الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يجب أن تتخذ مبولة إفرنجية بمعنى أنه لما تبول وأنت واقف لا ينصب البول على الأرض من تحت وإنما على القاعدة التي يتلقى البول من قريب، لكن أحسن من هذا كله أنه تتخلص من بنطلونك وتلبس لباسك العربي وبذلك تكون مطيعاً لله عز وجل ولرسوله، فإياك أن تترك الصلاة لأنك لابس بنطلون وأنك لما تتبول يرتش.
السؤال: نعم.
الجواب: عالج الرشاش بطريقة ما وأنا أدلك على طريقة سهلة حتى يتيسر لك إما أن تتقي الله عز وجل في نفسك وتلبس الدشاشة أو السروال العريض الذي يمكنك من التبول وأنت جالس، فحتى يتيسر لك هذا أو ربنا يوفقك لهذا على الأقل اتخذ بهذا الحمام الافرنجي مبولة، يعني مثلما يتخذوها للأطفال الصغار لما تريد أن تبول ترفع للبول مباشرة وما يصيبك أي رشاش، هذه نصيحة مني إليك.
(الهدى والنور / 205/ 31: 04: 00)
تغطية الرأس من هدي السلف
انظر الضعيفة «6/ 50» .
الأحاديث في العمامة
[الأحاديث في العمامة]:
ثم قال فضيلة الشيخ «أي الحامد» : «وأما العمامة فغنها وإن لم تكن كالعمامة المعروفة في بلاد الشام، لكنها في أصلها سنة عربية قررها الإسلام، وارتضاها في أحاديث كثيرة، وهي وإن كانت بمفرداتها ضعيفة لكنها لتعددها شكلت دليلاً للقول بسنيتها» .
ثم ساق الشيخ ثمانية أحاديث في فضل العمامة، وهي كلها ضعيفة كما ذكر الشيخ، ولكنها ضعيفة جداً، تدور جميعها على متروكين وكذابين، وبمثلهم لا ينهض دليل، فقد ذكر النووي في التقريب والسيوطي في شرحه وغيرهما من المحدثين أن الحديث الضعيف إنما يقوى بكثرة الطرق، إذا خلت من متروك أو متهم، وهذه الأحاديث ليست كذلك، وإليك البيان:
الحديث الأول: «اعتموا تزدادوا حلماً» رواه الطبراني عن أسامة بن عمير.
الحديث الثاني: مثل الأول بزيادة: «والعمائم تيجان العرب» رواه ابن عدي، والبيهقي عن أسامة.
الحديث الثالث: «العمامة على القلنسوة فصل ما بيننا وبين المشركين، يعطى يوم القيامة بكل كورة يدورها على رأسه نوراً» رواه البارودي عن ركانة.
قلت: وهذا ضعيف جداً.
وصرح بذلك الفقيه ابن حجر الهيتمي في كتابه أحكام اللباس «ق 29/ 2» .
الحديث الرابع: «العمائم تيجان العرب، فإذا وضعوا العمائم وضعوا عزهم» وفي رواية: «وضع الله عزهم» رواه الديلمي عن ابن عباس.
قلت: وسنده ضعيف جداً.
الحديث الخامس: «العمائم تيجان العرب، والاحتباء حيطانها، وجلوس المؤمن في المسجد رباطه» رواه القضاعي والديلمي عن علي رضي الله عنه.
قلت: وهو ضعيف جداً أيضاً.
الحديث السادس: «العمائم وقار المؤمن، وعز العرب، فإذا وضعت العرب عمائمها فقد خلعت عزها» رواه الديلمي.
الحديث السابع: «فرق ما بيننا وبين المشركين العمائم على القلانس» رواه أبو داود والترمذي عن ركانة.
الحديث الثامن: «عمم النبي صلى الله عليه وسلم علياً .. وقال: هذه ....... الملائكة» ذكره المناوي.
قلت: ولم أعثر على سنده في شيء من كتب السنة التي وقفت عليها ولا أورده صاحب الدعامة.
وجملة القول: أن هذه الاحاديث كلها ضعيفة جداً، ليس فيها ما يمكن أن يتقوى بالطرق الأخرى لوهائها وشدة ضعفها.
ثم إنني حين أقطع بضعف تلك الأحاديث لا أنسى أن أذكر أن لبسه صلى الله عليه وسلم للعمامة كعادة عربية معروفة قبله صلى الله عليه وسلم أمر ثابت في الأحاديث الصحيحة، لا يمكن لأحد إنكاره، فإذا انضم إلى ما ذكره فضيلة الشيخ الحامد من أن الإسلام يحب تكوين أهله تكويناً خاصاً يصونهم عن أن يختلطوا بغيرهم في الهيئات الظاهرة
…
إلى آخر كلامه الطيب الذي فصل القول فيه شيخ الإسلام ابن تيمية في الاقتضاء، فإن النتيجة ألتقي مع فضيلته في الحض على العمامة، ولكن لا أراها أمراً لازماً لزوم اللحية التي ثبت الأمر بها في الأحاديث الصحيحة، فإني لا أرى الإلحاح في العمامة كثيراً بخلاف اللحية، وأنكر أشد الإنكار اهتمام بعض المدارس الشرعية بالعمامة أكثر من اللحية، بحيث يأمرون الطلاب بالأولى دون الأخرى أو أكثر منها، ويسكتون عن الطلاب الذين يحلقون لحاهم دون الذين يضعون عمائمهم، فإن ذلك قلباً للحكم الشرعي كما لا يخفى.
وختاماً أسأل الله تبارك بأسمائه الحسنة أن يوفقنا للعمل بما علمنا، وسلامي إلى فضيلة الشيخ الحامد ورحمة الله وبركاته.
محمد ناصر الدين الألباني
دمشق في 26/ 2/1379 هـ.
(مقالات الألباني ص 135)