الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بِكَ بَعْدِي فَأَخْبِرِ النَّاسَ أَنَّ مَنْ عَقَدَ لِحْيَتَهُ أَوْ تَقَلَّدَ وَتَرًا أَوِ اسْتَنْجَى بِرَجِيعِ دَابَّة أَو عظم فَإِن مُحَمَّدًا بَرِيء مِنْهُ. رَوَاهُ أَبُو دَاوُد. «صحيح»
قال الألباني عن عقد اللحية: هو معالجتها حتى تنعقد، وهذا مخالف للسنة التي هي تسريح اللحية.
وقيل: كان ذلك من دأب العجم، فنهوا عنه لأنه تغيير خلق الله، ويمكن أن يكون المراد كلا القولين، وقد قيل غير ذلك. انظر «المرقاة» «1/ 290» .
(مشكاة المصابيح 1/ 113)
هل إعفاء اللحية من العادات
؟
السؤال: من يقول: إن السنن الظاهرية في الإنسان كاللحية والثوب إنما هي كانت في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبيل العادة، والآن ليس واجب الإنسان يربي لحيته، وأن يتمثل بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، إنما من باب العادة فقط، واتباعها من باب الفضيلة ليس فقط.
الشيخ: يعني: لا تعدو أن تكون فضيلة من الفضائل؟
السائل: فقط لا غير، فما حكم ذلك؟
الشيخ: الحقيقة: أن هذه المسألة من جملة البلاء الذي أصاب العالم الإسلامي من خاصتهم.
أقول: إن هذا البلاء أصاب العالم الإسلامي، ليس من عامتهم بل خاصتهم، فالخاصة هم الذين يلقنون العامة أحياناً بعض الأفكار الغريبة المنحرفة عن الإسلام، والسبب الذي يحملهم على هذا الانحراف ليس هو الاجتهاد العلمي، لسبب أو أسباب ذكرناها آنفاً، وإنما هي محاولة من هذه الخاصة لجعل الإسلام يتماشى مع رغبات العصر الحاضر ومتطلباته المادية.
أما لو كان الدافع لهم على ذلك اجتهاد من كتاب الله من حديث رسول الله لا بأس، فهو مأجور على كل حال، لكن ليس الوازع على هذا. هذه مقدمة.
نحن نقول: ذكرت أن بعضهم قال: أنه لا تعدو المسألة أن تكون من الفضائل، من الأمور المستحبة من شاء فعل ومن شاء ترك، أنا في علمي أن هناك طائفة أخرى يقول لك: هذه فعلتها أو تركتها سواء، نقول: هؤلاء كثَّر خيرهم، هؤلاء جماعة طيبين، هؤلاء الذين يقولوا: إن هذا أمر مستحب وفضيلة، معناها تركوا الباب مفتوحاً أمام المتعبدين، الذين يريدون أن يتقربوا إلى الله زلفى باتباع الرسول عليه السلام فيما فعل وفيما أمر، أما الآخرون لقد نسفوا كل الأدلة التي ستسمعونها وألغوها إلغاء مطلقاً، وجعلوا مسألة إعفاء اللحية والإطاحة بها أرضاً سواء، وما نظروا إلى هدي الرسول بل إلى هدي المُصْطَفين الأخيار من الأنبياء والرسل الأبرار، حيث لا يعرف التاريخ الأممي ولا أقول التاريخ الإسلامي فقط، لا يعرف نبياً حِلِّيقاً، وقرآننا يكفي دلالة:{قَالَ يَبْنَؤُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي} [طه: 94].
إذاً: الأنبياء كانوا ملتحين، ألا يكفي أن يكون واضحاً لدى ذهن المسلم أن يكون مقتدياً في زيه وفي شكله بالأنبياء، وعلى رأسهم سيد الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم؟ بلى، هذا والله يكفي، فما بالكم وعندكم هناك أمور تؤكد وجوب وفرضية إعفاء اللحية، ليس أنها مستحبة أو من الفضائل، أومن السنن المؤكدة، أو من الواجبات التي يُفَرِّق بعض المذاهب بينها وبين الفرائض، لا، تلك الأدلة تؤكد أن إعفاء اللحية هي من الفرائض التي يأثم مخالفها إثماً كبيراً.
وحينما تسمعون هذه الأدلة يصبح القول الذي حكاه الأستاذ أنهم يقولون: هذه من الفضائل هباء منثوراً، فمن باب أولى القول الآخر الذي ذكرته الذين يقولون: سواء حلقت أم عَفوت.
أول ذلك: يقول عليه الصلاة والسلام: «حُفُّوا الشارب واعفو اللحى،
وخالفوا اليهود والنصارى» هذا حديث، حديث ثاني:«جاء رجل رسول من طرف كسرى حِلِّيق اللحية، قال له: من أمرك بهذا؟ قال: رَبِّي، لذلك قال عليه السلام: «وخالفوا اليهود والنصارى» وفي رواية «المجوس» ، من أمرك بهذا؟ قال: رَبِّي، قال: أما رَبِّي فأمرني بقص الشارب وإعفاء اللحية» وكذلك قال عليه الصلاة والسلام: «إن اليهود والنصارى لا يصبغون شعورهم فخالفوهم» فقصد مخالفة الكفار فقط كمذهب عام مبدأ عام أمر مشروع في الإسلام.
وأنا أضرب لكم مثلاً بسيطاً قد ينكره بعضكم، قد ترون في يد بعضهم الساعة في اليد اليمنى وليس في اليسرى، فرض؟ لا، سنة؟ لا، لأنها ما كانت الساعة في زمن الرسول حتى نقول: سنة، إذاً: مخالفة الكفار، فالكفار ابتدعوا واخترعوها ولطفوها وجعلوها بهذا الحجم وبسهولة الاستعمال، ووضعوها في شمائلهم، فتطبيقاً لهذا الحديث:«إن اليهود والنصارى لا يصبغون شعورهم فخالفوهم» أي: اليهودي والنصراني يشيب كما يشيب المسلم، سنة الله في خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلاً، فيشترك المسلم مع الكافر في الشيب، وهو لم يفعل ذلك، هذه خلق الله، مع ذلك الله على لسان نبيه يقول له: لا، المسلم هذا خالف اليهود والنصارى، اصبغ شيبك حتى تتميز بصبغك عن هؤلاء الكفار، فما بالك في صبغة أخرى صبغك الله بها، وصبغ كل رجل في الدنيا، وهو خلق له لحية، يأتي الكافر فيخالف إرادة الله، ويحلق لحيته، فتأتي أنت وتتشبه به وتوافقه فتخالف أمر الرسول من جهة، ثم توافق اليهود والنصارى والمجوس من جهة أخرى.
كذلك قال عليه السلام: «خمس من الفطرة: فذكر منها قص الشارب» في حديث آخر: عشر من الفطرة، أضاف إلى قص الشارب إعفاء اللحية، فإذاً: هذا الحديث يعطينا حكماً جديداً، يبطل قول أولئك الناس، يقولون: هذه كانت عادة في الجاهلية، والرسول أقرها، فإن شئت فعلت وإن شئت تركت، نقول: لا، لقد حكم الرسول عليه السلام بأن إعفاء اللحية من الفطرة التي وصفها في القرآن الكريم بقوله:{فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} [الروم: 30].
أرأيتم لو أن رجلاً خالف الفطرة في الخمس، قال عليه السلام:«خمس من الفطرة: قص الشارب، ونتف الإبط، وحلق العانة، وقص الأظافر، والختان» ماذا تقولون عن إنسان خلق الله له لحية فيطيح بها، خلق له شارباً فيطيح به، خلق له أظافر فأمره بقصها فلا يقصها، عكس الفطرة، خلق له عانة فيتركها كما هي، وهي بديل عن اللحية التي يستأصلها من فوق فتنبت له من تحت، ماذا تقولون في إنسان يخالف فطرة الله في هذه الخصال؟ هذا إنسان أم وحش حيوان، أظافره مثل السبع، وإبطه لحيتين أخريين، ما ينتف، وهناك لحية أخرى بين فخذيه، هذا خالف الفطرة، أي: خالف فطرة الله، يعني: خالف بالتعبير العصري اليوم: الإنسانية، هذا وحش، فهذا ما يليق به أن يعيش بين الناس، وبلا شك أن كل جرم من هذه الأجرام لها وزنها، فالذي مثلاً ينتف إبطه حافظ على الفطرة، يحلق عانته حافظ على الفطرة، يقص شواربه حافظ على الفطرة، يحلق لحيته خالف الفطرة، فإذاً: هذه الفطرة لا يجوز تغييرها، فلماذا يغير المسلمون؟ هكذا عادة الكفار، هكذا يتزين الكفار، فنسينا نحن شريعة الله في كل هذه النصوص وأخذنا نقول: لتسليك هذا الواقع المؤسف: أنه ما عليك هذه كانت والآن صارت عادة، فإن شئت فعلت وإن شئت تركت، مع أنني أعلم أن بعض الناس يتقربون إلى الله بحلق اللحى، أنتم لا تعلمون هذا، وسأعلمكم بذلك، وستوافقون معي، كيف ذلك؟
ماذا يفعل المبتلى بحلق لحيته يوم الجمعة، ماذا يفعل يوم العيد؟ ماذا يفعل يوم يبني بأهله؟ ألا يبادر فيحلق يوم الجمعة لحيته، ويحلقها يوم العيد، وحينما يريد أن يقابل الناس ويستقبلهم يطلع وجهه كوجه فتاة من أجمل الفتيات، هذا كله تغيير لخلق الله، تغيير للعبادة التي شرع الله، كما يفعل بعض الناس الآخرين ما أدري هذه العادة عندكم أم لا، كنت رأيت خلافها قريباً، عندنا في سوريا إذا مات ميت في بيت وكلهم يحلقون اللحى يعفون عنها، يتركونها، ما معنى هذا؟ هذا حزين، يعني: صارت السنة علامة الحزن، بل صار الواجب الذي ينبغي على المسلم يحافظ عليه ما يفعله إلا إذا أصيب بمصيبة، هذه موجودة عندكم؟
مداخلات: موجودة.
الشيخ: والله أحلاهما مر، لكني رأيت منذ يومين أو ثلاث صلينا على جنازة، رأيت المصاب حالق عالنظيف، ثم يأتي المُعَزُّون فيقبلونه ثلاث مرات، فعرفت السر في ذلك، أنه إذا بدهم يقبلوه بالشعرما بيزبط ولذلك لابد يكون على نظيف، هذه رأيتها من يومين أو ثلاثة، هذه كلها سببها هو الانحراف عن السنة، تارة علماً وتارة عملاً ليس علماً.
أنتم ترون الناس اليوم زوجاتهم بناتهم متبرجات، في أحد من المسلمين يقول: يجوز للمرأة أن تخرج كاشفة حاسرة؟ لا، كلهم يعلمون أن الله عز وجل قال:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} [الأحزاب: 59] أكثر النساء اليوم لا يتجلببن، هل ذلك جهل بالشريعة؟ لا، ولكنه تساهل بتطبيق الشريعة، لما نذهب نزور القبور ما نرى قبر على السنة، مرفوع عن الأرض كذا وكذا، مبني عليه
…
، محاط بحديد .. إلخ، مساجد فيها قبور، وقد لعن الله المتخذين المساجد على القبور، كل هذه أحكام شرعية معروفة لكن هُجِرت وتُرِكت، وأصبحت نسياً منسياً لسببين اثنين، ذكرنا آنفاً أحدهما، وهو: سكوت أهل العلم، وتقصيرهم في القيام بواجب التعليم والتذكير، السبب الثاني: اتباع الشهوات والأهواء وتقليد الكفار الذين استعبدونا في عقر ديارنا، فنسأل الله عز وجل أن يعلمنا سنة نبينا أولاً، وأن يلهمنا العمل بها ثانياً.
السائل: لكن من متطلبات المرحلة العصرية الحالية.
الشيخ: ستخوفني وإن كنت أنا ما أخاف، ستخوفني بكلامك.
السائل: قد يكون إعفاء اللحية ولباس الثوب القصير هذا قد يكون مَدْعاةً للسخرية، موضع للسخرية خاصة إذا كان يمارس عمله، وخاصة إذا كنا نعيش في مجتمع غير إسلامي غير ملتزم بالشريعة الإسلامية.
الشيخ: تعرف الآية: {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ}
[المطففين: 29] تعرف هذه الآية؟
السائل: نعم نعم.
الشيخ: ما موقفكم تجاهها؟
السائل: ما فيه أحد يتخذ موقف غير موقف الآية، لكن المجتمع
…
نحن من الموجودين .. يقول لك: لو دخلت على وزير بثوب قصير، يضحك عليك الوزير، المفروض يا سيدي إذا كان المجتمع يعني غالبية المجتمع أنه يلبس البنطلون، والزي الرسمي هو البنطلون.
الشيخ: طَوِّل بالك، أنت تقول: مجتمع، هذا المجتمع مسلم أم كافر؟
السائل: مجتمع جاهل.
الشيخ: ما اعتبرت بالمناقشات السابقة، إسلامي أم غير إسلامي.
السائل: غير إسلامي.
الشيخ: إذاً: ما يهمك أنت هذا المجتمع الغير إسلامي، لماذا تهتم به؟
السائل: الاهتمام لتجنب موضع الأذى، يعني: أنت تهرب من المجتمع كونهم مسببين لك أذى، يمكن يُعَرِّضك للانتقاد.
الشيخ: الله أكبر الله أكبر، لو كنت في مكة كنت تؤمن بالرسول عليه السلام أم تكفر؟
السائل: أؤمن.
الشيخ: لكن تصاب بالأذى، هذه من مشاكلنا نحن المسلمين اليوم، أنت خُلِقْتَ لماذا؟ أليس لعبادة الله. ومن عبد الله ما يكون الكفار موقفهم منه؟
أنا ذكرتك بالآية: {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ* وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ* وَإِذَا انقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُوا فَكِهِينَ* وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ
هَؤُلاءِ لَضَالُّونَ* وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ* فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ* عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ* هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [المطففين: 29 - 36] ما يهمك أنت دنياك إذا اتخذوك سخرية، وأمنت أن تسخر بهم يوم القيامة، وتدخل الجنة، ما الذي يهمك؟ وبعدين ما أنت ما أنا، من أنت من أنا بالنسبة لسيد البشر عليه الصلاة والسلام، ألم يسخر فيه المشركون؟ وهو سيد الناس، أرسل رحمة للعالمين، فنحن الآن نقول: يسخروا فينا، والله إن سخروا فينا فكما قال تعالى:{إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ} [هود: 38].
هكذا يجب أن تتذكر دينك ومبدأك، ولا تنجرف مع التيار ولِأَقل سخرية بك، يخشى عليك أن تخرج عن دينك بسبب أن الناس سيسخروا منك.
وبعدين هذا الوزير الذي تريد تقابله ما هو هذا الوزير أنا ما أعرفه، قد يكون من أفسق الفاسقين، قد يكون جون، قد يكون أنطانيوس، ما يهمك فيه أنت، أنت لازم تثبت إسلامك في كل منطلقك في حياتك، نحن دائماً نتفاخر بديننا، وأن ديننا شمل كل أمور الحياة، وأنه لازم المسلم يحافظ على شخصيته المسلمة، في بعض المؤلفين ألفوا بهذا الموضوع: الشخصية المسلمة. كيف نثبت الشخصية المسلمة بأن ننماع في غيرنا أم أن نحاول أن نُمَيِّع غيرنا معنا؟
الطريق الذي يدعونا الإسلام إليه هو أن لا ننماع في غيرنا، وأن نَجْرِف إليها غيرنا، فنحن الآن بسبب ضعف إيماننا قلبنا الموضوع تماماً، فأصبحنا كلما وقعنا في سخرية نُغَيِّر نحن الشريعة من أجل نتلافى هذه السخرية، فنخشى أنه يوماً ما أن نقول: نحن لسنا مسلمين، على أساس ما يسخر الناس علينا، فالحمد لله الذي أَعَزَّنَا بالإسلام.
السؤال: فيه ناس يقولوا: أنه طبيعة عملهم تتطلب أن يلبس البنطال؟
الشيخ: أنا أقول: أولاً: هذا الكلام نابع من هذا المجتمع المنحرف عن الكتاب والسنة، ثانياً: طبيعة عملهم الآن أنا سأقول: طبيعة عمل الأطباء والممرضين ما
يقتضي لهم، أنهم يلبسون الدشداشة أم يلبسوا بنطلون؟
مداخلة: ما تفرق معهم، ما تفرق في غير الشرع ما تفرق لباس شرعي هذا.
الشيخ: لا لا، أنا لا أتكلم عن الناحية الشرعية، طبيعة العمل.
مداخلة: ما تفرق أظن ما تفرق.
الشيخ: ما فهمت أنا.
مداخلة: فيه فرق نقول بين من يلبس أو من لا يلبس.
مداخلة: بس هناك فرق يقول.
الشيخ: ما فيه فرق.
مداخلة: نعم.
الشيخ: ماذا يلبسون؟
مداخلة: بنطلون، نعم.
الشيخ: ما دام أنت تقول: ما فيه فرق، لماذا يلبسوا بنطلون؟ لأن هذا نظام المستشفيات الكافرة.
مداخلة: بس فيه ناس يقولوا: نحن لا نستطيع أن نمارس عملنا إلا بالبنطال.
الشيخ: أنا أتيت لك بمثال، وأجبت أنت بالجواب الصحيح، مع ذلك الواقع أنهم يلبسون البنطال، لماذا؟ ليس لأنه طبيعة عملهم يوجب عليهم، الآن أنا أطالبك هات لي مثال طبيعة عملهم يقتضي ذلك وسأجاوبك.
مداخلة: مثلاً ميكانيكي السيارات، مثلاً الذين يشتغلوا في المصانع [يتعاملون] مع الآلات.
الشيخ: هذا ماذا يقتضي يلبس بنطلون تحت الكعبين، أم فوق الكعبين؟
مداخلة: ما تحدثنا عن الكعبين.
الشيخ: أنا أتحدث الله يهديك، أنا أسألك الآن حتى تعرف أن هذه كلها أعذار لتسليك الواقع السيء، الآن أجبني: طبيعة «الميكانيكي» هذا، يقتضي أن يلبس بنطلون تحت الكعبين؟
مداخلة: ما تفرق، ما فيه فرق.
الشيخ: لا، الله يهديك.
مداخلة: لا تقتضي.
الشيخ: هذا هو الجواب، الله يهديك، طيب، الواقع ما هو، تحت الكعبين بنطلونه هو أم لا؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: لماذا؟
فإذاً: ليست قضية أن عمله يقتضي هذا اللباس، قد لا تكون أنت هذا الإنسان، لكن قد تكون إنسان تبتلى بمثل ذلك الإنسان الذي يقول: أنا مضطر أن عملي يقضيني أني أتبنطل، ليس أنت هو، لكن ما تريد تعرف كيف تقنعه، فتعلم الآن طريقة الإقناع، وأنت عرفت الآن أمثلة متعددة الأطباء يلبسون بنطلون ليس هذا من مقتضى طبابتهم، قلت لك أنا: هات مثال المهنة التي هم فيها يقتضي أنهم يتبنطلوا، أتيت ليس بمكني السيارات، سألتك وأنا أعني ما أقول: هذا البنطلون طويل تحت الكعبين؟ قلت: نعم، هكذا تقتضي المهنة التي هو فيها؟ الجواب: لا.
إذاً: أسألك الآن: أنت تلاحظ معنى الاقتضاء، ما هو الأنفع لمكني السيارات أن يكون بنطلونه قصير أم على السنة؟
مداخلة: قصير.
الشيخ: على السنة.