الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وضيء فأقعده وراء ظهره.
فالجواب: أنه مع كونه روي مسندًا ومرسلاً والحكم عليه بالنكارة مع ذلك قد فعله صلى الله عليه وسلم إن صح كما قال ابن الجوزي: ليسن. والله الموفق.
147 - الحمد لله حديث: "تفترق أمتي
".
جاء عن عدة من الصحابة منهم أنس بن مالك، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن عمرو وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن مسعود، وعلي بن أبي طالب، وعوف بن مالك، وعمرو بن عوف المزني، ومعاوية بن أبي سفيان، وواثلة بن الأسقع، وأبي الدرداء، وأبي أمامة، وأبي هريرة رضي الله عنهم.
فأما حديث أنس، فرواه ابن ماجه في سننه من حديث قتادة عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن بني إسرائيل افترقت على إحدى وسبعين فرقة وإن أمتي ستفترق على ثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة" ورجاله رجال الصحيح، وهو عند ابي يعلي في أثناء حديث من وجه آخر فيه ضعف، ولفظه:"تفرقت أمة موسى على إحدى وسبعين ملة، سبعون منها في النار وواحدة في الجنة، وتفرقت أمة عيسى على ثنتين وسبعين ملة إحدى وسبعين منها في النار وواحدة في الجنة"، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"وتعلو أمتي على الفرقتين جميعًا بملة، اثنتين وسبعين في النار وواحدة في الجنة"، قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: "الجماعات".
وأما حديث سعد، فأخرجه البزار في مسنده من حديث ابنته عائشة عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "افترقت بنو إسرائيل على إحدى وسبعين ملة، ولن يذهب الليالي والأيام حتى تفترق أمتي على مثلها"، وقال عقبه: لا نعلمه يروى عن سعد إلا من هذا الوجه.
قلت: وسنده ضعيف.
وأما حديث ابن عمرو، فرواه الترمذي في جامعه من حديث عبد الله بن يزيد أبي عبد الرحمن الحُبُلى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليأتين على أمتي ما أتى أمه بني إسرئايل حذو النعل بالنعل حتى إن كان منهم من أتى أمه علانية لكان في أمتي من يصنع ذلك، وإن بني إسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين ملة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة، كلهم في النار إلا ملة واحدة" قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: "ما أنا عليه وأصحابي" وقال: حسن غريب.
قلت: ورواه الحاكم في صحيحه وقال: تفرد به الإفريقي ولا تقوم به حجة.
وأما حديث ابن عمر، فرواه أبويعلي في مسنده بلفظ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "في أمتي نيفًا وسبعين داعيًا كلهم داع إلى النار لو شاء لأنبأتكم بأسمائهم وقبائلهم".
وأما حديث علي، فرواه أبو نعيم في الحلية من حديث أبي الطفيل عنه قال:"تفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، شرها فرقة ينتحلون وتفارق أمرنا"، وفي سنده لين.
وأما حديث عوف، فرواه ابن ماجه من حديث راشد بن سعد عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة فواحدة في الجنة وسبعون في النار وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة فإحدى وسبعين في النار وواحدة في الجنة، والذي نفس محمد بيده لتفترق
أمتي على ثلاث وسبعين فرقة فواحدة في الجنة وثنتين وسبعين في النار" قيل: يا رسول الله! من هم؟ قال: "الجماعة" ورجاله موثقون.
وقد رواه الحاكم في المستدرك من حديث عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن عوف بلفظ: "ستفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة" وقال: صحيح على شرطهما. قلت: وهو متعقب.
وأما حديث عمرو، فرواه الحاكم في مستدرك والطبراني من حديث كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لتسلكن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل ولتأخذن بمثل أخذهم إن شبرا فشبر، وإن ذراعًا فذراع وإن باعًا فباع، حتى لو دخلو جحر ضب دخلتم فيه، ألا وإن بني إسرائيل افترقت على موسى عليه السلام سبعين فرقة، كلها ضالة إلا فرقة واحدة: الإسلام وجماعتهم، ثم إنها افترقت على عيسى عليه السلام على إحدى وسبعين فرقة كلها ضالة إلا واحدة: الإسلام وجماعتهم، ثم إنكم تكونون على ثنتين وسبعين فرقة كلها ضالة إلا واحدة: الإسلام وجماعتهم" وهي الحاكم إسناده.
وأما حديث معاوية، فرواه أبو داود في سننه من حديث أبي عامر
الهوزني عنه أنه قال فقال: ألا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا فقال: "ألا إن من كان قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين، ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهي الجماعة وأنه ستخرج في أمتي أقوام تجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله".
وأخرجه الحاكم في صحيحه من حديث أبي عامر أيضًا قال: حججنا مع معاوية فلما قدمنا مكة أخبر بقاص فأرسل إليه فقال: أمرت بهذا القصص قال: لا، قال: فما حملك على أن تقص بغير إذن قال: نفشي علمًا علمناه الله فقال: لو كنت تقدمت إليك لقطعت منك طائفة ثم قام حين صلى الظهر بمكة، فقال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن أهل الكتاب تفرقوا في دينهم على اثنتين وسبعين ملة وتفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة. وتخرج في أمتي أقوام تتجارى تلك الأهواء بهم كما يتجارى الكلب بصاحبه فلا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله، والهل يا معشر العرب: لئن لم تقوموا بما جاء به محمد لغير ذلك أحرى أن لا تقوموا به". وقال: إن سنده لا تقوم به الحجة.
وأما حديث واثلة واللذان بعده، فرواه الطبراني من حديث عبد الله
بن يزيد بن آدم الدمشقي عن أبي الدرداء وأبي أمامة وواثلة وأنس قالوا: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر حديثًا في المراء، وفيه:"فإن بني إسرائيل افترقوا على إحدى وسبعين فرقة والنصارى على اثنتين وسبعين فرقة، كلهم على الضلالة إلا السواد الأعظم" قالوا: يا رسول الله! من السواد الأعظم؟ قال: "من كان على ما أنا عليه وأصحابي".وسنده ضعيف.
وعند الطبراني أيضًا من حديث أبي غالب عن أبي أمامة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "تفرقت بنو إسرائيل على إحدى وسبعين فرقة، وتفرقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وأمتي تزيد عليهم فرقة، كلها في النار إلا السواد الأعظم". ورواته موثقون.
وأما حديث أبي هريرة، فرواه ابن حبان في صحيحه وأبو داود واللفظ له والترمذي وقال: حسن صحيح. والحاكم وقال: على شرط مسلم، من حديث أبي سلمة عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "افترقت اليهود على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة وتفرقت النصارى على إحدى أو
ثنتين وسبعين فرقة، وتترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة" ورواه ابن ماجه مختصرًا بدون شك.
وجاء أيضًا من حديث جابر، وعبد الله بن عباس وغيرهم ولولا شغل البال لخرجتها لكن فيما ذكر كفاية. وقد رواه الديلمي وغيره من حديث أنس رفعه:"تفترق أمتي على بعض وسبعين فرقة كلها [في النار] إلا فرقة واحدة وهي الزنادقة"، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات والاعتماد على ما سلف.
وأما حديث ابن مسعود، فرواه الطبراني من طريق سويد بن غفلة عنه قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا ابن مسعود؟ قلت: لبيك يا رسول
الله قالها ثلاثًا، فذكر حديثًا وفيه:"واختلفت من كان قبلي على ثنتين وسبعين فرقة نجا منها ثلاثة، وهلك سائرهن: فرقة أزت الملوك وقاتلوهم على دينهم ودين عيسى بن مريم وأخذوهم وقتلوهم وقطعوهم بالمناشير، وفرقة لم يكن لها طاقة، بموازاة الملوك ولا بأن يقيموا بين ظهرانيهم فتدعوهم إلى الله ودين عيسى بن مرين فساحوا في البلاد وترهبوا قال: وهم الذين قال الله عز وجل: (رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان) الآية. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من آمن بي وصدقني واتبعني فقد رعاها حق رعايتها ومن لم يتبعني فأولئك هم الهالكون". وسنده ضعيف وهو بنحوه عند من وجه أحسن من هذا.