الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يقول: يرحمك الله». أخرجه البخاري في «صحيحه» - بالرواية الأولى-، وفي «الأدب المفرد» - بالرواية الأخرى-، وهو مخرج في «الإرواء» «779» عن جمع آخر، وقد صححه ابن حبان «1/ 401/597» أيضاً، ورواه النسائي في «اليوم والليلة» «214 و 215» ، وعنه ابن السني «251». قلت: فهذا نص صريح في وجوب التشميت على كل من سمع تحميده، فهو فرض عين على الكل، ومن العجائب أن الحافظ لم يتكلم على هذه المسألة في شرحه لهذا الحديث في «الفتح» «10/ 607» !
(7/ 1/ 252 - 253).
النفث قبل النوم ومسح الجسد
عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم «كان إذا أوى إلى فِراشهِ كلَّ ليلةٍ جمَعَ كفَّيهِ، ثم نفَثَ فيهما، فقرأ فيهما «قل هو الله أحد» و «قل أعوذ برب الفلق» و «قل أعوذ برب الناس» ، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأُ بهما على رأسهِ ووجههِ، وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات».
[قال الإمام]: وفي الحديث أن السنة أن ينفث في كفيه أولاً، ثم يقرأ، ثم يمسح، هذا ظاهر جداً فيه، وقد تأول بعضهم قوله:«ثم نفث فيهما فقرأ فيهما» بمعنى: ثم عزم على النفث، فقد جاء في «تحفة الأحوذي» للمباركفوري «4/ 231» ما نصه:«قال العيني: قال المظهري في «شرح المصابيح» : ظاهر الحديث يدل على أنه نفث في كفه أولاً، ثم قرأ، وهذا لم يقل به أحد، ولا فائدة فيه، ولعله سهو من الراوي، والنفث ينبغي أن يكن بعد التلاوة ليوصل بركة القرآن إلى بشرة القارئ أو المقروء له. وأجاب الطيبي عنه: بأن الطعن فيما صحت روايته لا يجوز، وكيف والفاء فيه مثل ما في قوله تعالى:{فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ} ، فالمعنى: جمع كفيه ثم عزم على النفث. أو لعل السر في تقديم النفث فيه مخالفة السحرة. انتهى. وفي رواية للبخاري: كان إذا أوى إلى فراشه نفث في كفيه بـ «قل هو الله أحد» وبـ «المعوذتين»
جميعاً. قال الحافظ: أي: يقرأها وينفث حالة القراءة».
فأقول: لم ينشرح صدري لكل هذه الأقوال، وبعضها أوهن من بعض، وهاك البيان:
أولاً: أما الطعن في الحديث فهو من أبطل الباطل؛ فإنه سبيل المبتدعة وعلماء الكلام، وقد عرفت أن رجاله ثقات أثبات.
ثانياً: وأما تأويله بنحو ما في آية التلاوة؛ فكان يمكن التسليم بذلك، لولا أن مجموع الروايات عن عقيل ترده وبخاصة رواية ابن حبان المتقدمة بلفظ:«جمع كفيه، ثم نفث فيهما، ثم قرأ» . ونحوها رواية أحمد: « .. فينفث فيهما؛ ثم يقرأ» . فهذه صريحة في الترتيب المذكور لا تقبل التأويل.
ثالثاً: وأما دعوى أنه لم يقل به أحد ولا فائدة فيه؛ فهذا في البطل بمنزلة الطعن في الحديث؛ إذ لا يسوغ لمسلم أن يقول في العمل بما صح في الحديث: لا فائدة فيه؛ كما هو ظاهر. وأما القول بأنه لم يعمل به أحد، فهو من الرجم بالغيب، ورحم الله الإمام أحمد إذ قال:«من ادعى الإجماع فقد كذب، وما يدريه؟ ! لعلهم اختلفوا» .
رابعاً: ما نقله عن الحافظ موجود في «الفتح» «10/ 210» في شرح حديث الأويسي المتقدم، وهو تأويل أيضاً مخالف لما تقدمت الإشارة إليه من الرواية الصحيحة مع توجيهها بمخالفة السحرة كما تقدم عن الطيبي رحمه الله. ثم إنني لا أكاد أجد أي فرق بين تقديم النفث على القراءة، وتقديم المسح باليد على المريض قبل القراءة، كما في حديث عائشة أيضاً قالت:«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى منا إنسان مسحه بيمينه، ثم قال: أذهب البأس ربَّ الناس .. » الحديث.
أخرجه مسلم «7/ 15» ، وأحمد «6/ 127» من طريقين عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عنها. ورواه البخاري وغيره بنحوه، وسبق تخريجه برقم «2775». ونحوه حديث علي في شكواه لما دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم قال: فمسحني بيده، ثم قال:«اللهم اشفه .. » الحديث. أخرجه ابن أبي شيبة «8/ 46» ، وأحمد «1/ 128» بسند فيه ضعف، وصححه أحمد شاكر «2/ 234»! أقول: فكما شرع المسح