الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
148 - [مسألة]: عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عبد الرحمن إنك من الأغنياء ولن تدخل الجنة إلا زحفًا فأقرض الله يطلق قدميك
" فقال عبد الرحمن: ما الذي أقرض أو أخرج؟ وخرج عبد الرحمن فبعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "مر عبد الرحمن فليضف الضيف وليطعم المسكين، وليعط السائل فإن ذلك يجزيء عن كثير مما هو فيه".
رواه البزار في منسده وأبو نعيم في الحلية من جهة الطبراني، وفي لفظ عنده من جهة غيره قال ابن عوف: وما الذي أقرض الله قال: "تتبرأ مما أمسيت فيه" قال: فقال: من كله أجمع يا رسول الله؟ قال: "نعم"
فخرج ابن عوف وهو يهم بذلك فأتاه جبريل عليه السلام فقال: مر ابن عوف فليضف الضيف، وليطعم المسكين، وليعط السائل، فإذا فعل ذلك كانت كفارة لما هو فيه". وفيهما خالد بن يزيد بن أبي خالد وقد ضعفه الجمهور.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أول من يدخل الجنة من أغنياء أمتي عبد الرحمن بن عوف والذي نفسي بيده إن يدخلها إلا حبوا".
رواه البزار وفيه أغلب بن تميم وهو مجمع على ضعفه.
وعن أنس أيضًا أن عبد الرحمن بن عوف لما هاجر آخي رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عثمان فقال له: إن لي حائطين فاختر أي حائطي شئت قال: بارك الله في حائطيك ما لهذا أسلمت، دلني على السوق، فدله فكان يشتري السمينة والأقيطة، والإهاب فجمع فتزوج فأتى النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ردع من صفرة فقال:"مهيم"؟ قال: تزوجت، فقال: "بارك الله لك
أولم ولو بشاة" قال: فكثر ماله حتى قدمت له سبعمائة راحلة تحمل البز والدقيق والطعام قال: فلما دخلت المدينة سمع لأهل المدينة رجة فقالت عائشة: ما هذه الرجة؟ فقيل لها: عير قدمت لعبد الرحمن بن عوف سبعمائة راحلة تحمل البز والدقيق والطعام. فقالت عائشة: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "وعبد الرحمن لا يدخل الجنة إلا حبوا" فلما بلغ ذلك عبد الرحمن قال: يا أمه! إني أشهدك أنها بأحمالها وأحلاسها وأقتابها في سبيل الله عز وجل".
رواه عبد بن حميد في مسنده، وفي لفظ عند الإمام أحمد في المسند عن أنس قال: بينما عائشة في بيتها إذا سمعت صوتًا في المدينة، فقالت: ما هذا؟ قالوا: عير لعبد الرحمن بن عوف قدمت من الشام تحمل من كل شيء فكانت سبعمائة بعير فارتجت المدينة من الصوت فقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قد رايت عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حبوا" فبلغ ذلك عبد الرحمن فقال: إن استطعت لأدخلنها قائمًا، فجعلها بأقتابها وأحمالها في سبيل الله.
وأخرجه البزار في مسنده والطبراني في معجمه الكبير وعنه أبو نعيم في الحلية ومداره على عمارة بن زاذان، وقد ضعفه النسائي
والدارقطني وأحمد في رواية الاثرم بل ذكر ابن الجوزي الحديث في موضعاته من مسند أحمد، ونقل عنه أنه كذب منكر، قال: وعمارة يروي أحاديث مناكير.
وعن عبد الرحمن بن عوف قال: أرأيت الجنة فإذا هي لا يدخلها إلا المساكين فدخلت معهم حبوًا فلما استيقظت قلت: إبلي التي انتظرها بالشام وأحمالها في سبيل الله حتى أدخلها معهم ماشيًا. رواه البزار في مسنده وشيخه فيه عبد الله بن شهيب مجمع على ضعفه.
وعن عبد الله بن أبي أوفى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما بطأ بك؟ قال: مازلت بعدك أحاسب، وإنما ذلك كثرة مالي فقال: هذه مائة راحلة جاءتني من مصر فهي صدقة على أرامل أهل المدينة رواه أبو نعيم في الحلية، وفيه عمار بن سيف وهو منكر الحديث. ضعيف.
وبالجملة فقد قال الهيمثي وأقره العراقي رحمهما الله: أنه لا
يثبت في دخوله زحفًا حديث. انتهى.
وقد شهد رضي الله عنه بدرًا والحديبية، ومعلوم أن الله عز وجل قال في أهل بدر:"اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم"، فلو ارتكب امرؤ منهم ما لا يجوز ـ وقد عصمهم الله إن شاء الله من ذلك ـ فهو مغفور له، هذا مع أن كسبه حلال من تجارته ببركة دعائه صلى الله عليه وسلم حيث قال:"بارك الله لك" وفعل ما فعله الفقراء من الخير. ورواية من تقدم ممن طعن فيه لا يقدح في أهل بدر والله الموفق.
وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دخلت الجنة فسمعت فيها خشفة
…
" فذكر حديثًا فيه: "وعرضت عليّ أمتي رجلاً رجلاً فجعلوا يمرون واستبطأت عبد الرحمن ثم جاء بعد الإياس فقتل: عبد الرحمن! فقال: بأبي وأمي يا رسول الله! والذي بعثك بالحق ما خلصت إليك حتى ظننت أني لا أنظر إليك أبدًا إلا بعد المشيبات قال: وما ذاك؟ قال: من كثر مالي أحاسب فأمحص".
أخرجه أحمد ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات وقال: إنه لا يصح.