المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الآية (47) * * *   * قَالَ اللهُ عز وجل: {قَالُوا اطَّيَّرْنَا - تفسير العثيمين: النمل

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌تقديم

- ‌الآية (1)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَةُ الْأُوْلَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الْثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الْثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الْرَّابِعَةُ:

- ‌الآية (2)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَةُ الْأُوْلَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الْثَّانِيَةُ:

- ‌الآية (3)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَةُ الْأُوْلَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الْثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الْثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الْرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الْخَامِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّامِنَةُ:

- ‌الآية (4)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَةُ الْأُوْلَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الْثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الْثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الْرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الْخَامِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّامِنَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ التَّاسِعَةُ:

- ‌الآية (5)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَةُ الْأُوْلَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الْثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الْثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الْرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الْخَامِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّامِنَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ التَّاسِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ العَاشِرَةُ:

- ‌الآية (6)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَةُ الْأُوْلَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الْثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الْثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الْرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الْخَامِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّامِنَةُ:

- ‌الآية (7)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَةُ الْأُوْلَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الْثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الْثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الْرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الْخَامِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ:

- ‌الآية (8)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَةُ الْأُوْلَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الْثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الْثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الْرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الْخَامِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّامِنَةُ:

- ‌الآية (9)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَةُ الْأُوْلَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الْثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الْثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الْرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الْخَامِسَةُ:

- ‌الآية (10)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَةُ الْأُوْلَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الْثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الْثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الْرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الْخَامِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّامِنَةُ:

- ‌الآية (11)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَةُ الْأُوْلَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الْثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الْثَّالِثَةُ:

- ‌الآية (12)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَةُ الْأُوْلَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الْثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الْثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الْرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الْخَامِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّامِنَةُ:

- ‌الآية (13)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَةُ الْأُوْلَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الْثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الْثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الْرَّابِعَةُ:

- ‌الآية (14)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَةُ الْأُوْلَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الْثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الْثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الْرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الْخَامِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّامِنَةُ:

- ‌الآية (15)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَةُ الْأُوْلَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الْثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الْثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الْرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الْخَامِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ:

- ‌الفَائِدَةُ السَّابِعَةُ:

- ‌الفَائِدَةُ الثَّامِنةُ:

- ‌الآية (16)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الفَائِدَة الْأُوْلَى:

- ‌‌‌الفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ:

- ‌الفَائِدَةُ الخَامِسَةُ:

- ‌الفَائِدَةُ السَّادِسَةُ:

- ‌الفَائِدَةُ السَّابِعَةُ:

- ‌الفَائِدَةُ الثَّامِنةُ:

- ‌الآية (17)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الفَائِدَة الْأُوْلَى:

- ‌‌‌الفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ:

- ‌الآية (18)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الفَائِدَة الْأُوْلَى:

- ‌‌‌الفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ:

- ‌الفَائِدَةُ الخَامِسَةُ:

- ‌الفَائِدَةُ السَّادِسَةُ:

- ‌الفَائِدَةُ السَّابِعَةُ:

- ‌الفَائِدَةُ الثَّامِنةُ:

- ‌الآية (19)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الفَائِدَة الْأُوْلَى:

- ‌‌‌الفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ:

- ‌الفَائِدَةُ الخَامِسَةُ:

- ‌الفَائِدَةُ السَّادِسَةُ:

- ‌الفَائِدَةُ السَّابِعَةُ:

- ‌الفَائِدَةُ الثَّامِنةُ:

- ‌الآية (20)

- ‌الآية (21)

- ‌الآية (22)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الفَائِدَة الْأُوْلَى:

- ‌‌‌الفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ:

- ‌الفَائِدَةُ الخَامِسَةُ:

- ‌الفَائِدَةُ السَّادِسَةُ:

- ‌الآية (23)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الفَائِدَة الْأُوْلَى:

- ‌‌‌الفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الآية (24)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الفَائِدَة الْأُوْلَى:

- ‌‌‌الفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ:

- ‌الفَائِدَةُ الخَامِسَةُ والسَّادِسَةُ:

- ‌الفَائِدَةُ السَّابِعَةُ:

- ‌الفَائِدَةُ الثَّامِنَةُ:

- ‌الفَائِدَةُ التَّاسِعَةُ:

- ‌الآية (25)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الفَائِدَة الْأُوْلَى:

- ‌الفَائِدَتان الثَّانِيَة والثَّالثة:

- ‌الفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ:

- ‌الآية (26)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الفَائِدَة الْأُوْلَى:

- ‌الفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الآية (27)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الفَائِدَة الْأُوْلَى:

- ‌‌‌الفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الآية (28)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الفَائِدة الْأُوْلَى:

- ‌الفَائِدةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الآية (29)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآيتان (30، 31)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الفَائِدَة الْأُوْلَى:

- ‌‌‌الفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ:

- ‌الفَائِدَةُ الخَامِسَةُ:

- ‌الآية (32)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الفَائِدَة الْأُوْلَى:

- ‌الفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الآية (33)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الفَائِدَة الْأُوْلَى:

- ‌الفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الآية (34)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الفَائِدَة الْأُوْلَى:

- ‌الفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الآية (35)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الفَائِدَة الْأُوْلَى:

- ‌‌‌الفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ:

- ‌الآية (36)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الفَائِدَة الْأُوْلَى:

- ‌‌‌الفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ:

- ‌الفَائِدَةُ الخَامِسَةُ:

- ‌الآية (37)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الفَائِدَة الْأُوْلَى:

- ‌الفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ:

- ‌الآية (38)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَةُ الْأُوْلَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الْثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ:

- ‌الآية (39)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَةُ الْأُوْلَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ:

- ‌الآية (40)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَةُ الْأُوْلَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الْثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ:

- ‌الآية (41)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَةُ الْأُوْلَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّامِنةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ التَّاسِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الْعَاشِرَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الحَادِيَةَ عَشْرَةَ:

- ‌الآية (42)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَةُ الْأُوْلَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الْثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ:

- ‌الآية (43)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَةُ الْأُوْلَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الْثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الآية (44)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَةُ الْأُوْلَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الْثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّامِنةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ التَّاسِعَةُ:

- ‌الآية (45)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَةُ الْأُوْلَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الْثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّامِنةُ:

- ‌الآية (46)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَةُ الْأُوْلَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الْثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ:

- ‌الآية (47)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَةُ الْأُوْلَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الْثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ:

- ‌الآية (48)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَةُ الْأُوْلَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الْثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ:

- ‌الآية (49)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَةُ الْأُوْلَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الْثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ:

- ‌الآية (50)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَةُ الْأُوْلَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الْثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الآية (51)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَةُ الْأُوْلَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الْثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ:

- ‌الآية (52)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (53)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (54)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (55)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (56)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (57)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (58)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (59)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَة الثَّامِنَةُ:

- ‌الْفَائِدَة التَّاسِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الْعَاشِرَةُ:

- ‌الآية (60)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَة الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَة الثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الخَامِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَة السَّادِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَة السَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الثَّامِنَةُ:

- ‌الْفَائِدَة التَّاسِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الْعَاشِرَةُ:

- ‌الآية (61)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَة الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَة الثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الخَامِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَة السَّادِسَةُ:

- ‌الآية (62)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَة الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَة الثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الخَامِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَة السَّادِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَة السَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَة الثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الخَامِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَة السَّادِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَة السَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الثَّامِنَةُ:

- ‌الْفَائِدَة التَّاسِعَةُ:

- ‌الآية (63)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَة الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَة الثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الخَامِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَة السَّادِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَة السَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الثَّامِنَةُ:

- ‌الْفَائِدَة التَّاسِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الْعَاشِرَةُ:

- ‌الآية (64)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَة الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَة الثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الخَامِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَة السَّادِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَة الثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَة السَّابِعَةُ:

- ‌الآية (65)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَة الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَة الثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الثَّالِثَةُ:

- ‌الآية (66)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَة الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَة الثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الثَّالِثَةُ:

- ‌الآية (67)

- ‌من فوائد الآية الكريمة

- ‌الْفَائِدَة الأُولَى

- ‌الْفَائِدَة الثَّانِيَةُ

- ‌الْفَائِدَة الثَّالِثَةُ

- ‌الْفَائِدَة الرَّابِعَةُ:

- ‌الآية (68)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَة الأُولَى:

- ‌الآية (69)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَة الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَة الثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الخَامِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَة السَّادِسَةُ:

- ‌الآية (70)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَة الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَة الثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الثَّالِثَةُ:

- ‌الآية (71)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَة الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَة الثَّانِيَةُ:

- ‌الآية (72)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَة الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَة الثَّانِيَةُ:

- ‌الآية (73)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَة الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَة الثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الرَّابِعَةُ:

- ‌الآية (74)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَة الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَة الثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الثَّالِثَةُ:

- ‌الآية (75)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَة الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَة الثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الثَّالِثَةُ:

- ‌الآية (76)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَة الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَة الثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الخَامِسَةُ:

- ‌الآية (77)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَة الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَة الثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الخَامِسَةُ:

- ‌الآية (78)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَة الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَة الثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الخَامِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَة السَّادِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَة السَّابِعَةُ:

- ‌الآية (79)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَة الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَة الثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الرَّابِعَةُ

- ‌الْفَائِدَة السَّادِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَة السَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الثَّامِنَةُ:

- ‌الْفَائِدَة التَّاسِعَةُ:

- ‌الآية (80)

- ‌الآية (81)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَة الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَة الثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الخَامِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَة السَّادِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَة السَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الثَّامِنَةُ:

- ‌الْفَائِدَة التَّاسِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَة العَاشِرَة:

- ‌الْفَائِدَة الحَادِيَةَ عَشْرَةَ:

- ‌الْفَائِدَة الثَّانِيَةَ عَشْرَةَ:

- ‌الْفَائِدَة الثَّالِثَةَ عَشْرَةَ:

- ‌الآية (82)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَة الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَة الثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الخَامِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَة السَّادِسَةُ:

- ‌الآيتان (83، 84)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَة الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَة الثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الخَامِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَة السَّادِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَة السَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الثَّامِنَةُ:

- ‌الْفَائِدَة التَّاسِعَةُ:

- ‌الآية (85)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَة الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَة الثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الرَّابِعَةُ:

- ‌الآية (86)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَة الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَة الثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الخَامِسَةُ:

- ‌الآية (87)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَة الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَة الثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الخَامِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَة السَّادِسَةُ:

- ‌الآية (88)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَة الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَة الثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَة السَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الثَّامِنَةُ:

- ‌الْفَائِدَة التَّاسِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الْعَاشِرَةُ:

- ‌الآية (89)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَة الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَة الثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الخَامِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَة السَّادِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَة السَّابِعَةُ:

- ‌الآية (90)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَة الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَة الثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الخَامِسَةُ:

- ‌الآية (91)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَة الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَة الثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الخَامِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَة السَّادِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَة السَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الثَّامِنَةُ:

- ‌الْفَائِدَة التَّاسِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الْعَاشِرَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الحَادِيَةَ عَشْرَةَ:

- ‌الآية (92)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الْفَائِدَة الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَة الثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَة الرَّابِعَةُ:

- ‌الآية (93)

الفصل: ‌ ‌الآية (47) * * *   * قَالَ اللهُ عز وجل: {قَالُوا اطَّيَّرْنَا

‌الآية (47)

* * *

* قَالَ اللهُ عز وجل: {قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ (47)} [النمل: 47].

* * *

لمَّا حَثَّهم عَلَى الاستغفارِ وبيَّن لهم نتائجَه الطيِّبة كَانَ جوابهم: {قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ} -أعوذ بالله- فهَذَا الجوابُ يعني أنك ما أتيتَ لنا بفائدةٍ، بل صِرت شؤمًا علينا، أنت وأتباعك، وهَذَا حال الَّذِينَ يتطيرون بأهل الخيرِ، والله تبارك وتعالى قد يَفْتِنُ النَّاسَ، فقد يقع مثلًا فِي مجيء الخيرِ أو معه بعضُ الآفاتِ أو بعضُ الأَشْيَاء المكروهةِ لدى النَّاس؛ ليَكُونَ ذلك فتنة وابتلاءً، ربما مثلًا يَحُلّ رجلٌ من أهل العلمِ والعِبادَةِ فِي بيتٍ ثُمَّ يَحترق هَذَا البيت؛ ابتلاء من الله سبحانه وتعالى وامتحانًا، فأهل الشَّرّ يَفرَحون وَيفْرَهُونَ، يَقُولُونَ: انظُرْ أَسْباب الطَّوْع، احترقَ البيتُ لما جاء هَذَا الرَّجل.

والله تَعَالَى قد يَفتِن النَّاسَ، قَالَ سبحانه وتعالى:{وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} [الأَنْبِياء: 35].

هَؤُلَاءِ يَقُولُونَ: إنَّهُ بمجيء صالحٍ ومعصيةِ قومِه عاقبهم الله تَعَالَى بالقَحْطِ والجَدْبِ وغَورِ المياهِ، فقَالُوا: أنت يا صالح ومن معَك ما جئتمونا بخير، ما جئتمونا إِلَّا بالقحطِ والجدبِ وغور المياهِ، فتطيروا به، وقَالُوا:{اطَّيَّرْنَا بِكَ} قَالَ المُفَسِّر رحمه الله:

ص: 263

[أصله: (تَطَيَّرْنَا) أُدْغِمَتِ التاءُ فِي الطاءِ]، وهَذَا الإدغام عَلَى غير خلافِ القَاعِدةِ، إذ إن الإدغام بين الساكنِ والمتحرِّك، وهَذَا بين متحركينِ، فَأُدْغِمَت التاء فِي الطاء، ولمَّا أُدغمت التاء فِي الطاء صار الحرف الأول منهما ساكنًا، ويلاحظ أيضًا أَنَّهُ بَعْد الإدغام قُلِبَتِ التاءُ طاءً، والساكن لا يمكن الابتداء به فاجتُلبتِ الهمزةُ لتسهيلِ النطقِ به، ولهَذَا قَالَ المُفَسِّر رحمه الله:[واجتلبت همزة الوصلِ]، لتسهيل النطقِ بالساكنِ.

ومعنى {اطَّيَّرْنَا} قَالَ المُفَسِّر رحمه الله: [أي: تَشَاءَ مْنَا]، من الشؤمِ، والشؤم معناه: توقُّع الشَّرّ من مُشَاهَدٍ أو مسموعٍ أو زمن أو حال، ولهَذَا قَالُوا: إن التطيُّر مأخوذٌ من الطيرِ، وكانوا فِي الجاهلية يَتشاءمون بالطيورِ، وعندهم قواعد لهَذَا التشاؤمِ، فيَبعثونها؛ فإذا ذهبت يمينًا يتفاءلون أو يسارًا يتشاءمون، أو أمامًا أظن يعيدونها مرة ثانية، وخلفًا يتشاءمون أكثر، فلذلك سُمِّي هَذَا التشاؤم تطيّرًا، مأخوذ من الطير؛ لِأَنَّ غالب تشاؤم العرب بها، فهم يَقُولُونَ:{اطَّيَّرْنَا بِكَ} أي: تشاءمنا، وَكَانَ مجيئك شُؤمًا علينا أنت وأتباعك.

إِذَنْ: ما هُوَ التطيُّر؟

هُوَ التشاؤم بمرئيٍّ أو مسموعٍ أو زمان أو مكان أو حال التشاؤم، بمرئيٍّ: كَأَنْ يرى الْإِنْسَان شيئًا فيتشاءم، افرض أَنَّهُ مثلًا أرادَ أن يسافرَ فقابله إِنْسَانٌ هو يَكْرَهه، قَالَ: إذن رَجَعنا. أو هَمَّ أن يسافر فلما خرج سمِع رجلًا يَقُول: مات فلان بن فلان، قَالَ: إذن رجعنا. فهَذَا تشاؤُمٌ بمسموعٍ. أو زمان: يتشاءم بيومٍ من الأيام؛ بيوم الأربعاءِ، يوم الخميس، أو شهر من الشهور؛ كشهر شوال، وكان العرب يتشاءمون بشهر شوال فِي الزواجات، يَقُولُونَ: الَّذِي يتزوَّج فِي شهر شوال ما يوفَّق، لكِن

ص: 264

عائشة أبطلتْ ذلك بالواقعِ، قالت:"إِنَّ الرَّسُولَ. عليه الصلاة والسلام تَزَوَّجَهَا فِي شَوَّالٍ، وَبَنَى بِهَا فِي شَوَّالٍ، فَأَيُّكُنَّ كَانْتَ أَحْظَى عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم "

(1)

.

إِذَنْ: ينبغي إن أردنا أن نعملَ بالتشاؤمِ أو التفاؤلِ أن نتفاءل بشهر شوال، ولكِن مَعَ ذلك لا نتفاءل بالزمانِ ولا نتطير به، فالخيرُ والشرُّ بيدِ اللهِ سبحانه وتعالى.

ومنهم من يتشاءم بالمكانِ؛ فتجده مثلًا يريد أن يجلسَ فِي هَذَا المكان ثُمَّ تَبُطُّه شوكةٌ، يَقُول: إذن قُمنا، هَذَا لا يمكن أن نجلسَ فيه. أو يتشاءم بالحالِ؛ حال الشخصِ مثلًا، فالتشاؤم بالحالِ أيضًا هَذَا تطيُّر، ولا يجوز، فقد يعمل مثلًا الْإِنْسَان عملًا فيعاكسه فِي أوَّل أمرِهِ، أو مثلًا يَهُمُّ أن يفعلَ شيئًا غدًا وإذا كَانَ الغد إذا هُوَ معه بعضُ التعبِ والعجز، فيتشاءم وَيعْدِل بسببِ هَذِهِ الأحوالِ الَّتِي تعرِض له، فنَقُول: كُلّ هَذَا لا يجوزُ، أنت إذا عزمتَ فتوكَّل عَلَى اللهِ، "اللَّهُمَّ لَا خَيْرَ إِلَّا خَيْرُكَ، ولا طَيْرَ إِلَّا طَيْرُكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ"

(2)

، فالْإِنْسَانُ مِثْلَمَا قَالَ القُرْطُبِيُّ - وكذلك غيرُه من أهل العلمِ-: الَّذِي يُعَلِّق تصرفاته بمثلِ هَذِهِ الأُمُورِ فَهُوَ من أجهلِ النَّاسِ حقيقة، ثُمَّ إنَّهُ ما يمكِن أن يمشيَ له حال إذا كَانَ ينظر إِلَى هَذِهِ الأَشْيَاء.

ولكِن يلاحظ أن الفألَ الَّذِي يُعين عَلَى فعلِ الخيرِ لا يدخل فِي هَذَا الأَمْرِ، فكَانَ الرَّسُول عليه الصلاة والسلام يُعْجِبُه الفأل ولكِنه يَكْرَهُ الطِّيَرَةَ

(3)

؛ لِأَنَّ الطيرةَ فيها

(1)

رواه مسلم، كتاب النكاح، باب استحباب التزوج والتزويج في شوال واستحباب الدخول فيه، حديث رقم (1423).

(2)

أخرجه أحمد (11/ 623)(7045) مسند عبد الله بن عمرو.

(3)

انظر: صحيح البخاري، كتاب الطب، باب الفأل، حديث رقم (5424)؛ صحيح مسلم، كتاب السلام، باب الطيرة والفأل وما يكون فِيهِ من الشؤم، حديث رقم (2224)، عن أنس بن مالك رضي الله عنه.

ص: 265

تعلُّق الْإِنْسَان بغير اللهِ سبحانه وتعالى بمثلِ هَذِهِ الأُمُور، وفيها أيضًا مَنعٌ للإِنْسَانِ عما يريده من الخيرِ، لكِن التفاؤل فِيهِ التشجيعُ عَلَى الخيرِ. لمّا جاء سُهَيْلُ بنُ عَمْرٍو فِي صُلْحِ الحُدَيْبِيَةِ قَالَ النَّبِيّ عليه الصلاة والسلام:"قَدْ سَهُلَ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ"

(1)

، لكِن لَا بُدَّ أن يَكُون التفاؤل يتعلق بشيءٍ يتعلق به، وَأَمَّا مجرَّد أن يرى واحدًا فِي السوقِ اسمه يزيد أو اسمه صالح أو اسمه راشد، فلا، لَيْسَ هَذَا، لكِن الشَّيْء الَّذِي لي معَه معاملة فأنا قد أتفاءل، وسُهيل بن عمرو له معاملةٌ مَعَ الرَّسُول صلى الله عليه وسلم فتفاءل، وهَذَا يَكُون من بابِ فتحِ الأُمُورِ باليسرِ.

فالحاصل: أن التفاؤلَ غيرُ التشاؤمِ، والفرق بينهما أن التشاؤمَ من فِعلك، والشؤم من فعل غَيْرِك، وهَذَا واضح أن الله جَلَّ وَعَلَا قد يجعل فِي هَذَا الشَّيْء خيرًا وبركةً للإِنْسَانِ، وَفِي هَذَا الشَّيْء شُؤمًا وبلاءً.

واعلمْ أن التشاؤم غير الشؤم، فإن الشؤم قد يَكُون فِي بعضِ الأَشْيَاء مثلما أخبر النَّبِيّ عليه الصلاة والسلام أَنَّهُ يَكُون فِي المَرْأَةِ وَيكُون فِي الدارِ وَيكُون فِي الدابّة، وهَذَا شَيْء مشاهَد، أن الْإِنْسَان قد ينزِل بعض الدُّور وَهُوَ لا يتشاءم لكِن يَكُون فيها شؤم، تكون دائمًا خرابًا مثلًا، ودائمًا تحتاج إِلَى أعمالٍ وتتعبه، فإذا ارتحل عنها ارتاح ووجد ما يريد، كذلك بعض السيارات - وإن كَانَ أغلب النَّاس لَيْسَ عندهم دوابّ - في بعض الأحيان الْإِنْسَان يشتري سيارة ويكدها وتتعبه كُلّ يوم يخرب مِنْهَا شَيْء ثُمَّ يبيعها ويشتري سيارةً ثانيةً ويرتاح لها، ومثلها أيضًا في بعض الأحيان يشتري الْإِنْسَان قلمًا - حتى فِي الأَشْيَاء الصغيرة - فيبدأ كُلّ يوم يتعبه؛ بَحِفّ المِدَاد، وتَجِد

(1)

رواه البخاري، كتاب الشروط، باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط، حديث رقم (2581)، عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم.

ص: 266

الريشةَ أيضًا لا تستقيم معه، ومرة يضيع منه فيُتعبه، ويشتري قلمًا آخرَ ويبقى عنده مدَّة، لكِن هَذَا لَيْسَ تشاؤمًا ولكِنه شؤم.

كذلك في بعض النِّسَاء، فيتزوج الْإِنْسَان امرأة وتتعبه ليلًا ونهارًا، فِي حوائجه الْعَامَّة والخاصَّة ومع أهله وأقاربه، ويتزوج أخرى فتكون راحةً نفسية وقُرَّة عَيْن.

فالحاصل: أن هَذِهِ الأَشْيَاء أمرها واقع، ولكِن الرَّسُول ما قَالَ:(التشاؤم) قَالَ: (الشؤم)، وفرق بين هَذَا وبين هَذَا، فمعنى ذلك أن هَذِهِ الأَشْيَاء يجد النَّاس فيها أحيانًا بركةً وراحةً، وأحيانًا يجدون فيها قَلَقًا وتَعَبًا.

لَوْ قَالَ قَائِل: الرَّسُول صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الشُّؤْمُ فِي ثَلَاثٍ

" وذَكَرَها

(1)

، وقال:"الخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ"

(2)

، فامتدحَ حالها مَعَ الشخصِ، فهل معقود فِي نواصيها الخير مُطْلَقًا أو فِي حال الجهاد؟

فالإجابة: في حالِ الجهادِ؛ لِأَنَّ الخيلَ قد تكون وِزرًا، والرَّسُول عليه الصلاة والسلام ذَكَرَ بعدها مثالًا فِي الَّذِي يربطها بالجهادِ فِي سبيل اللهِ أَنَّهَا لا تستبين ولا تعلو شَرَفًا ولا تأتي رَوْضَةً ولا تشرب ماءً إِلَّا كان له أَجْرٌ

(3)

، فالسَّبَب يَقتضي ذلكَ، وإن كانتِ العبرةُ بعمومِ اللفظِ، لكِن ما دام أن السَّبَب صالحٌ لإحالةِ الحكمِ عليه فيجب أن

(1)

رواه البخاري، كتاب النكاح، باب ما يتقى من شؤم المرأة، حديث رقم (4806)؛ ومسلم، كتاب السلام، باب الطيرة والفأل وما يكون فيهِ من الشؤم، حديث رقم (2225)، عن ابن عمر رضي الله عنهما.

(2)

رواه البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، حديث رقم (2695)؛ ومسلم، كتاب الإمارة، باب الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، حديث رقم (1873)، عن عروة البارقي رضي الله عنه.

(3)

رواه البخاري، كتاب المساقاة، باب شرب الناس والدواب من الأنهار، حديث رقم (2242)؛ ومسلم، كتاب الزكاة، باب إثم مانع الزكاة، حديث رقم (987)، عن أبي هريرة رضي الله عنه.

ص: 267

يُقَيَّد به، مثل قول الرَّسُول صلى الله عليه وسلم:"لَيْسَ مِنَ الْحَقِّ الصِّيَامُ فِي السَّفَرِ"

(1)

، وهَذَا اللفظ عامٌّ، مَعَ أَنَّهُ هُوَ نفسه يصوم فِي السفرِ، إذن يُخصَّص بالسَّبَب الَّدِي وَرَدَ فِيهِ؛ وَهُوَ أَنَّهُ إذا كَانَ الصِّيَام يؤدِّي إِلَى مثل هَذِهِ الحال فليس من البرِّ، وأيضًا الخيل قد تكون وِزْرًا.

لَوْ قَالَ قَائِلٌ: هل للأسماء تأثيرٌ في مُسَمَّيَاتِها؟

فالإجابة: ليس لها تأثيرٌ إِلَّا إن كَانَ ذلك من طريقِ الوحيِ، والواقعُ يَشْهَدُ بأنه لا حقيقة لذلك، فتجد هَذَا اسمه عبد الله وَهُوَ عبدٌ للشيطان، وتجد هَذَا اسمه شرورة وتجده من أخيرِ النَّاسِ، إِلَّا شيئًا يَكُونُ بطريقِ الوحيِ؛ كابن أبي طَلْحة سمَّاه الرَّسُول صلى الله عليه وسلم عبد الله

(2)

، ولما دعا له بالبركة باركَ اللهُ له حَتَّى كَانَ من أولادِهِ تسعة أو سبعة يَحْفَظُونَ الْقُرْآن، لكِن يَنبغي أن يُراعَى فِي الأسماءِ ما أرشدَ إليه الرَّسُول عليه الصلاة والسلام، فأحبُّ الأسماءِ إِلَى اللهِ عبدُ اللهِ وعبدُ الرحمنِ

(3)

، فعبدُ اللهِ وعبدُ الرحمنِ أفضلُ من صالحٍ ومن راشدٍ.

لَوْ قَالَ قَائِلٌ: هل يجوز أن يسميَ الْإِنْسَانُ اسمًا ليتفاءلَ به؟

(1)

رواه البخاري، كتاب الصوم، باب قول النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لمن ظلل عليه واشتد الحر:"ليس من البر الصوم في السفر"، حديث رقم (1844)؛ ومسلم، كتاب الصيام، باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر في غير معصية إذا كَانَ سفره مرحلتين فأكثر

، حديث رقم (1115)، عن جابربن عبد الله رضي الله عنه.

(2)

أخرجه البخاري: كتاب العقيقة، باب تسمية المولود غداة يولد، لمن لم يعق عنه، وتحنيكه، رقم (5470)، ومسلم: كتاب الآداب، باب استحباب تحنيك المولود عند ولادته وحمله إلى صالح يحنكه، وجواز تسميته يوم ولادته، واستحباب التسمية بعبد الله وإبراهيم وسائر أسماء الأنبياء عليهم السلام، رقم (2144).

(3)

رواه مسلم، كتاب الآداب، باب النهي عن التكني بأبي القاسم وبيان ما يستحب من الأسماء، حديث رقم (2132)، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.

ص: 268

فالإجابة: لا أدري كون الْإنْسَان يُسمِّي اسمًا ليتفاءلَ به، والرَّسُول صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا تُسَمِّ غُلَامَكَ يَسَارًا وَلَا نَجَاحًا"

(1)

، وأيضًا كونك إذا سَمَّيْتَ بأسماء رجالٍ صالحينَ يَكُون مثلهم هَذَا أبعد وأبعد إِلَّا إذا كَانَ عَلَى سبيل المحبَّة لهم، مثلما يفعل بعض النَّاس الْآنَ فيُسمّون بأسماء الزعماء الَّذِينَ يحبّون، وأيضًا لا يَكُونون مثلهم.

قوله: {قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ} هَذَا جوابُ الرُّسُلِ، وهَذَا الجواب تجدونه أيضًا قد أجابَ به بنو إسرائيلَ مُوسَى، قَالَ تَعَالَى:{وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ} [لأعراف: 131]، وكذلك أصحابُ القريةِ الثلاثة تَطَيَّروا بالرسُلِ الَّذِينَ أُرسلوا إليهم.

عَلَى كُلِّ حَالٍ: هَذَا جوابُ أهلِ الشرِّ، أَنَّهُم يجعلون الأَسْبَاب الَّتِي هِيَ من أفعالهِم ونتيجةً لأفعالهم يجعلونها بأَسْبابِ هَؤُلَاءِ المصلِحين. والحقيقة أَنَّهَا وقعتْ جزاءً عَلَى أفعالِ الكفَّار.

قَالَ المُفَسِّر رحمه الله: [{قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ} أي: تَشاءمنا {بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ} أي: المُؤْمِنيِنَ حَيْثُ قُحِطوا المطرَ وجَاعوا]، قُحِطوا بمعنى مُنِعوا المطرَ وجاعوا، ثُمَّ قَالَ رحمه الله:[{قَالَ طَائِرُكُمْ} شُؤْمُكم {عِنْدَ اللَّهِ} أتاكم به {بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ}].

قوله: {قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ} يعني: وَلَيْسَ منا، {طَائِرُكُمْ} بمعنى شُؤْمِكم، والمُرادُ ما أصابكم مما تَشَاءَمْتُم به - وَهُوَ القَحْطُ والجوع - عند الله وَلَيْسَ منِّي أنا، وإذا كَانَ عند الله سبحانه وتعالى فهَذَا من أبلغِ الجوابِ، إذا كَانَ عند الله فإن اللهَ تَعَالَى

(1)

رواه مسلم، كتاب الآداب، باب كراهة التسمية بالأسماء القبيحة وبنافع ونحوه، حديث رقم (2136)، عن سمرة بن جندب رضي الله عنه.

ص: 269

حكيمٌ، ما يُنْزِلُ هَذَا الشَّيْءَ إِلَّا فِي مَنْزِلَتِهِ وبأَسْبابِهِ الَّتِي يُسْتَحَقُّ بها، فكأنه يَقُول: ما دام عند الله فالله تَعَالَى حكيمٌ، ما أنزل هَذَا الشؤمَ إِلَّا فِي مَوْطِنِهِ ومَوْضِعِهِ.

قوله: {بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ} هَذَا الإضرابُ لَيْسَ لإبطالِ الأوَّل، ولكِنه للانتقالِ، فهو إضرابٌ انتقاليٌّ، وكما هُوَ معروفٌ أن الإضرابَ يَكُون عَلَى نوعينِ: إضراب إبطاليّ يَكُونُ الحكمُ لمَا بعدَ (بل) ويُبْطِل ما قبلَها، والثاني: إضرابٌ انتقاليّ، مثل هَذا الآيَةِ، ومثل قوله تَعَالَى:{بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ} [النمل: 66]، انتقالٌ من شيءٍ إِلَى شيءٍ. هنا الإضرابُ انتقاليٌّ؛ لِأَنَّهُ عند الله يَفْتِنُهُم بما حصل {بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ}. ووجه الفتنة:

أولًا: أَنَّهُم نَسبوا هَذَا إِلَى صالح ومن معه، وهَذه فتنة عظيمة ضلَّ بها هَؤُلَاءِ.

ثانيًا: أَنَّهُ أصابَهم مَعَ مجيءِ صالحٍ إليهم، فظَنُّوا أو ادَّعوا أن أَسْباب ذلك صالحٌ ومن معَه، ففُتِنُوا بذلكَ فابتعدوا عنِ الحقِّ.

ومثلما تقدَّم قبل قليلٍ بالتمثيلِ بأن يحدثَ مكروهٌ عندَ وجودِ رجلٍ صالحٍ فيُنْسَب هَذَا المكروهُ إِلَى هَذَا الرجلِ الصالحِ، ومجيءِ هَذَا الرجلِ الصالحِ، فيَكُون فِي ذلك فتنة، والله سبحانه وتعالى حَكيمٌ يَفْتِن الْإِنْسَانَ ويَخْتبره بأنواعِ المفاتنِ، تارَةً بالمصائبِ، وتارَةً بالنِّعَمِ، وتارَةً بالأُمُور الَّتِي تُوجِب الاشتباهَ لِيَمْتَحِنَهُ بذلك، ولهَذَا الدُّنْيا كلها محِنَةٌ، ما دام الْإِنْسَان دائرًا بينَ أمرينِ: إمَّا شرّ وَإمَّا خير، وكُلّ حياتِكَ هَكَذَا شرّ أو خير، وكلاهما يَقُول الله فيه:{وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} [الأَنْبِياء: 35].

إِذَنْ: معناه انْتَبِهْ يا أيها الْإِنْسَان، انتَبِهْ فالفضلُ: لِيَبْلُوَنِي أأشكر أم أكفر، والمصائب: لِيَبْلُوَنِي أأصبر أم أَجْزَع، والشُّبُهات العلمية الَّتِي تَرِد عَلَى قلب الْإِنْسَان لِيَبْلُوَه هل يَثْبُتُ أو يَزيغ، والمسائل كلها فِي الحقيقةِ فتنةٌ واختبارٌ منَ الله سبحانه وتعالى،

ص: 270