الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجمال ألا وهو تغيير لخلق الله، فلعنت هذه الأصناف، ترى! ألا يكون الرجل الذي يأخذ من خديه ملعونًا من باب أولى.
ثم أخيرًا: ألا يكون الرجل الذي يأخذ لحيته كلها ويرميها أرضًا ألا يكون ملعونًا من باب أولى؟ ! إذا كانت المرأة التي تأخذ خطًا دقيقًا هنا من حاجبها تكون ملعونة؛ لأنها غيرت خلق الله فماذا يقال بالنسبة للرجل الذي يأخذ لحيته كلها، فلا شك أن هذا من الكبائر.
ولذلك نذكر من كان مبتلى بشيء من ذلك أن يتوب إلى الله عز وجل وأن لا يأخذ من لحيته حتى ولا من خديه؛ لأن الشعر النابت على الخدين هو من اللحية كما جاء في اللغة.
(فتاوى جدة (28) /01: 24: 53)
حكم حلق اللحية للالتحاق بالجيش الإلزامي إذا كانت العقوبة السجن
مداخلة: في بعض البلاد الإسلامية الالتحاق بالجيش عندما ينتهي من الدراسة من الجامعة أو الدراسة المتوسطة لزاماً عليه يدخل الجيش ولزاماً عليه أيضاً أن يحلق لحيته، وإن لم يفعل نال العقوبة في السجن، هل هذه عقوبة .. تعتبر اضطرار يحلق عليه لحيته أم لا؟
الشيخ: هل يعتبر ماذا؟
مداخلة: هذه العقوبة ..
الشيخ: فهمت كل شيء .. يعتبر ماذا؟
مداخلة: ضرورة من أجلها يحلق لحيته.
الشيخ: هذا السؤال يتكرر، أنت حين تقول هل يعتبر ضرورة يحلق تعني: يحلق هو بنفسه؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: أنا أقول: ليس هناك ضرورة توجب عليه أن يحلق لحيته نفسه وإنما يحلقوها منه رغم أنفه رأيت الفرق؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: طيب! فإذاً هو لا يحلقها وإنما يحلقونها منه.
مداخلة: إن لم يفعل تعقد له محكمة ..
الشيخ: يجب أن نفرق بين الأمرين، أنا أعرف أنه إن لم يأتيهم حليقاً كما يشتهون أنهم سيعاقبونه، إما بأن يحلقوا لحيته رغم أنفه، وإما أن يزجوه بالسجن، صحيح هذا أو لا؟
فإذاً: لا نقول هل هناك ضرورة ليحلق لحيته؟ لا ينبغي لمسلم أن يحلق لحيته، يعني: أن يأخذ الموسة ويحلق لحيته بنفسه فهو إن مر إلى الحلاق ليحلق له مثلاً لحيته لماذا؟ لأن هذا النظام الكافر يفرض ذلك عليه، يقول لهم بكل صراحة وهذا وقع في سوريا من بعض أصهرنا أنا لا أحلق لحيتي وافعلوا ما شئتم، وماذا فعلوا به؟ أرسلوا إليه ثلاثة من عناصر الجيش وتعلمون ربما أن الجيش في سوريا قسم كبير منهم علوي أو نصيري والأكثر هو سني، فهذه العناصر الثلاثة لما جاءوا إلى صهرنا هذا يريدون أن يحلقوا لحيته رغم أنفه فقال لهم: اكفونا شركم وإلا لن تستطيعوا أن تحلقوا لحيتي إلا بعد أن تقوم معركة بيني وبينكم .. اكفونا شركم فأنتم منا يعني: من أهل السنة، فرجعوا القهقرى إلى رئيسهم وهو العلوي واعتذروا أن نحن لا نستطيع أن نقوم بهذا العمل لأن الرجل مصر فأرسل عليه عناصر من العلويين فدخل في معركة معهم ونال منهم ما أروى غيظ قلبه ولكن أخيراً تغلبوا عليه وكتفوه وحلقوا لحيته رغم أنفه ثم سجنه .. الرئيس سجنه .. حبسه ما شاء ما أدري
أسبوعين ثلاثة وبدأت اللحية تنبت سنة الله في خلقه، وأخرج من السجن وإذا هو مربي لحيته فأنذره أيضاً مرة ثانية وهو يقول: افعل ما شئتم ثم تيسر له الاتصال مع قائد كبير يكون قريباً له فحكى له القصة، هذا القائد الكبير اتصل مع المسئولين الكبار هناك وأصدروا قراراً أن لا يتعرضوا للعناصر فيما يتعلق باللحية من شاء تركها ومن شاء حلقها، وهكذا وقع يوم كنت أنا في دمشق.
وأنا في اعتقادي أنه لو وجد أفراد من المسلمين الأقوياء في إيمانهم وفي سلوكهم وثبتوا ولم يحلقوا بأنفسهم كما يفعل الكثيرون بدعوى أن هذه ضرورة، هنا لا ضرورة؛ لأنهم هم إما أن يكلفوه بالحلق أو يكلفوا كبت رغم أنفه يعني .. فحينئذٍ من القواعد الفقهية أن المسلم إذا وقع بين شرين اختار أقلهما وأخفهما شراً.
لا شك أن أن يتولى المسلم حلق لحيته بنفسه هذا شر كبير وأقل منه أن يحلقوا لحيته رغم أنفه وهذا هو ما يقال ضرورة، أما في الحالة الأولى لا ضرورة وإنما غرضي أن أقول: أنه لو كان هناك في هذه الجيوش التي لا يزال نظامها قائماً على بعض القوانين الكافرة توجب على أفراد الجيش أن يلحقوا لحاهم لو صمد عشرات من المسلمين صمود هذا الشخص الذي أشرت إليه آنفاً لاضطر الرؤساء وقواد الجيش أن يغيروا هذا النظام لا سيما وأن هذا النظام ليس نظاماً عاماً في كل جيوش الكفر.
لقد قدر لي أن أسافر إلى أوروبا منذ عشرين سنة تقريباً فكنت راكباً السيارة مع بعض إخواننا ونحن نصعد في جبال الألب في سويسرا فكنا نرى عشائر سيارات عسكرية وعليها أفراد من الجنود ولهم لحى، فكنت أسأل كيف هذا؟ يقول هنا الجنود لهم حرية من شاء أن يحلق يحلق ومن كان يربي يربي وهم كفار، فالمسلمون أولى بهذا إن لم ينعكس النظام ويوجب قائد الجيش على كل جندي أن يعفو عن لحيته وليس أن يحلقها، فثبات بعض الشباب تجاه هذا القانون الكافر سيحملهم في النهاية إلى أن يغيروا هذا النظام الذي هو متلقى عن نظام كافر، واضح لك الجواب