الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
131 - وسئلت: عن قوله صلى الله عليه وسلم لمن قال له: إن امرأتي لا ترد يد لامس: "طلقها" فقال: إني أحبها قال: "أمسكها" ما معنى ذلك؟ وهل الحديث صحيح أم غير ذلك
؟
فقلت: هذا الحديث حسن صحيح، ولم يصب من حكم عليه بالوضع، واختلف في توجيهه على وجهين، أحدهما: أنه كناية عن الفجور، وإنها مطاوعة لمن أرادها لا ترد يده.
ثانيهما: إنه كناية عن السخاء. وإنها لا تمنع من طلب منها الطعام أو نحوه مطلوبه، ومنع الإمام أحمد رحمه الله التوجيه الأول.
وقال الحافظ عماد الدين ابن كثير: حمل اللمس على الزنا جيد والأقرب حمله على أن الزوج فهم منها أنها لا ترد من أراد منها السوء لا
أنه تحقق وقوع ذلك منها، بل ظهر له ذلك بقرائن فأرشده الشارع إلى مفارقتها احتياطًا، فلما أعلمه أنه لا يقدر على فراقها لمحبته لها وأنه لا يصبر على ذلك رخص له في إبقائها لأن محبته لها محققة، ووقوع الفاحشة منها متوهم. انتهى.
وهو حسن ولعل ببركة الشارع صلى الله عليه وسلم زال عنها ما كان زوجها يتضرر به منها، واطلع صلى الله عليه وسلم على ذلك بوحي أو بغيره فأذن له في إبقاءها.
ولقد بلغنا عن شخص من المنسوبين للصلاح أنه سافر مرة في بعض ضروراته وترك زوجته وهي شابة فوقع في نفسه الخشية من حادث، واتفق مجيئه للشيخ بدر الدين الزركشي مؤلف "الخادم" وغيره فسلم عليه ثم جلس ولم يذكر له ما وقع في نفسه من ذلك فقال له الشيخ: لا تخف فزرعك لا يسقيه غير مائك أو كما قال: وبالله التوفيق.