الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
206 - الحمد لله وسئلت عن حديث: "ينادي مناد من قبل الله عز وجل يوم القيامة: أين خونة هذه الأمة فيؤتى بثلاثة نر وهم: الصواغ، والحاكة، والنخاسين، أهو صحيح أم لا
؟
فقلت: هذا لا أصل له فضلاً عن أن يكون صحيحًا، نعم ورد في الصواغ حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال:"أكذب الناس الصباغون والصواغون".
أخرجه ابن ماجه وأحمد وغيرهما وهو حديث مضطرب الإسناد، ولذا أورده ابن الجوزي في العلل المتناهية وقال: إنه لا يصح انتهى. مع كون الصياغة حرفة قديمة، كانت في زمنه صلى الله عليه وسلم وأقرها حيث قال له عمه العباس رضيالله عنه لما قال صلى الله عليه وسلم عن مكة ـ شرفها الله ـ:"أنها لا يعضد شجرها": يا رسول الله! إلا الإذخر فإنه لصاغتنا ولقبورنا وفي لفظ:
ولسقف بيوتنا فقال صلى الله عليه وسلم: "إلا الإذخر" وكذا قال علي رضي الله عنه: "لما أردت أن أبتني بفاطمة رضي الله عنها وأعدت رجلاً صواغً الحديث". لكن قد أورد الديلمي فلي مسنده مما هو ضعيف أيضًا من حديث أبي سعيد الخدري أنه صلى الله عليه وسلم قال: "أكذب الناس الصناع" يعني بضم الصاد المهملة ثم نون مشددة ثم مهملة، وكذا روى إبراهيم الحربي في غريبة من طريق أبي رافع الصايغ قال: كان عمر رضي الله عنه يمازحني فيقول: "أكذب الناس الصواغ، يقول: اليوم وغدًا" فأشار رضي الله عنه إلى السبب في كونهم أكذب الناس وهو المطل والمواعيد الكاذبة، ولا شك أن تعمد الخلف في الوعد من خصال المنافقين، ونحوها ما يروى عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه رأى قومًا يتعادون فقال: "ما لهم؟ فقالوا: خرج
الدجال فقال: كذبه كذبها الصواغون».
ويروى الصياغون ـ أعني بالياء على لغة الحجاز ـ كالديار والقيام على أنه قيل: إنه ليس المراد بالصواغين صاغة الحلي، ولا بالصباغين صباغوا الثياب، بل أراد الذين يصبغون الكلام ويصوغونه أي يغيرونه، ويزينونه يقال صاغ شعرًا، وصاغ كلامًا أي وضعه وزينه، وإلى نحو هذا جنح أبو عبيد القاسم بن سلام فقال: الصياغ الذي يزيد في الحديث من عنده يزينه به. وورد في النخاسين ما أخرجه أبو بكر الشافعي في الرابع من «فوائده» من طريق عبيد بن أبي عبيد مولى أبي رهم عن أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم مر ببقعة بالمدينة فقال: «كم من دعاء لا يصعد إلى الله عز وجل من هذه البقعة» قال أبو هريرة: فرأيت فيها النخاسين.
ورواه أحمد في «المسند» ، والثقفي في الثالث من «فوائده» بلفظ: " «رب يمين لا يصعد إلى الله عز وجل في هذه البقعة» ويتضح معناه بحديث قيس بن أبي غرزة رضي الله عنه قال: كنا في عهد رسول الله نشتري في الأسواق ونسمي أنفسنا السماسرة، فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمانا باسم هو أحسن منه، فقال:«يا معشر التجار! إن هذا البيع يحضره الكذب، واللغو» . وفي رواية: «والإيمان فشوبوه بالصدقة» .
أما الحائك وهو النساج، فلم أقف على شيء ورد فيه، نعم قد قيل في