2/ 382 والنشر، 1/ 178.
(6)
هو أبو رويم نافع بن عبد الرّحمن بن أبي نعيم الليثيّ مولاهم المدني، أصله من أصبهان قرأ على سبعين من التابعين منهم أبو جعفر المدنيّ وقد انتهت إليه رياسة الإقراء بالمدينة فأقرأ بها أكثر من سبعين سنة توفي، 169 هـ انظر ترجمته في الفهرست، انظر ترجمته في الفهرست، 42 وغاية النهاية، 2/ 330 والنشر، 1/ 112.
(7)
كذا في الأصل بالياء وضمها وفتح الراء على قراءة أبي جعفر، وقرأ الباقون بالنون وضمها وكسر الراء.
انظر النشر، 2/ 206 والاتحاف، 282.
(8)
من الآية 13، من سورة الإسراء.
(9)
من الآية 14 من سورة الجاثية، وقد ضبط «يجزى» في الأصل بضم الياء وفتح الزاي على قراءة أبي جعفر، وقرأه نافع وابن كثير وأبو عمرو وعاصم ويعقوب بالياء مبنيا للفاعل أن ليجزي الله، والباقون بالنون مبنيا للفاعل أيضا، انظر النشر، 2/ 372 والاتحاف، 390، وانظر في هذه المسألة، شرح المفصل، 7/ 74، وشرح التصريح، 1/ 291، والهمع، 1/ 162.
(10)
البيت لجرير بن عطية ورد في ديوانه، 75، ونسب له في خزانة الأدب للبغدادي 1/ 337 - 338 ومن -