الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الماء
منحة السلوك
قلت: لأنها شرط الصلاة
(1)
، والشرط
(2)
دائمًا يقدم على المشروط؛ إذ وجوده يتوقف على وجود الشرط؛ لأن الشرط شيء يسبقه وحكمه يعقبه
(3)
.
[تعريف الطهارة]
والطهارة: مصدر من طهر الشيء، بفتح الهاء وضمها، وهي: النظافة مطلقًا
(4)
.
[أقسام المياه]
وفي الشرع: النظافة عن النجاسات
(5)
.
قوله: الماء
(6)
(1)
وخص الطهارة بالبداءة دون سائر الشروط؛ لأهميتها؛ ولأنها من الشرائط اللازمة للصلاة في كل أوقاتها، وهي مفتاح الصلاة، وما كان مفتاحًا لشيء، وشرطًا له، فهو مقدم عليه طبعًا، فيقدم وضعًا.
البحر الرائق 1/ 7، حاشية رد المحتار 1/ 79.
(2)
الشرط لغة: العلامة؛ لأنه علامة على المشروط.
واصطلاحًا: ما لا يوجد المشروط مع عدمه، ولا يلزم أن يوجد عند وجوده.
المستصفى 2/ 180، روضة الناظر 1/ 248، أصول السرخسي 2/ 303، شرح تنقيح الفصول ص 82، الأحكام للآمدي 2/ 209، شرح مختصر الروضة 1/ 430.
(3)
وركن الطهارة: استعمال المزيل. وشرط وجوبها: الحدث، أو الخبث.
وأثرها: استباحة ما لا يحل إلا بها.
شرح فتح القدير 1/ 12، العناية شرح الهداية 1/ 12، البحر الرائق 1/ 8.
(4)
من الدنس، والنجس حسية كالأنجاس، أو معنوية، كالعيوب.
يقال: تطهر بالماء، وهم قوم يتطهرون، أي: يتنزهون عن العيب.
معجم مقاييس اللغة 3/ 428، باب الطاء والهاء وما يثلثهما مادة طهر، المصباح المنير 2/ 379، مادة طهر، مختار الصحاح ص 167، مادة طهر.
(5)
بدائع الصنائع 1/ 3، الاختيار لتعليل المختار 1/ 7، حلية الفقهاء ص 33، تحفة الفقهاء 1/ 7، العناية 1/ 12، مراقي الفلاح ص 62، حاشية رد المحتار 1/ 83.
(6)
الماء: يجمع على مياه، وهو جمع كثرة، وهو ما فوق العشرة؛ لزيادة أنواع الماء عليه، =
على ثلاثة أقسام:
منحة السلوك
على ثلاثة أقسام
(1)
.
أقول: إنما قدَّم بحث المياه على الوضوء، والغسل؛ لأنه آلة لهما وهما يحصلان به فلا بد من أن يقدم الآلة أولًا؛ ليكون المكلف على الاستعداد
(2)
.
ثم قدّم الماء المطلق على سائر أقسام الماء، وهي المقيد، والمستعمل، والمختلط، والمعتصر، والمتغير، ونبيذ التمر، والمكروه، والمشكوك والنجس؛ لأن الطهارة تحصل به بطريق الأصالة، بخلاف بواقيه، فإن بعضها لا يجوز استعماله، كالنجس، وبعضها يجوز عند عدم المطلق
(3)
، وبعضها بالجمع بالتراب
(4)
.
= وجمع الماء في القلة أمواه، وهو اسم جنس، و"ال" فيه، لبيان حقيقة الجنس، لا للجنس الشامل؛ لأنه مستحيل فتكون للعهد الذهني. والماء جوهر بسيط، سيال بطبعه، به حياة كل نام. وبدأ بالكلام عليه؛ لأن الطهارة المائية هي الأصل، ولا تحصل إلا بالماء المطلق، فاحتاج إلى تمييزه من غيره، وقدمه لشرفه.
والأصل في وجوب الطهارة بالمياه قوله تعالى: {وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ} [الأنفال، الآية: 11]، وقوله:{فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} [النساء، الآية: 43].
البحر الرائق 1/ 66، بداية المجتهد 1/ 23، مغني المحتاج 1/ 17، حاشية الروض المربع لابن قاسم 1/ 58.
(1)
تعلم بالاستقراء. حاشية الروض المربع 1/ 58.
(2)
العناية شرح الهداية 1/ 68، البحر الرائق 1/ 9.
(3)
كالماء المكروه، وهو ما شربت منه الهرة، ونحوها، وكان قليلًا.
الاختيار 1/ 19، الأصل 1/ 48، تبيين الحقائق 1/ 33، البحر الرائق 1/ 139، مراقي الفلاح ص 64.
(4)
كالماء المشكوك في طهوريته، وهو ما شرب منه حمار، أو بغل، فإن لم يجد غير ذلك الماء توضأ به، وتيمم، ثم صلى.
بدائع الصنائع 1/ 65، الاختيار 1/ 19، المبسوط 1/ 50، نور الإيضاح ص 76.