الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
127 - [مسألة] الحمد لله: أمرتم من هو قائم لكم بوظيفة الدعاء، مستمر على العبودية والولاء ـ زادكم الله إفضالاً، وأسبغ عليكم نعمه ووالى ـ بالنظر فيما نسب لأبي هريرة أنه قال: سال حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما النبي صلى الله عليه وسلم: متى الساعة؟ فأطرق
رأسه وبكى حتى بل لحيته وقال له: "يا حذيفة أخبرتني عن أمر عظيم، اقتراب الساعة حين يصير الملك كالأسد، والقاضي كالذئب، والوالي كالثعبان، والفقير كالشاة الضعيف، يا ويلها من شاة ضعيفة ما بين سبع وذئب".
فكتب العبد ما نصه: هذا الحديث لا أعرفه بهذا اللفظ، وقد راجعت كتب أشراط الساعة والفتن فما وجدته وأحسبه مكذوبًا، نعم روى الديلمي في مسنده بسند واهٍ جدًا عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يأتي على الناس زمان يكون السلطان كالسبع، ومن قبله كالذئب، ومن قبله كالثعلب، ويكون المسلم كالشاة فمتى تسلم الشاة من سبع وذئب وثعلب، قولوا في ذلك الزمان: يا سلام سلم يا سلام سلم" انتهى.
ويستأنس له بحديث رواه الطبراني في الأوسط عن أنس أيضًا
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يأتي على الناس زمان هم ذئاب فمن لم يكن ذئبًا أكلته الذئاب".
وكذا يستأنس له بقوله صلى الله عليه وسلم في حديث طويل في أشراط الساعة: "ويكون المؤمن في القبيلة أذل من النقد" وهو بفتح النون والقاف صغار الغنم واحدتها نقدة. والحديث المشار إليه أخرجه البيهقي في البعث، والطبراني في معجميه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أعلام الساعة فقال: "أن يكون الولد غيظًا، والمطر قيظًا، وتفيض الأسرار فيضًا، ويُصدق الكاذب، ويكذب الصادق، ويؤتمن الخائن ويخون الأمين، ويسود كل قبيلة منافقوها، وكل سوق فجارها، وتزخرف المساجد، وتخرب القلوب، ويكون المؤمن في القبيلة أذل من النقد ويكتفي الرجال بالرجال، والنساء بالنساء، ويكون الملك في الصبيان، وتؤامر النساء، ويخرب عمران الدنيا ويعمر خرابها،
وتظهر الفتنة وأكل الربا، وتظهر المعازف والكنوز وشرب الخمر ويكثر الشرط والغمازون والهمازون".
وسنده ضعيف، إلا أن أكثر ألفاظه قد روي أيضًا بأسانيد متفرقة.
فمنها ما رواه الطبراني عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا اقترب الزمان كثر لبس الطيالسة وكثرت التجارة، وكثر المال، وعُظَّم رب المال لماله، وكثرت الفاحشة وكانت إمرة الصبيان، وكثر النساء، وجار السلطان، وطفف في الميكال والميزان ولا يوقر كبير، ولا يرحم صغير ويكثر أولاد الزنا، حتى إن الرجل ليغشى المرأة على قارعة الطريق فيقول أمثلهم في ذلك الزمان: "لو اعتزلتم عن الطريق" يلبسون جلود الضأن على قلوب الذئاب أمثلهم في ذلك الزمان المداهن، ويربي الرجل جرو كلب خير له من أن يربى ولدًا".
وعن حذيفة رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله: متى نترك الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر؟ قال: "إذا أصابكم ما أصاب بني إسرائيل" قلت يا رسول الله! وما أصاب بني إسرائيل؟ قال: "إذا داهن خياركم فجاركم، وصار الفقه في أشراركم، وصار الملك في صغاركم، فعند ذلك تلبسكم فتنة تكرون ويكر عليكم".
وللبيهقي في البعث عن عابس الغفاري رضي الله عنه قال: إني أتخوف خصالاً سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخوفهن على أمته فقال: ما هن؟ قال: "إمرة السفهاء، وبيع الحكم وكثرة الشرط وقطعية الرحم، واستخفاف بالدم ونشء يتخذون القرآن مزامير يقدمون أحدهم ليس بأفضلهم ولا بأفقههم في الدين إلا ليغنيهم" وهو عند الطبراني في الكبير وابن شاهين واللفظ له من طريق زاذان قال: كنت مع رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له: عابس أو ابن عابس على سطح فرأى الناس يتحملون فقال: ما للناس؟ فقيل: يفرون من الطاعون، فقال: يا طاعون خذني، فقال له رجل له صحبة: أتدعو بالموت وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهي عنه؟ فقال: "لست خصال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخوفهن على أمته قلنا: وما هن؟ قال: إمرة الصبيان وكثرة الشُرط، والأثرة في الحكم. وقطيعة الرحم، واستخفاف بالدم، ونشء يتخذون القرآن مزامير يقدمون الرجل ليس بأفقههم ولا أضلهم، إلا ليغنيهم غناء".
وهو عند ابن شاهين أيضًا من حديث أبي أمامة الباهلي عن عابس قال: "ست سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرهن: الجور في الحكم، والتهاون
في الدماء، وإمارة السفهاء وقطيعة الرحم، وكثرة الشرط، والرجل يتخذ القرآن مزامير يغني بالقرآن والقوم يقدمون الرجل ليس بخيرهم ولا بأنفسهم فيغنيهم بالقرآن"، وللترمذي في جامعه والبيهقي في ابعث عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حل بها البلاء"، قيل: وما هي يا رسول الله؟ قال: "إذا كان المغنم دولاً والأمانة مغنمًا والزكاة مغرمًا وأطاع الرجل زوجته وعق أمه وبر صديقه وجفا اباه وارتفعت الأصوات في المساجد وكان زعيم القوم أرذلهم، وأكرم الرجل مخافة شره وشربت الخمور ولبس الحرير واتخذت القيان، والمعازف ولعن آخر هذه الأمة أولها فليرتقبوا عند ذلك ريحًا حمراء أو خسفًا أو مسخفًا".
وقال فيه الترمذي: إنه غريب، وضعف البيهقي إسناده بل قال فيه الدارقطني: إنه باطل، وله شاهد عند الترمذي أيضًا عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا اتخذ الفيء دولاً والأمانة مغنمًا، والزكاة مغرمًا وتعلم لغير الله، وأطاع الرجل امرأته، وعق أمه، وأدنى صديقه وأقصى
أباه، وظهرت الأصوات في المساجد، وساد القبيلة فاسقهم وكان زعيم القوم أرذلهم، وأكرم الرجل مخافة شره، وظهرت القينات والمعازف وشربت الخمور، ولعن آخر هذه الأمة أولها فليرتقبوا عند ذلك ريحًا حمراء وزلزلة، وخسفًا ومسخًا وقذفًا وآيات تتابع، كنظام بالٍ قطع سكله فتتابع" وقال فيه أيضًا: إنه غريب، والله الموفق.