الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
233 - حديث: "أنا مدينة العلم وعلي بابها
".
أخرجه الحاكم في المناقب من مستدركه والطبراني في معجمه الكبير وأبو الشيخ ابن حيان في كتابه السنة له وغيرهم، كلهم من حديث أبي معاوية الضرير عن الأعمش عن مجاهدعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكره وبزيادة: "فمن أراد العلم فليأت الباب" ورواه الترمذي في المناقب من جامعه وأبو نعيم في الحلية وغيرهما من حديث علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أنا دار الحكمة وعلى بابها".
قال الدارقطني في العلل عقب ثانيهما: إنه حديث مضطرب غير ثابت، وقال الترمذي: إنه منكر، وكذا قال شيخه
البخاري وقال: إنه ليس له وجه صحيح.
وقال بن معين فيما حكاه الخطيب في تاريخ بغداد: إنه كذب لا أصل له، وقال الحاكم عقب أولهما: إنه صحيح الإسناد. وأورده ابن الجوزي من هذين الوجهين في كتابه الذي أفرده للأحاديث المكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووافقه الحافظ الذهبي وغيره على ذلك، وإلى هذا أشار ابن دقيق العيد بقوله: هذا الحديث لم يثبتوه، وقيل: إنه صرح الحافظ صلاح الدين العلائي بالتوقف في الحكم عليه بذلك فقال: وعندي فيه نظر، بل بين ما يشهد لكون أبي معاوية راوي حديث ابن عباس حديث به فزال المحذور ممن هو دونه قال: وأبو معاوية ثقة، حافظ، محتج بأفراده كابن عيينة وغيره، فمن حكم على الحديث مع ذلك بالكذب فقد أخطأ. قال: وليس هو من الألفاظ المنكرة التي تأباها العقول بل هو كحديث أخرجه الترمذي وقال: إنه حسن صحيح، وصححه ابن
حبان، وغيره من حديث أبي قلابة عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أرحم أتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر وأصدقهم حياء عثمان، وأقرؤهم لكتاب الله أبي بن كعب، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل" وهو صنيع معتمد فليس هذا الحديث بكذب، خصوصًا وقد أخرج الديلمي في مسنده بسند ضعيف جدًا عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "علي بن أبي طالب باب حطة، من دخل فيه كان مؤمنًا، ومن خرج منه كان كافرًا"، ومن حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "علي باب علمي، ومبين لأمتي ما أرسلت به من بعدي، حبه إيمان،
وبغضه نفاق والنظر إليه رأفه" وأورد صاحب الفردوس وتبعه ابنه المذكور بلا إسناد، عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أنا مدينة العلم وأبو بكر أساسها، وعمر حيطانها، وعثمان سقفها، وعلي بابها" وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أنا مدينة العلم، وعلي بابها، ومعاوية حلقتها" وبالجملة فكلها ضعيفة.
وأحسنها حديث ابن عباس بل هو حسن. وقد روى الترمذي أيضًا والنسائي وابن ماجه وغيرهم من حديث حبشي بن جنادة رضي الله عنه مرفوعًا: "على مني وأنا من علي لا يؤدي عني إلا أنا أو علي" انتهى.
وليس في هذا كله ما يقدح في إجماع أهل السنة من الصحابة والتابعين فمن بعدهم على أن أفضل الصحابة بعد النبي صلى الله عليه وسلم على الإطلاق،
أبو بكر، ثم عمر رضي الله عنهما. وقد قال ابن عمر رضي الله عنهما:"كنا نقول ورسوله الله صلى الله عليه وسلم حي: أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر وعثمان، فيسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا ينكره". بل ثبت عن علي رضي الله عنه أنه قال: خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر، ثم عمر، ثم رجل آخر. فقال ابنه محمد بن الحنفية: ثم أنت يا أبه، فكان يقول: "ما أبوك إلا رجل من المسلمين. رضي الله عنهم وعن سائر الصحابة أجمعين.