الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نَفْحاتُ شُكرٍ
فإنَّ هذا النَّجيزَ الَّذي تراه بين يَديك، ما كانت قُطوفُه لتدنوَ لولا تَواترِ رَحماتِه جل جلاله، وتَوالي سَوابغِ مِنَنِه وأَفضالِه؛ فاللَّهم لك الحمدُ ربِّي أوَّلًا وآخِرًا، ولك الحَمدُ ربِّي ظاهرًا وباطنًا، ولك الحَمدُ حتَّى ترضى، ولك الحَمْدُ إذا رَضيتَ، ولك الحَمدُ بعد الرِّضى.
وإِنَّ مِن أَحقِّ الخلقِ بالشُّكرِ بعد شُكرِ الله تعالى، مَنْ قَرَن حقَّه بحقِّهما: والدَيَّ الكريمين، وبخاصَّة والدتي الكريمة جزاها الله عنِّي خير الجزاء.
كما أُهدي أعبقَ باقاتِ الوَردِ العطوفِ لزَوْجتي (سميرة)؛ فلكَم صَبَرت على تقصيري في حَقِّها، وآثرَتْ إتمامَ هذه الرِّسالةِ على نَفسِها، فأسألُ البَرَّ الرَّحيم أَن يَجزيَهما خيرَ ما جَزَى مُحْسِنًا على إِحسانِه، وأن ترَى رِدْأَها لي بَركةً لها في نفسِها ودينِها وأولادِها؛ اللَّهم آمين.
ثمَّ أَنظِمُ قلائدَ مِن الشُّكرِ والامتنانِ، لفضيلةِ أستاذي الدُّكتورِ (حسن العَلَميِّ) المُشرفِ على هذه الرِّسالةِ؛ فلَقد عَبَبتُ مِن بِحارِ فضلِه، واسترشدتُ بدَقيقِ رأيِه، واستهطلتُ سَحائبَ عِلْمِه، و «مَن يُرِدْ مَواطِرَ مِن غيِر السَّحائبِ يَظْلِمِ»
(1)
!
فإِنِّي أَشكرُه أَوَّلًا: على ما نَهَج لي بعِلمِه السَّبيلَ، ومَهَّدَ بِحِكمتِه الحَزَن.
وأَشكره ثانيًا: على تَفضُّلِه بالإشرافِ على هذه الرِّسالة ورِعايتِه لها، لأَقبضَ يدَ الشُّكرِ تفاديًا مِن تَزاحمِ العَجْزِ، وأَلوِيَ لسانَ الثَّناءِ، تحامِيًا لِخطَّةِ العِيِّ
(1)
طرف بيتٍ من شعرٍ للمُتنَّبي، انظر «شرح ديوان المتنبي» للواحدي (ص/324).
والإعياء؛ وأَطوي ذلك، لأُترْجِمَ ما أُضمِرُه له إِلى دعواتٍ في ظهرِ الغَيبِ، بأنْ يُضاعِفَ الله له الأَجرَ والمَثوبة على ما يَبذُله لطُلَّابِه، وأنْ يُباركَ في عِلمِه وعَمَلِه وإيمانِه، وأَن يَعْمُرَ وقتَه بالطاعةِ والعافيةِ.
كما أشكر كلَّ مَن أَعانَ برأيٍ أو نَظَرٍ صوابٍ، أو إعارةٍ لكتابٍ، جعلَه الله له ذُخرًا يومَ الحساب.
وخِتامًا:
فقد بَذلتُ في هذه الرِّسالة وَقْتِي، واستخلصتُها مِن وُكْدي، فليستْ هي مُبَرَّأةً مِن الزَّلَلِ والقُصور، فما عَمَلٌ بخالٍ مِن وَهْنٍ، ولا جهدٌ خالصٌ مِن وَهْيٍ، ولكنْ «أرجو أنْ لا يَطَّلِعَ ذَوُو النُّهى مِنِّي على تَعمُّدٍ لتَمويهٍ، ولا إيثارٍ لهَوى، ولا ظُلمٍ لخَصمٍ»
(1)
.
والمَسئول من النَّاظر في بحثي هذا إسبالُ ذيل السَّتر على ما خُطَّ فيه من مَقصوراتٍ في الخِيام، وصون مَقاصدها الحسنة عن مَلام بعض مفاهيم الكلام؛ ضارِعًا إلى مَولاي أَن يجعلَ هذا العمَلَ مُخلَّصًا مِن كَدَرِ التخْليطِ، مُرادًا به وجهَه، مُزْلِفًا إلى أَعالي جِنانِه، وأَن يغفرَ لي فيه الخطأَ والزَّللَ، إِنَّه خَيرُ مَأْمولٍ، وأكرم مَسئولٍ.
{رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} ، {وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 127 - 128].
وصلَّى الله وسلم على نَبِيِّنا محمَّدٍ، وعلى آلِه وأصحابه أجمعين.
وكتبه
محمد بن فريد زريوح
يوم السبت 29 من ذي الحجة 1440
بمدينة النَّاظور شمال المغرب الأقصى
dr.mohamed.zeriouh@gmail.com
(1)
«تأويل مختلف الحديث» لابن قتيبة (ص/60).