الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قوله: "من لبس نعلاً صفراء لم يزل ينظر في سرور ما دام لابسها".
ومع كونه موقوفًا فهو ضعيف أيضًا والله الموفق.
224 - الحمد لله سئلت عن ذي القرنين، وجرجيس، ولقمان، ودانيال، وحزقيل، أهم أنبياء أم لا؟ فقد وجدوا في بعض الأدعية متوسلاً بهم
.
فقلت: أما ذو القرنين، فالصحيح أنه كان ملكًا من الملوك العادلين، كما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما وقيل: كان نبيًا، وقيل: رسولاً، وقيل: إنه من الملائكة، وهو غريب، وتمسك قائله بما
يحكى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه سمع رجلاً يقول لآخر: يا ذا القرنين فقال: مه، ما كفاكم أن تتسموا بأسماء الأنبياء حتى تتسموا بأسماء الملائكة.
وفي حديث غريب من الوجه الذي أورده ابن عساكر منه أ، هـ صلى الله عليه وسلم قال: لا أدري ذو القرنين نبيًا كان أم لا؟
وأما لقمان، فالمشهور عن الجمهور أنه كان رجلاً صالحًا ذا عبادة، وعبارة، وحكمة عظيمة، ويقال: إنه كان قاضيًا في زمن داود عليه السلام. ويقال: إنه كان نبيًا.
وأغرب من زعم أنه عرضت عليه النبوة فخاف أن لا يقوم بأعبائها،
فاختار الحكمة لأنها أسهل عليه.
وقد قال النووي رحمه الله في الأذكار وغيره من تصانيفه: إن القول بنبوته شاذ، لا التفات عليه، ولا تعريج عليه.
وأما دانيال، فقد كان من أنبياء بني إسرائيل فيما مشى عليه غير واحد، روينا في المجالسة للدينوري من حديث معاذ بن رفاعة قال: مر يحيى بن زكريا بقبر دانيلا عليهما السلام فسمع صوتًا من القبر يقول: سبحان من تعزز بالقدرة وقهر العباد بالموت، من قالهن تستغر له السموات السبع، والأرضون السبع، ومن فيهن، ثم قال: إن دانيال قد آتاه الله النبوة والحكمة، وكان في أيام بخت نصر، وأسره بخت نصر مع بني إسرائيل، وحبسهم، ثم رأى بخت نصر رؤيا أفزعته وعجز الناس عن تفسيرها ففسرها دانيال فأعجبه وأكره وقبره، ووجده أبو موسى الأشعري رضي الله عنه فأكرمه، وكفنه، وصلى عليه ثم قبره.
وهذا مما يلقي عن الإسرائيليات، ورواية ما يكون من هذا القبيل جائزة إلا أن يحقق أنه كذب كان يخالف شيئًا من قواعد الشريعة المحمدية، وما عدا ذلك ثبت الإذن فيه بحديث:"حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج". قال الشافعي رضي الله
عنه: من المعلوم أنه صلى الله عليه وسلم لا يأمر برواية الكذب، فعرفنا أن الإذن إنما هو فيما لا يعلم أنه كذب كما تقدم، وأول هذه القصة من نمط المأذون فيه مع أنه وجد في بعض الإسرائيليات أيضًا ما قد يخالفه، وآخرها صحيح م طريق في بعضها أن الذي فعله أبو موسى كان بإذن من عمر رضي الله عنهما.
وأما حزقيل، فهو أيضًا من بني إسرائيل فيما جزم به غير واحد وقيل: إنه هو الذي دعا للقوم الذين ذكرهم الله عز وجل في قوله: (ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم) الآية.
وذلك أنه مر بهم بعد دهور طويلة فوقف عليهم متفكرًا فقيل له: أتحب أن يبعثهم الله وأنت تنظر؟ فقال: نعم فأمر أن يدعو لتلك العظام أن تكتسي لحمًا، وأن يتصل العصب بعضه ببعض فناداهم عن أمر الله عز وجل له بذلك فقام القوم أجمعون وكبروا تكبيرة رجل واحد.