الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
213 - الحمد لله: سأل الشمس ابن القاسم عن حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله أخبرني عن قول الله عز وجل: (حور عين) قال: "حور: بيض عين، ضخام العيون شقر، الحوراء بمنزلة جناح انسر
".
فقلت: قد أخرجه الطبراني في معجمه الكبير وكذا في الأوسط من حديث عمرو بن هاشم البيروتي حدثنا سليمان بن أبي كريمة عن هشام بن حسان عن الحسن ـ هو البصري ـ عن أمه ـ هي خيرة مولاة أم سلمة ـ عن مولاتها أم سلمة رضي الله عنها بهذا وعنده فيه بعده قالت: يا رسول الله أخبرني عن قول الله عز وجل: (كأنهن الياقوت والمرجان) قال: "صفاءهن صفاء الدر الذي في الأصداف الذي لم تمسه الأيدي" قلت: يا رسول الله فأخبرني عن قول الله عز وجل: (خيرات حسان) قال: "خيرات الأخلاق، حسان الوجوه" قلت: يا رسول الله أخبرني عن قوله: (كأنهن بيض مكنون) قال: "رقتهن كرقة
الجلد الذي رأيت في داخل البيضة، مما يلي القشر وهي الغرقئ" قلت: يا رسول الله: أخبرني عن قوله: (عربًا أترابا) قال: "هن اللواتي قبضن في دار الدنيا عجائز ورمضا شُمطا خلقهن الله بعد الكبر فجعلهن عذارى عربًا متعشقات، محببات، أترابًا على ميلاد واحد" قلت: يا رسول الله: أنساء الدنيا أفضل أم الحور العين؟ قال: "بل نساء الدنيا أفضل من الحور العين، كفضل الظهارة على البطانة"، قلت: يا رسول الله وبما ذاك؟ قال: "بصلاتهن وصيامهن، وعبادتهن ألبس الله وجوههن النور وأجسادهن الحرير، بيض الألوان، خضر الثياب، صفر الحلي، مجامرهن الدر، وأمشاطهن الذهب يقلن: ألا نحن الخالدات فلا نموت أبدًا، ألا ونحن الناعمات فلا نبؤس أبدًا، ألا ونحن المقيمات لا نظعن أبدًا، ألا ونحن اراضيات فلا نسخط أبدًا طوبى لمن كنا له وكان لنا" قلت: يا رسول الله المرأة منا تزوج الزوجين، والثلاثة، والأربعة ثم تموت فتدخل الجنة ويدخلون معها من يكون زوجها؟ قال:"يا أم سلمة إنها تخير فتختار أحسنهم خلقًا فتقول: أي رب إن هذا كان أحسنهم معي خلقًا في دار الدنيا فزوجنيه، يا أم سلمة ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة".
وأخرجه أيضًا أبو جعفر العقيلي في الضعفاء وأبو إسحاق الثعلبي في التفسير من هذا الوجه لكن اقتصرا منه على بعض وذلك إلى قوله: ضخام العيون. ومداره على سليمان بن أبي كريمة، فقد قال العقيلي: إنه لا يعرف إلا به ولا يتابع عليه. ونحوه قوله الذهبي: إنه لا يعرف إلا
بهذا السند. انتهى.
وهو شامي ضعفه أبو حاتم. وقال ابن عدي: عامة أحاديثه مناكير، ونحوه قول العقيلي إنه يحدث بمناكير.
قلت: ولولا وجود أحاديث شاهدة له، يطول الأمر بإيراداها لحكمت بضعفه من أجل تفرده به، على أن عند الثعلبي بعضه من غير جهته، فروي من حديث إسماعيل بن أبي زياد عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أم سلمة أنها قالت: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: (إنا أنشأناهن إنشاء .. الآية) قال: "يا أم سلمة هن اللاتي قبضن في دار الدنيا عجائز شمط، عمش، رمص، جعلهن الله بعد الكبر أترابًا على ميلاد واحد في الاستواء".
وقوله فيه: الحور: جمع حوارء وهي الشديدة بيضاض العين الشديد سوادها. وقد فسره ابن عباس رضي الله عنهما كما في البخاري بالسود الحدق، وكذا قال عطاء وفسره في هذا الحديث بالبيض، وكذا فسره قتادة.
وأما العين، فجمع عيناء وهي الواسعة العين، ولذا فسرت في هذا الحديث بالضخام وكنى به عن الاتساع، ونحوه قول عطاء، هي العظمة العين. وقال أبو عبدية: العين هي الواسعة العين، الشديدة السواد
والبياض، وقد ترجم البخاري في أوائل الجهاد باب الحور العين وصفتهن، يحار فيها الطرف شديد سواد العين شديدة بياض العين. انتهى.
وأما الشفر فهو كما قال في الصحاح وبالضم واحد أشفار العين وهي حروف الأجفان التي تبنت عليها الشعر وهو الهدب. وكأن المعنى: أن في أشفارهن طولاً فهو من جملة الضخامة، وقد وصف صلى الله عليه وسلم بأنه كان عظيم العينين، أهدب الأشفار، مشرب العين بحمرة، فيحتمل أنيكون شقر بالقاف ليخرج عن الوصف بالأبيض الشديد البياض، فذاك مذموم ولكن الأول أظهر، وما قوله: الحوراء بمنزلة جناح النسر، فكأنه كناية عن رشاقة القد وسرعة الحركة حيث شبهها مع كثرة ما عليها من الحلي، والآليء، وضخامتها الزائدة فوق الوصف بجناح الطائر خصوصًا النسر في قوته وشدته.
وأما قوله: الأصداف، فهو بالمهملتين، وأخره فاء، جمع الصدف، وهو غلاف اللؤلؤ، واحدته صدفة وكنى به عن شدة صفاء اللون، فقد صح في وصفهن أنه يرى مخ سوقهن من وراء اللحم، وفي رواية من وراء الحلل، وفي رواية من وراء سبعين حلة، وورد في وصف الواحدة منهن أنها التي يحار فيها الطر بادٍ مخ ساقها من وراء كبدها ينظر الناظر وجهه في كبد إحداهن، كالمرأة من رقة الجلد، وصفاء اللون. وفي رواية: