الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
141 - مسالة:
روى البيهقي في الثالث من شعب الإيمان من طريق زهير بن محمد عن موسى بن جبير عن نافع عن ابن عمر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولأ: "إن آدم عليه السلام لما أهبطه الله إلى الأرض قالت الملائكة: أي رب: (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون) قالوا: ربنا نحن أطوع لك من بني آدم، فقال الله للملائكة: هلموا ملكين من الملائكة حتى نهبطها إلى الأرض فننظر كيف يعملون قالوا: ربنا! هاروت وماروت فأهبطا إلى الأرض ومثلث لهما الزهرة امرأة من أحسن البشر فجاءتها فسألاها نفسها فقالت: لا والله حتى تكلما بهذه الكلمة في الإشراك قالا: لا والله لا نشرك بالله أبدًا فذهبت عنهما ثم رجعت بصبي تحمله فسألاها نفسها فقالت: لا والله حتى تقتلاه قالا: لا والله لا نقلته فذهبت عنهما ثم رجعت بقدح خمر تحمله فسألاها نفسها فقالت: لا والله حتى تشربا هذا الخمر فشربا فسكرا فوقعها عليها وقتلا الصبي فلما أفاقا قالت لهما المرأة: والله ما تركتما مما أبيتما عليَّ شيئًا إلا وقد فعلتماه حين سكرتما فخُيرا عند ذلك بين عذاب الدنيا وبين عذاب الآخرة، فاختارا عذاب الدنيا".
وهكذا أخرجه أحمد في المسند وابن حبان في الصحيح وابن السني في عمل اليوم والليلة من طريق زهير عن موسى، وتابعه معاوية
بن صالح عن نافع نحوه. أخرجه ابن جرير في التفسير.
وخالف سعيد بن سلمة فقال عن موسى بن جبير عن موسى بن عقبة عن سالم عن ابن عمر، أخرجه البيهقي أيضًا في ثالث الشعب وقال عقبه: ورويناه من وجه آخر عن مجاهد عن ابن عمر موقوفًا عليه وهو أصح، فإن ابن عمر إنما أخذه عن عكب ثم ساقه من طريق سفيان الثوري عن موسى بن عقبة عن سالم عن ابن عمر عن كعب نحوه. قال: وهذا أشبه أن يكون محفوظًا، وكذا ساقه في الرابع والأربعين من الشعب أيضًا وقال: هذا هو الصحيح من قول كعب.
قلت: وتبعه المنذري حيث أورد الحديث في الترهيب من الخمر من ترغيبه قال: وقيل إن الصحيح وقفه على كعب. انتهى.
وقد روي في ذلك عن علي بن أبي طالب، اشار إليه البيهقي في الثالث من الشعب وهو عند أبي نعيم في عمل اليوم والليلة له من طريق عيسى بن يونس عن أخيه إسرائيل عن جابر عن أبي الطفيل عن علي
قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الزهرة، وقال إنها: فتنت الملكين.
وكذا أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة أيضًا وعنده أيضًا: من طريق حماد بن سلمة عن أيوب عن نافع عن ابن عمر أنه كان إذا نظر إلى الزهرة قذفها.
ومن طرق أبي عثمان الهندي عن ابن عباس قال: هذه الكوكبة ـ يعني الزهرة ـ كانت تدعى في قومها "بيدخت". وللبيهقي أيضًا في الرابع والأربعين من الشعب من طرق قيس بن عباد عن ابن عباس في قوله عز وجل (وما أنزل على الملكين بباهل هاروت وماروت) الآية. قال: إن الناس بعدآدم وقعوا في الشرك اتخذوا هذه الأصنام وعبدوا غير الله عز وجل قال: فجعلت الملائكة يدعون عليهم ويقولون: ربنا خلقت عبادك وأحسنت خلقهم، ورزقتهم فاحسنت رزقهم، فعصوم وبعدوا غيرك، اللهم الله يدعون عليهم فقال لهم الله تبارك وتعالى: إنهم في عتب فجعلوا لا يعذرونهم، قال: اختاروا منكم اثنين أهبطهما إلى الأرض فآمرهما وأنهاهما اختاروا هاروت وماروت قال: وذكر الحديث بطول فيهما وقال فيه: شربا الخمر، فانتشيا ووقعها بالمرأة وقتلا النفس وكثر اللغط فيما بينهما وبين الملائكة فنظروا إليهما وما يعملان ففي ذلك أنزل الله عز وجل (والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في
الأرض) الآية. قال: فجعل الملائكة بعد ذلك يعذرون أهل الأرض ويدعون لهم.
وعند ابن أبي الدنيا من حديث عثمان رضي الله عنه قال: الخمر مجمع الخبائث ثم أنشأ يحدث عن بني إسرائيل قال: إن رجلاً خير بين أن يقتل صبيًا أو يمحو كتابًا أو يشرب خمرًا، فاختار أن يشرب الخمر ورأى أنها أهونهن فشربها فما هو إلا أن شربها حتى صنعهن جميعًا".
ومن وجه آخر بلفظ: "إياكم والخمر فإنها مفتاح كل شر، أتي رجل فقيل له: إما أن تحرق هذا الكتاب وإما أن تفجر بهذه المرأة وإما أن تقتل الصبي، وإما أن تسجد لهذا الصليب وإما أن تشرب هذه الكأس، فلم ير شيئًا أهون عليه من شرب الكأس، ففجر بالمرأة وقتل الصبي، وحرق الكتاب وسجد للصليب فهي مفتاح كل شر".