الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
111 - مسألة:
روى البخاري في تاريخه والبغوي وابن شاهين كلاهما في معجم الصحابة والطبراني فيالكبير والعشرة والبزار في مسنده والخرائطي في المساوئ من حديث مالك بن أخيمر، واختلف في أبيه فقيل بالمهملة، وقيل: بالمعجمة وقيل: أخامر، وصحح ابن حبان أنه أخيمر، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"إن الله لا يقبل من الصقور يوم القيامة صرفًا ولا عدلاً" فقلنا يا رسول الله! وما الصقور؟ قال: "الذي يدخل على أهله الرجال"، وقال الطبراني في العشرة عقبه: سألت أبا خليفة الفضل بن الحباب عن معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "الصقور" فقال: شبهه بالذي يسلي الصقر على اللحم.
وروى الخرائطي في المساوئ عن عبد الله بن الحارث بن نوفل مرسلاً، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تبارك وتعالى خلق ثلاثة أشياء بيده: خلق آدم صلى الله عليه وسلم بيده وكتب التوارة بيده، وغرس الفردوس بيده، وقال: وعزتي لا يسكنها مدمن خمر، ولا ديُّوث" قالوا: يا رسول الله قد عرفنا
مدمن الخمر، فما الديوث؟ قال:"من يُقِر السوء إلى أهله".
وروي أحمد ،وأبو يعلي والخرائطي في المساوئ عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، والديوث، ورجلة النساء".
وروى الطبراني والبيهقي في الشعب عن عمار بن ياسر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاثة لا يدخلون الجنة أبدًا: الديوث، والرجلة من النساء، ومدمن الخمر" قالوا: يا رسول الله! أما مدمن الخمر فقد عرفناه، فما لاديوث؟ قال:"الذي لا يبالي من دخل على أهله" قلنا: فما الرجلة من النساء؟ قال: "التي تتشبه بالرجال".
وروى عبد الرازق في جامعه ومن طريقه البيهقي في الشعب
والبزار والديلمي في مسنديهما عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الغيرة من الإيمان والمِذاء من النفاق" قال: قلت: ما المذاء؟ قال: "الذي لا يغار" قال الحليمي في شعب الإيمان: المذاء أن تجمع بين الرجال والنساء، ثم تخليهم يماذي بعضهم بعضًا، وأخذ من المذي، وقيل هو إرسال الرجال مع النساء من قولهم: مذأت فرسي إذا أرسلتها ترعى قال: وقال الله عز وجل: (قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن) الآية. وقال: (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا) فدخل في جملة ذلك أن يحمي الرجل امرأته وبنيه، نخالطة الرجال ومحادثتهم والخلوة بهم.
وكذا قال ابن الأثير في النهاية قيل: هو أن يُدْخِلُ الرجلُ الرجلَ على أهله ثم يخلهم يماذي بعضهم بعضا، يقال: أمذي الرجل وماذي إذا قاد على أهله مأخوذ من المذي، وقيل: هو من أمذيت فرسي ومذيته إذا أرسلته يرعى، وقيل: هو المذاء بالفتح، كأنه من اللين والرخاوة، من أمذيت الشراب إذا أكثرت مزاجه فذهبت شدَّتُه وحدَّتُه.
قال: ويروى المِذَال بالالم والمِذَالُ: هو أن يقلق الرجل عن فراشه الذي يضاجع عليه حليلته ويتحول عنه ليفترشه غيره، ويقال: أمذَلَ بسرِّه يمذُلُ ومَذِل يمذَلُ: إذا قلق به.
والمَذِل والماذل: الذي تطيب نفسه عن الشيء، يتركه ويسترخي عنه. انتهى.
وصح من حديث أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عندها وفي البيت مخنث فقال المخنث لعبد الله بن أمية أخي أم سلمة: إن فتح الله لكم الطائف فإني أدلك على بنت غيلان، فإنها تقبل باربع وتدبر بثمان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا يدخل هؤلاء عليكن".
ومن أعظم ما سمعته في الغيرة وشدة الحرص على امتناع الرجل من رؤية زوجته ولو في الشهادة ما رويناه في الشعب أن امرأة قدمت زوجها إلى القاضي موسى بن إسحاق، فادعت عليه بمهرها وهو خمسمائة دينار فأنكر الزوج، فلقال وكيلها: قد أحضرت شهودي، فقال واحد منهم: انظروا إلى المرأة، فقال وقامت فقال الزوج: يفعل ماذا، ينظر إلى امرأتي؟ قالوا: نعم، قال: فإني أشهد القاضي أن لها عليَّ مهرها خمسمائة دنيار كلها ذهبًا عينًا مثاقيل ولا تسفر عن وجهها، فقالت المرأة: فإني أشهد القاضي أني قد وهبتها له، فقال القاضي: يكتب هذا في مكارم الأخلاق.
وقد عقد الغزالي رحمه الله فضلاً للاعتدال في الغيرة من النكاح من الإحياء وقال: هو أن لا يتغافل عن مبادئ الأمور التي تخشى غوائلها، ولا يبالغ في إساءة الظن والتعنت وتجسس البواطن إلى أن قال: وكان الصحابة رضي الله عنهم يسدّون الثقب والكوى في الحيطان لئلا تطلع النساء إلى الرجال.