الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد يكون له ثلاثة أخبار، وأربعة أخبار، كقول الشاعر:(1)
من يك ذا بتّ فهذا بتّى
…
مقيّظ مصيّف مشتّى
فهذا مبتدأ، وبتّى خبر أول، ومقيّظ خبر ثان، ومصيّف خبر ثالث، ومشتّى رابع، وجاز ذلك لأنّ الخبر حكم، وجاز أن يحكم على شيء واحد بأحكام كثيرة ولكن إن كان الخبران متضادّين/ فليس كلّ منهما خبرا مستقلا بل هما نائبان عن واحد جامع للمعنيين كما قلنا في: هذا حلو حامض (2).
ذكر خبر إنّ
(3)
المراد بخبر إنّ، خبر اسم إنّ وهو المسند بعد دخول إنّ وأخواتها، وشأن خبر إنّ كشأن خبر المبتدأ في أصنافه وأحواله وشرائطه، أما أصنافه، فمثل كونه مفردا وجملة، وأما أحواله، فمثل كونه نكرة ومعرفة ومشتقا وجامدا ومقدّما ومؤخّرا ومحذوفا، وأمّا شرائطه، فمثل كونه يلزمه الضمير إذا كان جملة أو مشتقا، ولا يحذف إلّا لقرينة، ولا يجوز أن يكون خبر اسم إنّ أمرا ولا نهيا ولا اسما مفردا في معنى الاستفهام كأين وكيف لوجوب التقديم، وخبر إنّ لا يجوز أن يتقدّم على اسمها إلّا إذا كان ظرفا نحو: إنّ في الدّار زيدا للاتساع في الظروف، لأنّه ما من اسم وفعل إلّا وهو في زمان أو مكان (4).
ذكر خبر لا التي لنفي الجنس
(5)
وهو المسند بعد دخول لا التي لنفي الجنس، واحترز بقوله بعد «لا» التي لنفي
(1) الرجز لرؤبة بن العجّاج ديوانه 3/ 189 وورد منسوبا له في شرح الشواهد 1/ 122 وشرح شواهد، ابن عقيل، للجرجاوي 42 وفتح الجليل، للعدوي، 42 ومن غير نسبة في الكتاب 2/ 84 وأمالي بن الشجري، 2/ 255 والإنصاف، 2/ 725 وشرح المفصل، 1/ 99 ولسان العرب، بتت
وشرح ابن عقيل، 1/ 257 وشرح الأشموني، 1/ 222 وهمع الهوامع، 1/ 108. البتّ كساء غليظ مهلهل، مربّع أخضر، والقيظ شدة الحرّ.
(2)
همع الهوامع، 1/ 108.
(3)
الكافية، 287.
(4)
شرح الوافية، 181 - 182 وانظر شرح المفصل، 1/ 102 وشرح الكافية، 1/ 111.
(5)
الكافية، 387 - 388.
الجنس عن المسند بعد دخول «لا» المشبّهة بليس نحو: لا غلام خيرا منك برفع غلام ونصب خيرا منك، فإنّ خيرا منك، مسند بعد دخول «لا» باعتبار لفظ «لا» وهما أمران متميّزان، وأما مثال خبر لا التي لنفي الجنس فنحو: قولك: لا غلام رجل ظريف بنصب غلام ورفع ظريف، والنحويون يمثّلون في هذا الموضع بقولهم: لا رجل ظريف (1)، وليس يحسن في التمثيل لاحتمال أن يكون ظريف صفة لرجل، وقد رفعت حملا على محلّه بخلاف: لا غلام رجل ظريف فإنّه لا يحتمل غير الخبريّة لأنّ المضاف المنفي، لا يوصف إلا بمنصوب فوجب أن لا يكون ظريف المرفوع صفة له، ويتعيّن أن يكون خبرا ليس إلّا (2) وأهل الحجاز يحذفون خبر لا التي لنفي الجنس كثيرا نحو: لا إله إلّا الله والتقدير: لا إله في الوجود إلّا الله (3) وكذلك القول في: (4)
لا سيف إلّا ذو الفقار
…
ولا فتى إلّا علي
وبنو تميم لا يثبتونه لفظا في كلامهم، فإذا قلت: لا رجل أفضل منك ورفعت أفضل تعيّن للخبر على لغة أهل الحجاز، وأمّا بنو تميم فلا يرفعونه أصلا، لئلّا يتعين للخبريّة بل ينصبونه على الصّفة ويكون الخبر محذوفا تقديره في الوجود (5).
(1) ومنهم ابن جني في اللمع، 46 وابن مالك في شرح التسهيل، 2/ 68 وابن عقيل في شرح الألفية، 2/ 17.
(2)
هذا ما ذكره ابن الحاجب في شرح الكافية، 1/ 170 مفضلا تمثيله في الكافية، ب «لا غلام رجل ظريف فيها» على تمثيل النحويين بلا رجل ظريف قال: والنحويون يمثلون في هذا الموضع بقولهم: «لا رجل ظريف» وليس يحسن في التمثيل لأمرين:
أحدهما: أنه في الظاهر صفة، ولا يليق بذي الفهم أن يمثل بمثال ظاهر في غير ما قصد تمثيله، وأقله الاحتمال فيكره أيضا لذلك، وهذا المثال «لا غلام رجل ظريف» لا يحتمل أن يكون ظريف إلّا خبرا لأن المضاف المنفي لا يوصف إلّا بمنصوب فوجب أن لا يكون صفة فزال الاحتمال عنه فحسن التمثيل به.
الثاني: هو أنا نقول بعد ذلك: وبنو تميم لا يثبتون الخبر مع «لا» فإذا كان التمثيل ب «لا رجل ظريف» غلب على الظن امتناع هذه في لغتهم فيوقع ذلك في الخطأ لأنهم يقولون بها» والظاهر أن الرضي أيضا في شرح الكافية، 1/ 111 قد نقل ذلك.
(3)
شرح الوافية، 182 وانظر شرح التصريح، 1/ 246.
(4)
روي هذا الرجز من غير نسبة في المقاصد الحسنة للسخاوي 466 وكتاب الطيب من الخبيث للشيباني 193.
(5)
شرح الوافية، 183 وانظر شرح المفصل، 1/ 107 وتسهيل الفوائد، 67 وشرح الكافية، 1/ 112 وشرح -